”السعودية” و”مصر”... وتبديل الأدوار
المملكة العربية السعودية ارض ومهد الديانة الوهابية حيث هناك في الدرعية في ارض نجد في شبة الجزيرة العربية، تزاوج الدين المتمثل في الشيخ السني المبتدع لديانة جديدة يدعى إنها من الإسلام اسمه محمد بن عبد الوهاب مع أحد أمراء المنطقة هذا التزاوج بين الدين والحكم، لإنشاء ما يعرف وقتها بالدولة السعودية الجديدة الأولى.
وفكرة الديانة الوهابية التي ظهرت في القرن الثامن عشر الميلادي، القرن الثاني عشر الهجري كانت قريبة إلى حد بعيد من الباطنية النزارية الأنثى عشرية الشيعية ولكنها قامت لتقاوم الفكر الشيعي الذي ساد في هذا الوقت.
والشيخ محمد بن عبد الوهاب قالها في كتبه انه مسلم سني ويقدر الأئمة الأربعة ولكنة تعارض بل دعا إلى عكس ذلك بل ابتدع ديانة جديدة عن الإسلام المعتدل دعا فيها إلى حمل السلاح وقتل كل من يعارض الوهابية وضم الأراضي بالقوة حتى أن الدولة السعودية الوهابية في ذلك الوقت امتدت لتشمل الجزيرة العربية والعراق والشام واليمن تماما كما فعلت داعش اليوم.
ولكن اصطدمت هذه الدولة بالمصالح العثمانية الذين دخلوا الدرعية وأنهوا الدولة الوهابية السعودية ولكن عاودوا الوهابيين تحالفهم مع آل سعود وكونوا الدولة السعودية الثانية التي انهارت بفعل المؤامرات الداخلية ثم أخيرا الدولة السعودية الثالثة بقيادة المغفور له الملك عبد العزيز أل سعود مؤسس الدولة السعودية الحديثة.
ولحقيقة الأمر فإن الحركة الوهابية يرجع لها الفضل في الحفاظ على الطائفة السنية التي كادت أن تنتهي من شبة الجزيرة العربية ومن أسس إيمانهم انهم الفرقة الوحيدة الناجية وان إسلامهم هو الإسلام الحق وما دونهم فهم كفار وجب قتالهم.
ومن الواضح انه لقيام واستمرار الدولة السعودية بل الركيزة الأساسية لها هي الديانة الوهابية التي من غير الاندماج معها في تحالف ثيوقراطي لا يمكن قيام إلى دولة وخصوصا في هذه المنطقة لأنها كانت منطقة شديدة القبلية وغارقة في التناحر، ومن ثم ترك الوهابيون والمتمثلين في آل الشيخ الحكم لآل سعود وسمح آل سعود للوهابيين بإدارة الأمور الدينية، وأيضا نشر دعوتهم وتصديرها إلى كل البلاد الإسلامية لأسباب سياسية بحتة.
ومن اجل ذلك رصدت ميزانيات تفوق ميزانيات دول مجتمعة لنشر الفكر والوهابي إذا نحن قد عرفنا الآن ضرورة الوهابية للمملكة السعودية ولكن الآن المملكة السعودية قد حان وقتها لتأخذ مكانها الطبيعي كما قالها الأمير الشاب المحبوب من كل السعوديين سمو الأمير محمد بن سلمان انه حان الوقت لتكون السعودية بديل لأوروبا التي سوف تحتضر قريبا بفعل المهاجرين واستضافة الحركات الراديكالية الإسلامية.
ولكن لكي تصبح السعودية بديل لأوروبا يجب أن تنتقل الديانة الوهابية السنية إلى مكان أخر تستطيع المملكة السعودية استدعاءها منه وقت الحاجة ويجب أن ينتقل الفكر الوهابي إلى حاضنة جديدة أمنة قد صرف عليها مليارات الدولارات لتتوهب فمن تكون تلك الدولة الأمينة على الوهابية؟! وشعبها قد توهب بالفعل بتأثير الشيوخ المصريين الذين عملوا وجندوا في السعودية، وأيضا هو شعب مريض وجاهل دينيا لا يفرق بين الإسلام الحقيقي المتسامح والذي يقبل الأخر والوهابية الكارهة والمكفرة لكل ما هو غيرها.
إذن وجهة الوهابية القادمة والمؤتمنة هي مصر حيث الابن الشرعي للديانة الوهابية أي السلفيين، إذن لترتقي السعودية إلى مكانتها المتوقعة لها كبديل لأوروبا ولا تخف على بنتها الوهابية لأنها قد انتقلت بالفعل إلى حاضنتها الأكثر أمانا لها أي إلى مصر، ولا عزاء لوطن خان شيوخه شعبه.