6 قضايا على مائدة قمة العشرين 2024 محمد صلاح عايش بكتالوجه عودة شركة النصر للسيارات المصرية للعمل من جديد ”أوروبا” إلى الجحيم‎ بالحق تقول معنى حُريَّة المرأة أسطورة الملك الإله‎ أنا طفل وعمري خمسة وثمانون عاماً! (2) قدّم سيرتك الذاتية لتأكلها.. أغلى وجبة في البلاد تثير ضجة منع استخدام كلمة التنمر في المدارس استثمار 100 مليار دولار في مجال الذكاء الاصطناعي تطوير أول حارس إنقاذ بالذكاء الاصطناعي في الأنهار

دولا أندراوس تكتب: مطلوب زعيم

عندما قام علماء النفس بتحديد إحتياجات الانسان الأولية لم يكن من بينها الحاجة إلي الانقياد، لذا أجدني عاجزة تماماً عن تفسير ظاهرة البحث عن زعيم التي غدت نقطة محورية في الحراك بل والخلاف السياسي بعد الثورة. في الحقبة الماضية تصدرت المنظر السياسي شخصيات كان لها دور إما إيجابي أو سلبي في تحريك مجريات الأحداث.. فما كان منا نحن المواطنون الشرفاء المستضعفون إلا أن حاولنا -وما زلنا نحاول- أن نبحث فيهم عن زعماء وابطال لكي نمنحهم شرف التحكم بمصائرنا عن طيب خاطر. وبرغم أن الواقع المرير لا يكف عن خذلاننا مرة بعد مرة، فيكشف لنا من خلال مواقف مؤلمة كحد السكين أن هؤلاء الذين وثقنا بهم وأسبغنا عليهم صفات القداسة والالوهية ليسوا إلا بشراً خطّائين مثلنا بل ولهم من الأخطاء والخطايا ما يفوق زلات المواطن العادي بمراحل.. إلا اننا لشدة يأسنا ربما، مصممون -وحتى الاقتتال- على أن نصنع منهم ابطالاً وأن نتبعهم. في البدء كانوا يصنعون الآلهة بسبب الخوف. فالتخوف من الامور المبهمة والشك في قدرة الانسان على مجابهة الأخطار وعدم الثقة في الإمكانيات البشرية بما لها من قصور ومحدودية جعلت الانسان في حالة بحث دائم عما يوفر له أسباب الحماية والأمان. من هنا نشأ خوف الانسان البدائي من القوى الخفية الموجودة في الطبيعة والتي كان يعتقد أنها ترسل عليه الأعاصير والفيضانات والبراكين والزلازل وتصيبه بالامراض. ولهذا إستعان بالتمائم والتعاويذ وآمن بقدرتها السحرية على صد الشر ودرء ما يحيق به من قوى سلبية. وظل الانسان على مر العصور يبحث عن القوة خارجه ويتلمسها في الأشياء والأشخاص والكائنات الخرافية .. وظل احتياجه لها يشتد كلما إزداد إدراكه لضعفه. فاختلق كائنات خرافية تفعل ما يعجز هو عن فعله و أسبغ على الآخرين صفات القداسة والكمال وإخترع السحر وصنع الأبطال وآمن بالقوى الخارقة ثم وقف مبهوتاً يرقبها بإنبهار وهي تفعل الأعاجيب..المفارقة التي لا تني تدهشني هي أنه أصبح عبداً لصنيعته بمرور الأيام.. فإضطلع بدور حمايتها ولو أودى ذلك بحياته. أي هزل! إن تقديس الأشخاص وتحويلهم إلى طواطم ورموز مقدسة منزهة عن الخطأ وغير قابلة للنقد والمراجعة، هو ترخيص لهم بالإستبداد.. والحقيقة التي يجب أن نعيها هي أنه لا يوجد شخص مقدس.. يوجد فقط شخص محترم. والمحترم هو من يقوم بأعمال تصب في صالح البشر وخدمة الانسانية بغض النظر عن أية مصالح أو اعتبارات شخصية.. وإذا أردنا أن يتواجد المحترمون فعلينا أن نكونهم.