جود نيوز الكندية

قراءة في مشهد الانتخابات الكندية: ماذا يحدث؟ كيف نصوت؟ ولمن؟

-

مع اقتراب موعد الانتخابات الفيدرالية في كندا، نشهد ازديادًا ملحوظًا في المنشورات، التحليلات، ومقاطع الفيديو المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تتناول المشهد الانتخابي الكندي من زوايا مختلفة. بعضها يعكس وعيًا سياسيًا ناضجًا وتحليلاً موضوعيًا، بينما يغلب على الكثير منها الطابع العاطفي أو تكرار لكلام عام لا يستند إلى معلومات دقيقة أو قانونية.

الوعي السياسي والقانوني ضرورة!

من اللافت أن عدداً كبيراً ممن يطرحون آرائهم في الشأن الانتخابي يجهلون – للأسف – القوانين التي تنظّم الترويج الانتخابي، أو حدود دعم المرشحين والأحزاب في كندا، سواء من حيث التمويل أو التأثير العام. والجدير بالذكر أن هيئة الانتخابات الكندية (Elections Canada) تضع قواعد صارمة حول الإعلان والدعاية، خاصة فيما يتعلق بمصادر التمويل والإعلانات الممولة عبر الإنترنت.

نظرة عامة على المشهد السياسي

تُحكم كندا منذ نحو تسع سنوات ونصف من قبل الحزب الليبرالي بقيادة جاستن ترودو، والذي أعلن مؤخرًا استقالته، ليخلفه في زعامة الحزب الليبرالي مارك كارني – الرئيس السابق لبنك كندا وبنك إنجلترا – والذي بدأ بإجراء تعديلات فورية لاقت ترحيبًا، من أبرزها إلغاء ضريبة الكربون التي فُرضت عام 2019.

في المقابل، يستعد حزب المحافظين بقيادة بيير بوليفيير هذه المرة لخوض معركته الانتخابية الرابعة ضد الحزب الليبرالي، بعد خسارته ثلاث مرات متتالية (2015 مع ستيفن هاربر، 2019 مع أندرو شير، و2021 مع إيرين أوتول). بوليفيير يطرح برنامجًا انتخابيًا يقوم على خفض الضرائب، ومكافحة التضخم، وهي نقاط تستقطب فئة كبيرة من الطبقة المتوسطة.

اما الحزب الديمقراطي الجديد (NDP) بقيادة جاغميت سينغ فدوره مؤثر في الحكومات الأقلية، حيث غالباً يتحالف مع الليبراليين، فهو لا يملك قاعدة جماهيرية كافية للفوز بمقاعد كافية لتشكيل حكومة وأكبر احتمال له أن يكون بيضة القبان في تشكيل حكومة ائتلافية أو أقلية

من يُرجّح كفة الانتخابات؟

الطبقة المتوسطة هي القلب النابض لأي انتخابات كندية. فهي تمثل ما بين 60 إلى 70% من السكان، وتضم العاملين الكادحين وأصحاب الدخل المعتدل الذين يتأثرون بشكل مباشر بأي تغيير في الضرائب، تكاليف المعيشة، أو الخدمات العامة. على عكس أصحاب الدخل المنخفض الذين يعتمدون على المعونات الحكومية ولا يدفعون ضرائب تذكر، أو أصحاب الدخل المرتفع الذين لا تشكل التغيّرات الاقتصادية عبئاً حقيقياً عليهم.

ما الذي يهم الناخب الكندي؟

أهم ما يشغل بال المواطن الكندي هو الاستقرار الاقتصادي والمعيشي، يليه قضايا مثل الإسكان، الرعاية الصحية، التضخم، الهجرة، والأمن. أما القضايا الدولية، رغم أهميتها، فإنها غالباً ما تلعب دورًا ثانويًا في تشكيل التوجهات الانتخابية، باستثناء حالات نادرة ذات صدى إعلامي كبير أو تأثير مباشر على الاقتصاد الكندي.

نصيحة للناخبين:

قبل أن تختار مرشحك، لا تنجرّ وراء العواطف أو الشعارات العامة. تعرّف على المرشحين في منطقتك، راجع سجلهم وإنجازاتهم، واطرح عليهم أسئلتك. تذكّر أن نائبك في البرلمان مهمته خدمتك، سواء كنت من مؤيديه أو لا.

وأخيرًا، هذه الانتخابات مهمة، وقد تكون مفصلية في تحديد مسار كندا في السنوات القادمة. لا تستخفّ بصوتك. صوّت بوعي، فصوتك يصنع الفرق!