جود نيوز الكندية

ما يحدث في سوريا ... مثالا

صناعة خطاب الكراهية (1)

-

الجماعات الجهادية السورية لا يعنيهم حدود ولا وطن؟!!

تحقيق: إيهاب أدونيا

لا يخفي على احد أن صناعة الكراهيَّة في الخطابات الطَّائفيَّة نابعة من نُخبة معروفة في الأوساط السِّياسيَّة، والدِّينيَّة، والمذهبيَّة، والإعلاميَّة، والمُدونين المُقرّبين من تلك الجهات السَّياسيَّة الحاكمة، أو قِوى (اللا دولة)، وينشرون خطابات الكراهيَّة بصُورة علنيَّة عبر صفحاتهم الشَّخصيَّة، أو قنوات فضائيَّة موجّهة للقطيع محاولين إقناع الرَّأي العامّ بتلك الطُّروحات المبنيَّة على الكراهيَّة والطَّائفيَّة، وكسب مجموعات من خارج القطيع بالانضمام إليهم، والتَّعاطف معهم، ودغدغة مشاعرهم المذهبيَّة.

تستمر آلة القمع الرجعية التكفيرية في قمع الأقليات العرقية او الدينية في سوريا، وفي بث الكراهية وشرعنة العنف بحق الضعيف من الجماعات الجهادية

هذه الانتهاكات المستمرة لن تكسب سوريا إلا الرجعية ونظرة عالمية تنمُّ عن القمع والاعتداء، ليست الدولة الأمنة التي سعى لها معظم الشعب السوري.

وفي ذات السياق تواجه مسيحيي سوريا الأقلية في سوريا وضعًا حرجًا مليئًا بالقلق والريبة في ظل التغيرات السياسية التي تمر بها البلاد، خاصة بعد استيلاء هيئة تحرير الشام الإسلامية على السلطة في ديسمبر 2024 وسقوط نظام بشار الأسد.

رغم تعهدات القيادة الجديدة باحترام التعددية الدينية، إلا أن المسيحيين يعيشون في حالة من الخوف الحقيقي، متأثرين بالاعتداءات الفردية على رموزهم الدينية، بالإضافة إلى تاريخ من التجاهل الرسمي لهم خلال النزاع السوري. .

شيوخ الفتنة والكراهية.. والحث على الابادة الجماعية والتطهير العرقي

في ظل الأوضاع المتوترة في سوريا وفي أحد جوامع سوريا، ألقى الشيخ أبو عمر جبارو خطبة تحريضية بعنوان "خطبة عن النصيرية"، حيث وصف العلويين بالخونة والكفار، ودعا بشكل علني إلى إبادتهم، على مرأى ومسمع الجميع دون أي رادع. هل هذا هو الأمان الذي يطلب منا أن نعيش فيه؟ كيف يمكن التعايش مع من ينشر الكراهية ويدعو للعنف علنا؟!

وفي ذات السياق يطل علينا الشيخ محسن غصن من وسط دمشق بخطاب تحريضي مسموم يدعو إلى "تطهير" دمشق من الطوائف والملل الأخرى، ليحولها إلى مدينة "سُنية خالصة". ومن الواضح أن المقصود بالسُنية هنا هو الفكر الوهابي التكفيري الذي أعلن النفير العام والجهاد ضد أبناء بلده، وحلل قتل وتنكيل السوريين.

هذا الخطاب ليس مجرد كلمات، بل هو وقود لحرب طائفية قد تُشعل منطقة حساسة مثل سوريا، وهي بلدٌ أقدم وأعرق من أن تُهدد بمثل هذه الأفكار المتطرفة. يجب محاسبة كل من يقف وراء هذه الدعوات الخطيرة على كل نقطة دم تُسفك بسببها.

وسط ذلك هناك مناشدات عدة للمجتمع الدولي، ومنظمات حقوق الإنسان، والأمم المتحدة، بالتدخل العاجل قبل فوات الأوان. يجب وقف انتشار هذه الأفكار المتطرفة التي لا تهدد سوريا فقط، بل قد تنتشر إلى دول أخرى وتزيد من تأجيج العنف والكراهية في العالم.

حان الوقت لاتخاذ إجراءات حاسمة ضد كل من يحرض على الكراهية والعنف الطائفي.

البابا تواضروس: الكراهية هي الطريق إلى جهنم.. أناشد المسئولين ليحاربوا الكراهية لدى الصغار والكبار والشباب والأسر والشعوب

أعرب قداسة البابا تواضروس الثاني عن تضامنه مع ما جاء في بيان بطاركة سوريا الذي أصدروه بخصوص الأحداث الجارية في سوريا الشقيقة، داعيًا المسؤولين هناك وفي كل مكان في العالم إلى السعي إلى وقف انتشار الكراهية.

جاء ذلك في ختام اجتماع الأربعاء الأسبوعي لقداسته الذي عقده في المقر البابوي بالقاهرة.

وحذر قداسة البابا من خطورة الاعتداء على حرمة الدم والمجتمعات والأوطان، مؤكدًا على أنه يصلي لأجل المتألمين والضحايا.

وقال قداسته: "نتألم لما يحدث في سوريا، والمواقف الشديدة الحادثة هناك، والمشاهد والأخبار المزعجة للغاية، ونضم صوتنا إلى صوت الآباء البطاركة الذين عبروا عنه في بيانهم الصادر يوم ٨ مارس، ونشترك معهم في الصلاة ونطلب الروية والحكمة لكل المسؤولين".

وأضاف: "يجب أن يعلم كل إنسان أن الشر والكراهية هما الطريق إلى جهنم، وأن انتشار الكراهية في حياة الإنسان هو الذي يجعله يفعل هذا".

ولفت: "ما شاهدناه وما سمعناه وقرأناه مبعثه الرئيسي هو الكراهية، لذلك فإنني أناشد المسؤولين بكافة مستوياتهم في كل مكان أن يحاربوا الكراهية لدى الصغار والكبار والشباب والأسر والشعوب".

وكرر قداسة البابا مؤكدًا: "الكراهية هي الطريق إلى جهنم ولا يوجد طريق إليه سوى الكراهية، التي تأخذ صورة القسوة وغياب الرحمة والاعتداء على حرمة الدم وحرمة المجتمع والوطن والتقارب بين الشعوب".

ونوه محذرًا: "الأقليات هم بشر خلقهم الله! وكما قيل عن هابيل حين قتله أخاه قايين، أن دمه يصرخ، فإن دم كل إنسان برئ يصرخ أمام الله".

واختتم: "نحن نشارك المتألمين والمجروحين والضحايا والمصابين ونصلي من أجلهم لكي يعطيهم الله السكينة القلبية ليطمئنوا أن الله سينتقم لهم في الوقت المناسب".

البابا فرنسيس يدعو المؤمنين من كل الأديان لتحويل "أدوات الكراهية إلى أدوات سلام"

قال البابا فرنسيس، إنه "على المؤمنين من كل الأديان تحويل أدوات الكراهية إلى أدوات سلام"، مضيفا أن "من يؤمن بالله ليس له أعداء يقاتلهم سوى العداوة".

البابا فرنسيس يدعو المؤمنين من كل الأديان لتحويل "أدوات الكراهية إلى أدوات سلام"

وفي تغريدتين له عبر "تويتر"، قال البابا: "علينا نحن إنسانية اليوم، وقبل كل شيء، نحن المؤمنين من كل الأديان، أن نحول أدوات الكراهية إلى أدوات سلام".

وأضاف: "فمن أين يمكن أن يبدأ طريق السلام؟ بأن نعمل على ألا يكون لنا أعداء".

وتابع: "من يؤمن بالله ليس له أعداء يقاتلهم. له عدو واحد فقط، واقف على باب القلب ويقرع يريد الدخول: هو العداوة".

بطاركة سوريا: نرفض المجازر التي تستهدف المواطنين

أصدر البطاركة في سوريا بيانًا بشأن الأحداث الأخيرة في سوريا قائلين إن سوريا في الأيام الأخيرة تشهد تصاعدًا خطيرًا في أعمال العنف والتنكيل والقتل، وقد أسفرت عن تعد على المواطنين المدنيين الأبرياء، ومن بينهم نساء وأطفال، إضافةً إلى الاعتداء على البيوت وحرمتها وسرقة الممتلكات، في مشاهد تعكس حجم المعاناة التي يرزح تحتها الشعب السوري.

أضافوا: أن الكنائس المسيحية، تدين بشدة أي تعدٍّ يمسّ السلم الأهلي، وتستنكر وترفض المجازر التي تستهدف المواطنين الأبرياء، وتؤكد ضرورة وضع حدٍّ لهذه الأعمال المروعة التي تتنافى مع كل القيم الإنسانية والأخلاقية.

ودعا البيان الكنائس إلى الإسراع في توفير الظروف الملائمة لتحقيق المصالحة الوطنية بين أبناء الشعب السوري، والعمل على تأمين مناخ يسمح بالانتقال إلى دولة تحترم جميع مواطنيها، وتؤسس لمجتمع قائم على المواطنة المتساوية، والشراكة الحقيقية، بعيدًا عن منطق الانتقام والإقصاء. وفي الوقت نفسه، تؤكد على وحدة الأراضي السورية رافضةً أي محاولة لتقسيمها.

وناشد البيان الكنائس جميع الجهات المعنية، داخل سوريا، لتحمل مسؤولياتها في إيقاف دوامة العنف، والسعي نحو حلول سلمية تحفظ كرامة الإنسان وتصون وحدة الوطن، قائلة: “نصلي من أجل أن يحفظ الله سوريا وأهلها، ومن أجل أن يعم السلام في ربوعها”.

وكذلك مسؤول الأمن العام في جديدة يابوس يعزز خطاب الكراهية ويضرب السلم الأهلي، ففي حادثة وقعت في قرية جديدة يابوس بريف دمشق على الحدود السورية-اللبنانية، أقدم مسؤول الأمن العام محمد هاني المرعي على السخرية من ممارسات الطائفة الشيعية داخل إحدى الحسينيات التابعة لهم، بعدما تم تهجيرهم من المنطقة، حيث قام بتقليدهم في سلوك يثير النعرات الطائفية ويعزز خطاب الكراهية، مما يخدم أعداء سوريا الذين يسعون إلى تفكيك النسيج الاجتماعي السوري.

كما تم إصدار إدارة الأمن العام في سوريا قراراً يتعلق بمكافحة خطاب الكراهية والنعرات الطائفية، حيث تم إنشاء جهاز إلكتروني حديث ومتطور بهدف تحديد وتعقب مواقع الصفحات أو الحسابات التي تنشر منشورات تهدف إلى زعزعة أمن الوطن من خلال التحريض على النعرات الطائفية وإيديولوجية الكراهية بين المواطنين. ويشمل القرار الصفحات العامة والحسابات الوهمية، مع التأكيد على أن “سوريا لجميع السوريين”.

المطران عطا الله حنا : نرفض خطاب الكراهية وخاصة عندما يلبس هؤلاء ثوب الدين ويحرضون على قتل من يختلف معه في دينه او رأيه

من جانبه اكد المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس ان ما يحدث في سوريا لا يخص السوريين لوحدهم بل يخصنا جميعا ، وانه لمن المؤسف والمحزن ما يحدث حاليا في سوريا من استهداف للمدنيين بناء على انتماءات دينية او مذهبية او طائفية ، فالشعب السوري الذي مر بظروف عصيبة وبأوقات صعبة يستحق ان يكون في أوضاع افضل .

ما يحدث حاليا في الساحل السوري وفي غيرها من الأماكن لا يمكن قبوله وتبريره بأي شكل من الاشكال ومن يتحدثون عن فلول نظام انما يضحكون علينا لكي يبرروا الجرائم المرتكبة بحق السوريين.

لن اتحدث عن الانتماء الديني لاولئك الذين قتلوا وتم استهدافهم لأننا نعتقد بأن الانسان هو انسان بغض النظر عن انتماءه الديني او المذهبي والاعتداء على أي مواطن سوري سواء كان مسيحيا او مسلما انما هو جريمة نكراء يجب ان يرفضها كل انسان عاقل وكل انسان عنده قيم إنسانية وأخلاقية وحضارية.

لقد انتهت حقبة نظام سابق وابتدأت مرحلة جديدة من تاريخ سوريا وأتمنى من الحكام في سوريا اليوم بأن يقوموا بواجبهم في هذه المرحلة الانتقالية حفاظا على السوريين وحفاظا على السلم الأهلي ، فلا يجوز على الاطلاق ان يستهدف أي مواطن بسبب انتماءه الديني او المذهبي .

سوريا التي نحبها يستحق شعبها بعد كل هذه التضحيات والمعاناة ان يعيشوا في اوضاع افضل .

ان من يحكمون حاليا في سوريا انما يديرون شؤون بلد في مرحلة انتقالية حتى تكون هنالك انتخابات نزيهة يكون فيها رئيس منتخب بشكل ديمقراطي وشرعي ولكن ريثما تصل سوريا الى هذه المرحلة وجب وقف الجرائم ومنع استهداف المدنيين واحترام الخصوصية الدينية لكافة مكونات الشعب السوري .

نرفض رفضا قاطعا أي خطاب يحرض على الكراهية وخاصة عندما يلبس هؤلاء ثوب الدين ويحرضون على العنف وعلى قتل من يختلف معه في دينه او رأيه.

سوريا هي لكل ابناءها ولا يوجد فيها طوائف او أقليات ومع غبطة البطريرك يوحنا العاشر أقول : لا للطائفية ونعم لسوريا الموحدة بكافة مكوناتها واطيافها.

يجب ان تتوقف الجرائم فدماء السوريين ليست رخيصة ويجب على كل أبناء الشعب السوري ان يعملوا من اجل سوريا المستقبل والتي نريدها ان تكون دولة مدنية ديمقراطية تحترم فيها حرية الانسان وكرامته.

نسأل الله ان يحفظ سوريا في هذه الأوقات وان يكون مع السوريين وهم يشاهدون بأم العين مشاهد الموت والقتل والخراب.

نتمنى لسوريا ان تنطلق الى مرحلة جديدة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني.

لا للطائفية ، لا للتحريض المذهبي ،لا لجرائم القتل ، لا لاستهداف أي مكون من مكونات سوريا لاسباب مذهبية او طائفية .