أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات اختفاء فيروسات قاتلة قد تكون أكثر فتكاً من كورونا

شخصيات المُثقفون.. خبايا وأسرار!

بينما يبدو الوسَط الثقافي للناظرين إليه من الضفَّة الأخرى جزيرةً مثاليَّة مليئة بالقدّيسين المُحاطين بهالةٍ محفوفةٍ بالبريق؛ تتجلى حقائق الواقع المُحبِط للمُستجدين في وصولهم إلى تلك الجزيرة، فتواجه براءتهم الأولى بصدماتٍ نفسيَّة خارج نِطاق توقعاتهم، لا سيما إن كان هذا القادم الجديد مُعتمدًا اعتمادًا كُليًا على موهبته واجتهاده دون وساطات، ودون شخصيَّة داعمة يُعبّد وجودها الطريق أمام خطواته ويُحيطه بدرع حِماية ممن ينتهزون اقتراب الضعيف للفتك به.

لعل من أهم الحقائق التي يجهلها مُتابعي مشاهير هذا الوسط أنهُ يضم مُجتمعًا مُتنوع الشخصيَّات أخلاقيًا وفكريًا ومشاعريًا، فيه العادل والظالم، الشُجاع والجبان، الكريم واللئيم، النشيط والمُتواكِل، الحكيم والمُتهور، المُهذب والفاسِق، عميق الفِكر والتافه ومن يحرص على اتخاذ سبيل وسط بينهما كي يتمكن من ترجمة ما يعتلج في أعماقه إلى المُتلقين بلغة يستطيعون فهمها، بل ومنهم الذكي الذي يفهم ما يدور حوله والغبي الذي يستمر بالدوران في حلقة مُفرغة دون استفادة من تجاربه السابقة، المُتعفف عن ذكر الآخرين بسوء في غيابهم ومن يتلذذ بلحومهم مع من هب ودب مُستمتعًا بتناقل الشائعات وتشويه سُمعة من يعرف ومن لا يعرف، وفي عصر فوضى الإنترنت ستُصادف الموهوب الحقيقي وعديم الموهبة الذي ساهم بريق التواصل الإلكتروني في انتشار اسمه، هناك اللطيف الذي يتقبَّل الآخر والعنيف المشحون باضطرابات نفسيَّة تجعله يكاد يتشاجر مع نفسه! ولا تغرَّنك علامات تقدُّم السن التي تبدو على بعض المُثقفين موحية بالرزانة والحكمة وتراكم خبرات الحياة لأنها مُضللة، فهناك من يتجاوزون سن الثمانين وعقولهم لم تتجاوز نُضج عقل ابن الثمانية أعوام!!

لا يُمكن الصمود في هذا الوسط إلا بتوخي الحذر في التعامُل مع مُختلف أنماط تلك الشخصيَّات لا سيما وأن بعضها فائق الخطَر، قد يبدو أحدهم طيبًا مُتفهمًا ثم تُصعق بحقيقة أنه يُخفي مخالب منقوعة في سموم عُقده النفسيَّة ومُتأهبة لتمزيقك بسهولة، ومن يظهر بصورة الصديق الودود وإذا به يتبرَّأ منكَ أمام أوَّل أزمة في هذا المجال وكأنهُ لم يعرفك، ومن يبدو لكَ أهلاً لثقةٍ دون حدود ثم يبطش بتلك الثقة بموقفٍ يُغرقك في الخُذلان.. وبعض هؤلاء مثل حلقات النيران التي لا بد وأن يقفز الأسد بين لهبها المُشتعل بحذرٍ ورشاقة كي يتمكن من البقاء على قيد الحياة، لا بد وأن تتحمل أمزجتهم المجنونة وردود أفعالهم غير المُتوقعة وإلا سينتهي أمرك وتفقد خلال أيَّام ما بذلت أقصى جُهدك للوصول إليه على مدى أعوام.

يُقال أن الوسط الثقافي يتطلب "وساطات" لارتقاء سُلم النجاح والشهرة على مسرح أحداثه، لكن الحق أنك قد تتمكن من تحقيق الكثير بمجهودك الشخصي وموهبتك وثقافتك العالية شرط أن تمتلك قدرًا عاليًا من الصبر، والتفهُّم، والحذَر، وفن المُجاملة دون مُبالغة، ووضع الناس في أماكنهم الصحيحة، وتجنب من يستحقون التجنب دون إعلان الحرب عليهم، والحرص كُل الحرص على مُصاحبة أولئك القلائل الذين يمتازون بثقافة المشاعر والأخلاق والوجدان قبل ثقافة العلوم والآداب.