A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

دولا أندراوس تكتب: فن اتخاذ القرار

خرجت مع صديقة للتسوق. كانت هي وأسرتها قد إنتقلوا حديثاً للإقامة في منزل جديد وكانت تريد شراء بعض الأغراض والمستلزمات لتزيين البيت الجديد. ذهبنا إلي أحد المحال المعروفة بجودة بضاعتها ورخص أسعارها وبينما نحن نتأمل المعروضات لفتت أنظارنا لوحة زيتية جميلة..هرعت صديقتي نحوها وهي تقول: "الله أنظري ما أجمل هذه اللوحة!" فأومأت موافقة وقلت إنها رائعة حقاً. وبعد أن فحصناها جيداً لنتأكد من خلوها من العيوب وبعد أن تأكدنا أن سعرها مناسب توقعت أن تضعها صديقتي في العربة ولكنها وقفت تتأملها لبضعة لحظات ثم سألتني في تردد: "تفتكري أشتريها؟" فقلت في تأكيد: "ولم لا؟ اللوحة جميلة وخالية من العيوب وسعرها مناسب وغير هذا وذاك فأنت بحاجة لها. أليس كذلك؟" فقالت وكأنها لم تسمعني : "لا أدري إن كنت أشتريها" فقلت أحاول مساعدتها علي اتخاذ قرار: "ما الذي يجعلك مترددة من شرائها؟" فقالت: "لا أدري". فسألتها: "أفلا تعجبك؟" فقالت بكل حماس: "وكيف لا تعجبني؟ أنظري إلي ألوانها ودقة تفاصيلها..إنها تحفة فنية رائعة." فسألتها: "هل هو سعرها إذن؟ فقالت نافية: "إطلاقاً فأين يمكننا أن نجد سعراً أرخص من هذا للوحة زيتية علي هذا القدر من الجمال؟" فقلت ففيم ترددك إذن وقد قلتِ في مدح اللوحة أكثر مما قد يقوله البائع المتمرس؟" فأجابت في شرود: "لا أدري". هنا أدركت عدم جدوي محاولة حثها علي شراء اللوحة ورأيت أن من الأفضل أن ننصرف فقلت بهدوء: "حسناً لاداعي للعجلة مادمت غير مقتنعة تعالي نستعرض باقي المعروضات علك تجدي ما يقنعك أكثر منها". ولكنها لم تتحرك من مكانها وقالت: "لو تركناها قد تباع ". قلت وأنا أستعيذ بصبر أيوب: "فماذا تريدين أن نفعل الآن، إن كنا لا نريد شراءها ولا نريد تركها في ذات الوقت؟" فأشرق وجهها في الحال وقالت كمن وجد فكرة عبقرية: "نحملها معنا في العربة ونفكر براحتنا". المهم رفعنا اللوحة علي العربة بعد أن نادينا الموظف المختص ليساعدنا علي تحميلها.. وقضينا بعد ذلك ما يزيد عن الساعتين نناقش إن كنا نشتري اللوحة أم لا. أخيراً وبعد أخذ وعطا وصد ورد وجذب وشد، قر قرارها علي شرائها وحمدت الله علي أن مجهود اليوم لم يضع سدي. في الأسبوع التالي قمت بزيارتها في منزلها، وقد دعتني لمشاهدة غرفتها ثم قالت وهي تشير إلي أحد الحوائط الخالية: "اللوحة التي إشتريناها سوياً كانت مناسبة جداً لهذا الحائط".. فتذكرت أني لم أرها في أي مكان منذ دخلت فسألتها أين وضعتها فقالت بتأسف: "خسارة لقد أرجعتها للمحل في اليوم التالي".. ولم أسأل عن السبب لأني كنت متأكدة من أنها هي نفسها لا تعرفه وإن ردها سيكون "لا أدري" مرة أخري.. فصمت وإمتنعت عن التعليق! التردد آفة مثله مثل التسرع بالضبط فإن كان التسرع وإتخاذ القرارات غير المحسوبة يضعنا أحياناً في مآزق ومواقف غير محببة، فالتردد علي الصعيد الآخر يضيع منا الكثير من الفرص التي قد يكون لها أثر إيجابي علي مسار حياتنا بالكامل. في مجتمعاتنا الشرقية لم نعتد إتخاذ القرارات ذلك لأن فرص الإختيار محدودة جداً بالقياس إلي المجتمعات الغربية المفتوحة حيث يضعنا تعدد الفرص وكثرة الإختيارات أمام العديد من المواقف التي نجبر فيها علي اتخاذ القرار. ان القدرة علي إتخاذ القرار الصائب مهارة تكتسب بالخبرة والمراس فإذا إمتنعنا عنها خشية الخطأ سنظل دوماً محلك سر..وسينطق لسان حالنا في اليوم الواحد مائة خسارة وألف ياليت.