ماجي ماجد الراهب تكتب: نظرية التشَرنُق !
عذراً علي ضخامة المصطلح " التشَرنُق " فالموضوع الذي سوف يُطرح للمناقشة يستدعي أعمق المعاني وأشدها صعوبه .. فمصطلح " التشَرنُق " ولمن يدقق في معناه يجد أن مصدره يرجع إلي مرحله تمر بها دودة القز في طور من أطوار حياتها للتحول من كونها دودة أرضية إلي فراشة تحلق بالسماء ....
وأتصور أن هناك مغالطة كبيره يقع فيها كثيرين فعندما يذكر مصطلح التشرنق لوصف الفعل الإنساني يتبادر إلي الذهن مباشرة أن تشنرق الشخص هو الإنعزال والإنطواء والإنغلاق علي الذات ولكننا نريد ان نتناول الفكرة من زاوية مغايرة تماماً لما هي علية او بالأحري من منظور إيجابي بعيدا عن معناها السلبي . فمن منا لم يمر بتلك الحالة في حياتة ؟ من منا لم يوضع تحت وطأة التجارب والصعوبات والتحديات التي أعادت تشكيل وجوده مرة آخري .
لاننسي نيوتن صاحب قوانين الحركه وقانون الجذب العام الذي رسب في جميع المواد في مرحلة تعليمة الإبتدائي والذي مع ذلك لم يتواني لحظة في ان يثبت لنفسة اولاً وللعالم ثانياً مدي الكم الذي يحملة بداخلة من صخب فكري إستطاع بة ان يُحول مسار علم الفزياء من حال إلي حال فشرنقة نيوتن أنه أستقبل الفشل وعمل علي نفسة حتي سطر اسمة بحروف من نور في تاريخ البشريه كواحد من العلماء البارزين ! .
"فالنجاح هو ان تنتقل من فشل إلي فشل دون أن تفقد حماسك!"
جملة قالها السير "ونستون تشرشل" وهو يعد علي الأرجح رئيس الوزراء الوحيد الذي حصل علي جائزة نوبل في الأدب رغم تلعثمه أي إضطرابه الشديد في مسألة الخطابة التي كانت جزء لا يتجزء من شخصية بارزة بحجم تشرشل يسعي الجميع تجاهها إلي جانب مهارتة السياسية والحربية التي جعلتة واحداً من أعظم مائة بريطاني في التاريخ . فالفشل في حد رؤية تشرشل هو طاقة إيجابية أكثر من كونها سلبية حيث تُشكل القوة الدافعة للإنسان والتي تجعله دائماً شاخصاً أمام ناظرية هدفة الذي من أجلة يتحدي العقبات ويتحمل المشقات ويصر علي بقاءه حتي وأن سقط في الطريق أكثر من مره !
" أنا مقتنع ان من يفصل نصف رجال الأعمال الناجحين عن غير الناجحين هو المثابرة المستمرة " من خلال هذه العقيدة إستطاع أن يثبت "ستيف جوبز " الرئيس التنفيذي السابق لإحدي اكبر الشركات شهره في مجال الإلكترونيات أن النجاح لا يأتي صدفة للإنسان فمن يبحث في حياة ستيف جوبز يجد أنها قصة كفاح طويلة مليئة بالصعود والهبوط ومليئة بالمشاكل والإخفاقات التي لولاها ما كان أستطاع ان يُكون خبرته الحية وأن يكون من اشهر رجال العصر !
وكما قال احد المتصوفة العظام "جلال الدين الرومي" " لا تجزع من جرحك وإلا فكيف للنور أن يتسلل إلي باطنك ؟ " الفشل ليس هو إلا شرنقة يعاد فيها تشكيل وجودك كي تكتسب من خلالها خبرات عميقة تساعد علي نمو حياتك .
فالألم ! هو ذلك الخزاف الماهر الذى يصيغ وجودى بأنامل قاسية هو من يوصل كينونتى الإنسانية إلى حد الأحتراق! بأفران الحياة لتكتسب أبعاداً أكثر ثراء و رؤى أكثر عمقاً ! يعيد تشكيلى كلياً نحو مدى آخر لم ألتفت إلية البتة ! ولكنة يصبح فيما بعد شبع سكونى الخاص وربما هذا ما يعنى بحق (إعادة التكوين الجوهرى)!
