أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات اختفاء فيروسات قاتلة قد تكون أكثر فتكاً من كورونا

إبرام مقار يكتب: هل إستأذنت ”السلفيين” اليوم؟!

أيام الإحتشاد الوسطي الجميل ضد بناء الكنائس في مصر، كان السلفيين يتظاهرون ضد بنائها بحجة عدم وجود ترخيص أو أن اساسات المبني أكبر كثيراً من اللازم ومناسبة لعدد ادوار أكبر من ذاك الموجود بالترخيص أو وقف البناء عن طريق التحرش بالارض ومالكها، وبرغم كل هزل تلك الدفوعات والطروحات لهؤلاء المتطرفين إلا أنهم كانوا يعتبرون أنها قشة من الحياء تخفي بلطجتهم علي الدولة. ولكن في واقعة كنيسة السيدة العذراء بقرية الجلاء بالمنيا، كان الجرأة بالتخلي حتي عن هذا القدر الضئيل من الحياء والمجاهرة بإدارة الدولة حسبما يرون، وكانت رسالتهم علي طريقة "من النهاردة مفيش حكومة .. أحنا الحكومة". فحينما يرفض السلفيين بتلك القرية بناء كنيسة صدر قرار ببنائها من أعلي مسئول تنفيذي، والدولة تقبل وتزعن، بل والأكثر من ذلك يطلب الأمن من كاهن القرية، "القس إسطفانوس شحاته" إعطائهم وقت لعلهم يستطيعون أقناع هؤلاء بالموافقة ، ثم يعود الأمن بشروط سلفية مُزلة، تحمل عدد الطوابق المسموح بها ، وأشرافهم علي البناء ، وتحديد أماكن الدخول والخروج من الكنيسة وغيرها من الشروط المجحفة، حينما يكون شيخ القرية وموظف الأوقاف بالقرية أقوي من محافظ الاقليم ورئيس الحكومة. حينها نكون أمام حالة من إنكسار كامل للدولة. ما حدث في قرية الجلاء هو بقعة سوداء في ثوب "أسود"، وهو علاقة الدولة والحكومة الأن مع السلفيين، فأصبح من المؤكد أن الحكومة المصرية - في حربها مع جماعة الإخوان المسلمين - تعمل بعقيدة التعامل والتوافق مع التيار السلفي للتأكيد علي أن حربها مع جماعة الإخوان ليست حرباً مع الإسلام، ولكن الأكثر تأكيداً هو أن السلفيين بل والإخوان سعداء جداً بهذة العقيدة الحكومية. الحكومة المصرية التي تضع الإخوان بالسجون لإنتمائهم إلي "جماعة إرهابية" ، هي نفس الحكومة والتي تضع الإخوان بالبرلمان لإنتمائهم إلي "أحزاب سلفية"، تلك الأحزاب التي ستخوض الإنتخابات البرلمانية بالمخالفة للدستور. لنعود إلي نقطة الصفر، حيث لدينا حكومة لم تفهم بعد ثورة الثلاثين من يونيو، وكيف أنها كانت علي تيار كامل وليس علي جماعة منه، الحكومة لم تفهم أن 30 يونيو كانت علي فكر ديني برمته وليست علي أشخاص، فلم يخرج عشرات الملايين من المصريين لإستبدال "ياسر علي" ب "ياسر برهامي" ، وإستبدال "الشاطر" ب "بكار" . الطامة الكبري أن حكومة "محلب" تتعامل مع السلفيين كطرف أضعف وهذا أمر في منتهي الخطورة. فالويل لحكم يتعامل مع هذه التيارات بضعف. والحق يقال، أنه في هذا الأمر تحديداً كان اداء الرئيس مختلف عن اداء الحكومة، فالسيسي ذهب إلي الكاتدرائية رغم تكفير السلفيين، السيسي وصف نقد الخطاب الديني الذي يتبناه هؤلاء بعبارات، اراها اقوي نقد للذات قيل من حاكم مسلم منذ أربعة عشر قرناً. ما شهدناه في الأيام الأخيرة يدل علي أن علاقة التوافق والتناغم بين الحكومة المصرية والتيار السلفي تجاوزت إلي ما هو أبعد من ذلك، فبعد عودتهم لمنابر المساجد مرة أخري ، وبعد إقالة الوزير "جابر عصفور" وتعيين وزير محسوب علي التيار الإسلامي علي رأس الثقافة المصرية، كوزير للثقافة. لنصل إلي المشهد الاسوء وهو أن يتم "إستاذانهم" كما حدث في كنيسة سمالوط.مؤخراً، نستطيع أن نسأل رئيس الوزراء، "إبراهيم محلب"، حينما يصدر قرارات الدولة هذا السؤال، .. هل إستأذنت السلفيين اليوم؟!