كنيستنا القبطية في المهجر.... ما بين الأبوة والكرازة والعمران
بمناسبة انتهاء اجتماعات المجمع المقدس، التي شهدتها مصر مؤخرا، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، فإنه منذ أيام قليلة والمتابع لتطور الأحداث القبطية، كان هناك حدثا مهما ومبهجا، يتعلق بنمو الكرازة لكنيستنا القبطية الأرثوذكسية، هذا الكنيسة الجامعة الرسولية، المؤسسة الراسخة والعريقة عقيديا وتاريخيا، ثم قام كل من الحبرين الجليلين أبونا الأسقف جزيل الاحترام والأنبا بولس أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا، وأخيه في الخدمة الرسولية نيافة الحبر الجليل الأنبا يوسف أسقف بوليفيا في أمريكا الجنوبية، برسامة كاهن جديدة علي مذبح كنيستنا القبطية الأرثوذكسية في جمهورية الدومينيكان، إحدى دول منطقة الكاريبي، وهو دياكون ماركوس باسم القس ماركوس، وسط فرحة كبيرة داخل الدومينيكان، وفي كل أماكن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في العالم شرق وغربا، شمالا وجنوبا.
- كنيسة عريقة .. مؤسسة تاريخية .. تمتد بجذورها الإيمانية والعقائدية
هذه النهضة الروحية والعمرانية التي يوليها كل اهتمام ورعاية بصيرة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في مصر وبلاد المهجر، تكشف أبعاد النهضة العمرانية البنائية والروحية التي تشهدها مختلف جنبات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، رغم بعض الأمواج الموسمية، لكنها تبقي كنيسة عظيمة ومؤسسة كالوتد ممتدة لقرون وإلى منتهي الأزمان بجذورها الإيمانية والعقائدية والطقسية وما سلمه الآباء أسوار حصينة تحمي كنيستنا وشعبها في مختلف الدول.
- بناء الإنسان روحيا .. العشرة مع الله .. كلمة الله الحية ونور الروح القدس في الكتاب المقدس
ومع تعدد قصص الأبوة والكرازة في مختلف أرجاء المسكونة، وباعتباري باحث وصحفي متابع وقريب من تطورات الأحداث مما يحدث في إحدي النقاط السحرية من أمريكا الشمالية، وهي كندا، وتحديدا شرق كندا، فنحن لدينا نموذج "أب"، و"مدبر" و"راعي" و"بصير"، من المهم أن نقترب مما يبذله لخدمة أسم السيد المسيح له المجد، والكرازة باسمه ليس في كندا لوحدها، وتحديدا أقاليمها الشرقية، في أونتاريو "جزء منها"، والكيبيك وأقاليم شرق كندا الأطلسية علي المحيط الأطلنطي في جزيرة الأمير إدوار، وفي نوفا سكوشا، وفي نيو برونزويك، وفي نيو فوند لاند، ونيافته لا يحبذ أن يقال له سيدنا، ولكن يدعو كل أبناءه وبناته من مختلف الأعمار أن يلقبون بلقب "أبونا"، إنه أبونا الأسقف المحبوب وجزيل الأحترام، نيافة الحبر الجليل "أبونا" الأسقف الأنبا بولس "أسقف الرعاية والعمران"، أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا.
- أقاليم فرانكفونية وأنجلوفونية: أهمية التواصل مع مختلف الأعمار كل باللغة التي يفضلها
إذ يهتم نيافته ببناء وخلاص الإنسان، لأن نيافته كما يقول دائما أن المسيح يسوع سيحاسبه عن وزناته، وعن كل أبنائه وبناته، وبالتالي فنيافته بابه وذراعيه مفتوحين للجميع. ومن المواهب التي يتمع بها أبونا الأسقف الأنبا بولس، أن نيافته يعرف ويحفظ أسماء تقريبا كل من يتعامل معهم، بعد مرة أو اثنين علي الأكثر من التعامل، رغم الأعداد الكبيرة، التي تهتم دائما بالتقرب من نيافته ونوال بركته ودعوته.
هذا الأب والمدبر والراعي البصير، صاحب الصوت المعزي والجميل في الألحان والصلوات والتسابيح، والتي يرددها في مختلف كنائس الإيبارشية، التي تتحدث أكثر من لغة حيث توجد أقاليم فرانكفونية وأخري أنجلوفونية، ولذا يصلي نيافته ويسبح مع الجميع بالإنجليزية والفرنسية، وبالطبع بالقبطية والعربية، مما يجعل جميع الأعمار والأجيال من الجيل الأول للمهاجرين أو المهاجرين الجديد، والأجيال الشابة من الجيل الثاني والثالث وغيرهم مرتبطين بنيافته ويعشقون الصلاة والتسبيح مع نيافته وهو يترأس الشمامسة والشعب بكل تواضع ضاربا بالدف، مما يشعرك بروحانية كبيرة.
ولذا بمجرد أن يتم الإعلان أن أبونا الأسقف يصلي في كنيسة من الكنائس المجاورة، تجد أعداد كبيرة من الشعب تذهب وتتنقل خلف نيافته لنوال بركة ونعمة الصلاة مع أبونا الأسقف المحبوب وجزيل الاحترام الأنبا بولس.
لم يقف بناء الإنسان ونهضة على الصلاة والصوم والتسبيح، بل يعلمهم نيافته ويدعوهم دائما بالحفاظ علي نور الروح القدس داخل كل واحد فينا باللهج في قراءة الكتاب المقدس وفهم كلمة الله الحية من أجل الحياة والعشرة مع الله، ولهذا تم تأسيس العديد من أكاديميات دراسة وفهم الكتاب المقدس لمختلف الأعمار من الأطفال والشباب والناضجين وكبار السن باللغات الثلاثة العربية والإنجليزية والفرنسية لتلبي احتياجات مختلف الأعمار.
- نهضة عمرانية روحية .. يصاحبها نهضة عمرانية إنشائية .. بناء كنائس ورسامة كهنة
هذه النهضة الروحية يصاحبها ويسبر معها بالتوازي نهضة عمرانية، لتستوعب النمو المتزايد لأعداد الشعب نتيجة موجات الهجرة من ناحية، ونمو الأقباط في شرق كندا من ناحية ثانية بناء كنائس جديدة. كنائس كانت مجرد أحلام منذ أكثر من 20 أو 25 عاما، ثم ببصيرة ورعاية وجهود وصلوات أبونا الأسقف الحبيب والمكرم الأنبا بولس "أسقف الرعاية والعمران" تحولت هذه الأحلام إلي واقع، ومن تواضع نيافته أن يقول أن الكنائس تبني بتراكم جهود الشعب علي مدار سنوات بالصلوات والتبرعات والدعم مع الآباء الكهنة، باحثا عن خدمة اسم المسيح يسوع.
كنائس عديدة، كانت حلم رأت النور بفضل رعاية وبصيرة وتدبير نيافته نذكر منها علي سبيل المثال لا الحصر، كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل والقديس أبي سيفين في لافال، وكنيسة يوحنا المعمدان "سان جون باتيست" في فودري، وكنيسة القديس يوسف "سان جوزيف" في أوتاوا، وكنيسة القوي والعظيم القديس موسي الأسود في ترينتي سنتر في فال دي بوا الواقعة بين أوتاوا ومونتريال، فضلا عن تطوير وبناء مباني اجتماعية ملحقة بالكنائس مثل المبني الاجتماعي لكنيسة السيدة العذراء مريم في أوتاوا.
- تعليم كلمة الله في العظات الروحية .. نور الفلسفة الروحية والمنطق الإيماني
أبونا الأسقف الأنبا بولس، هذا المدبر والراعي، الذي كان طبيبا بشريا، يتمتع بموهبة الكلمة والعظة، ويستخدم منطقا روحانيا يلمس العقل والقلب عندما يتحدث عن مختلف الموضوعات الروحية والحياتية حيث تشمل عظة نيافته كلمة الله الحية في الكتاب المقدس نبراس وبوصلة حياتنا، والتحديات والصعوبات الحياتية التي نعيشها يوميا.
والقديس بولس الرسول فيلسوف المسيحية، يبدو أن كل من ينعم بحمل هذا الاسم المبارك تشعب منه نور الفلسفة الروحية والمنطق الإيمانية حيث جاذبية الكلمات والموضوعات والربط الإيماني والعقلي لما يطرح من موضوعات تمس حياة الإنسان إيا كانت فئته العمرية، إذ يهتم نيافته بمشاركة الجميع مختلف الأحداث، الأطفال في مرحلة رياض الأطفال وابتدائي، والشباب في مراحل الثانوي والسي جيب والجامعة، والناضجين من وكبار السن من الذكور والإناث، يشارك نيافته في مؤتمراتهم وخلواتهم مما يعطيها بركة كبيرة ويحفظ الجميع علي المشاركة في الحدث.
فمجرد وجود نيافته، لما يتمتع به من أبوة حانية وبصيرة وتواضع، ويكفيك أن تري نيافته وهل شأن كل الرهبان الزاهدين "يرتدي الشبب" وخاصة في ترينتي سنتر في فال دي بوا، التي يشرف عليها أبونا الحبيب والغالي القمص الراهب موسي البراموسي، حيث يقوم أبونا الأسقف الأنبا بولس بمشاركة الشباب والشابات من فرق المتطوعين بقيادة ماكينة قطع "النجلية - الحشائس" أوالقيام بأي أعمال يدوية، كأب مدبر وبصير يعطي القدوة والمثل لكن من حوله.
- مساعدة أخوتنا القديسين في المسيح يسوع في مناسبات أعياد الميلاد والقيامة ودخول المدراس
أبونا الأسقف الأنبا بولس "أسقف الرعاية والعمران"، في كل مناسبة سواء قبل عيدي الميلاد والقيامة المجيدين يهتم بدعوة كل الشعب بالتبرع مع أجل أخواتنا في المسيح يسوع، من المحتاجين لترسل لهم الإيبارشية ما يكفي الاحتياجات الضرورية لأعياد الميلاد والقيامة وبدء الموسم الدراسي، حيث يهتم نيافته بترتيب توصيل هذه التبرعات مع اخوانه الأحبار الأجلاء أساقفة عدد من الإيبارشيات في مصر، وخاصة في المحافظات التي تحتاج لبركة. ودائما يدعوه نيافته الشعب للمشاركة في الحصول علي نعمة وبركة أن نساعد أخواتنا المحتاجين في المسيح يسوع. وفي عيد الميلاد الماضي، غطت التبرعات احتياجات عيد الميلاد لحوالي ألف أسرة تقريبا.
- رسامة أول كاهن لكنيستنا القبطية الأرثوذكسية في جمهورية الدمينيكان وكهنة آخرين
هذا كله يجعلك راضيا وفخورا بأن أبيك الحنان يسوع المسيح أنعم علينا بمدبر وراعي بصير متواضع هو أبونا الأسقف الأنبا بولس "أسقف الرعاية والعمران"، الذي خلال زيارته الأخيرة لمصر في شهر مارس 2024 للمشاركة مع أخوته الأحبار الأجلاء المطارنة والأساقفة أعضاء المجمع المقدس وبرعاية ورئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، اتخذوا قرروا عددا من الأمور المهمة في المجمع المقدس، وقاموا بعمل الميرون المقدس. كما اجتمع نيافته مع قداسة البابا تواضروس الثاني. ومع كل هذا شارك أبونا الأسقف الأنبا بولس في سيامة أسقف نجع حمادي الجديد. كما شارك نيافته مع أخيه في الخدمة الرسولية نيافه الحبر الجليل الأنبا فام في رسامة كاهن جديد في كنيسة السيدة العذراء مريم إيبارشية وسط المنيا. وبمجرد عودته من مصر إلي كندا، سافر إلي جمهورية الدومينيكان للمشاركة في صلوات عشية والقداس الإلهي ورسامة أول كاهن لكنيستنا القبطية في الدومينيكان بيد أبونا الأسقف الأنبا بولس ومع نيافة الأنبا يوسف أسقف بوليفيا، لرسامة أبونا ماركوس، أول كاهن في كنيستنا القبطية الأرثوذكسية في بيرتو بلاتا Puerto Plata وسط فرحة كبيرو، والزغاريد التي ملأت الكنيسة بسيامة الكاهن الجديد. كما قام نيافته برسامة كهنة جدد في مونتريال وأوتاوا لكنائس مرقس مونتريال والقديس انطونيوس في أوتاوا.
إله السماء، المسيح يسوع، قادر إن ينمي الخدمة الروحية والنهضة الروحية والعمرانية في كل إيبارشيات الكرازة المرقسية وبلاد المهجر برعاية وتدبير قداسة البابا تواضروس الثاني، وفي إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا برعاية وتدبير وبصيرة أبونا الأسقف المحبوب وجزيل الاحترام الأنبا بولس "أسقف الرعاية والعمران"، خاصة وأن نيافته في الصوم الكبير يجول في كل كنائس الإيبارشية يصلي ويسبح، وفي أسبوع الآلام يصلي في أكثر من كنيسة خلال اليوم الواحد، ما بين القداس الإلهي صباحا في كنيسة، وعشية في كنيسة ثانية، والتسبحة في كنيسة ثالثة.