The Fine Line Between Democracy and Social Disorder البابا تواضروس بعد ١٢ عام من رئاسته للكنيسة 6 قضايا على مائدة قمة العشرين 2024 محمد صلاح عايش بكتالوجه عودة شركة النصر للسيارات المصرية للعمل من جديد ”أوروبا” إلى الجحيم‎ بالحق تقول معنى حُريَّة المرأة أسطورة الملك الإله‎ أنا طفل وعمري خمسة وثمانون عاماً! (2) قدّم سيرتك الذاتية لتأكلها.. أغلى وجبة في البلاد تثير ضجة منع استخدام كلمة التنمر في المدارس

ماجي ماجد الراهب تكتب: خوسية موخيكا ..رجل غني فقير جداً !

"لن أرحل، بل أصل، سأرحل عندما ألفظ أنفاسي الأخيرة. فأينما كنتم سأكون معكم.. شكرا أيها الشعب العزيز". بهذه الكلمات الصادقه ودع "خوسية موخيكا " رئيس الأوروجواي السابق شعبة بعد إنتهاء فترت حكمة التي أمتدت من عام 2010 وحتي أسابيع قليلة ماضية . لقد كان رجلاً أستطاع أن يثبت وجودة داخل قلوب شعبه فهذا الإنسان يستحق أن يوصف بحسب تعبير أستاذنا الجليل : "محمد صبحي " والذي أطلقه علي احد اعمالة الفنيه.. رجل غني فقير جداً ! فحياة رئيس الأوروجواي السابق نموذج قيم يستحق أن نقف عنده بدقة بالغة لمعرفة أركان الشخصية التي جعلت من الأوروجواي تلك الدولة القابعه في امريكا اللاتينية قوة اقتصاديه لا يستهان بها في مصاف الدول المتطوره في مجالات مختلفه علي المستوي الزراعي ، الصناعي ،الإجتماعي . هذا العملاق صاحب الثمانين عاماً لم يكن رئيس تقليدي علي الإطلاق بل كان متفرداً في أسلوب حياته وأيضاً في نظرته إلي شعبه ورؤيته لمفهوم السلطة التي أضفي عليها نوعاً من الأبوه والشعور بالمسؤولية ممزوجاً بالحسم . فعندما تتبعت مسيرته تنسمت بأفكاره الطابع اليوتوبي الذي طالما حلم بة توماس مور عن المدينة الفاضله وسَبقه أفلاطون في جمهوريته ! وإذا تعمقنا في حياة هذا الإنسان نجد أن جذوره الإنسانيه بدأت منذ أن كان فتياً في الحركات الثوريه ضد نظام الحكم الديكتاوري في بلاده والذي علي أثره سجن ما يقرب من 15 عاماً في سبيل البحث عن حياة كريمة لوطنة . فتلك الجذور ما لبثت حتي ترعرعت في حياة هذا الشخص وتحولت إلي ثماراً حقيقة بأرض الواقع فمنذ أن تولي رئاسة الأوروجواي وحصل علي راتب شهري 12 ألف و500 دورلا قرر علي الفور الا يحتفظ لنفسة سوي ب10 بالمائة فقط من هذا الراتب متبرعاً ببقية المبلغ كاملاً للجمعيات الخيرية في بلادة كنوع من مشاركة الحياة مع معاناة قطاعاً من شعبة وليس هذا فحسب بل قرر الا يقطن القصر الرئاسي الواقع في العاصمة "مونتفديو" بل طلب من حكومته أن تستعمل بعض أجنحته لتوفير المأوي للمشردين في البرد القارس الذي يجتاح امريكا اللاتينية كل عام في حالة عدم كفاية مراكز الرعاية لإستيعابهم والأحتفاظ ببعض الأماكن القليلة بداخلة لإجراء المقابلات الرسميه وفضل علي ذلك أن يستوطن مزرعته الصغيره والتي يعيش بداخلها حياة الإنسان الريفي البسيط يأكل ما يزرع مع زوجتة السيدة الفاضلة " لوسيا توبولانسكي " عضوة مجلس الشيوخ والتي رافقته كفاح حياته . وقد حصل علي إعتراف دولي بأنة " أفقر رئيس في العالم وأكثرهم سخاءً " وللعلم أن هذا الرجل في عهده أنخفض معدل الفساد في الأوروجواي بشكل كبير وأصبحت تحتل المرتبة الثانية في مصاف دول أمريكا اللاتينية أقل فساداً بحسب مؤشرات منظمة الشفافية العالمية ! لقد حاول خوسية أن يصنع نموذجاً حقيقياً عن مفهوم ومعني القياده ليس هذا فحسب بل قارب بين ما كان مستحيل في الماضي ليصبح واقعاً ممكناً نابضاً بالحياة وقد عبر عن ذلك في إحدي مقولاته "أهم أمر في القياده المثالية هو ان تبادر بالقيام بالفعل حتي يسهل علي الآخرين تطبيقة " ولم تكن هذه مجرد كلمات بل حقيقة أختبرها شعبه بكل مستوياته الإجتماعية فأصبح رمز وقيمه يجب أن تُدرس مناهجها في فنون القيادة وصناعة القرار لكل من يتولي مسئولية شعب ودوله . منذ ان كان ثورياً في صفوف المعارضة مروراً بمنصب وزير الثروة الحيوانية في بلاده وحتي توليه رئاسه وطنه الذي طلما حلم أن يجعله أصدق واقعاً مما ينبغي أن يكون وحتي بعدما أنتهت فترته الرئاسية قرر ان يعود لمجلس الشيوخ كي يكمل مسيرة وحلم شعبه لم يرزق بأولاد لكنه أصبح أباً ل 3,3 مليون نسمه . فتحية لك أيها الإنسان الأب الرئيس : خوسيه موخيكا !