أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات اختفاء فيروسات قاتلة قد تكون أكثر فتكاً من كورونا

حكايات ”العنصر” الغريب

يا بيوت السويس يا بيوت مدينتي.. استشهد تحتك وتعيشي انتي ..

هيلا هيلا هيلا يلا يا بلديا .. شمر دراعاتك الدنيا اهيّا ..و ان باعو العمر ف سوق المنيه .. رفاقه هنروح السوق نجيبه .. و نعود و نغنى ع السمسية ..ليكى يا مدينتى يا اللى صمدتى..

بعد ما عرفت خبر استشهاد أحد أبطالنا وولادنا من "العناصر" اللي بتقوم بأعظم وأقدس واجب وطني، وهو الدفاع عن تراب بلده بشرف وحب وأمانة .. انتظرت الحقيقة طويلا، حتى يتسنى لي معرفة هويته واسمه وبلده، وكم عمره ، وايه الظروف والأحداث اللي أدت لاستشهاده ، وما أن سمعت أن هناك بيان صدر عن المتحدث العسكري ، دخلت فورا لمعرفة ملابسات الحادث ، لكن للأسف ولأسباب مؤكد أنها سياسية واستراتيجية معقدة لا يجوز نشرها للعوام وهذا حق أصيل لأجهزة الدولة والمؤسسة العسكرية ، لم أحصل على جواب لتساؤلاتي، ووجدت أن الشهيد تم وصفه بالعنصر المكلف!! فقررت الانتظار مرة أخرى إلى أن تظهر أي معلومات عن البطل الشهيد.. على أي حال فقد عرفت إن اسمه عبد الله رمضان، من قرية العجميين بالفيوم، فترحمت عليه ودعيت له باسمه المرة دي، فقد كانت تتملكني الرغبة ألا أدعو بالرحمة والمغفرة لأحد "العناصر" وخلاص.. لكن بالصدفة البحتة، بقلب في القنوات بالليل، لقيت _ ولحسن حظي فيلم حكايات الغريب يدوب بيبدأ..

فيلم متضربش فيه طلقة، انتاج ماسبيرو بأبسط التكاليف، انعام محمد علي تعاملت بعبقرية مع نقص الإمكانيات، لكن لو سألتني عن أعظم عمل جسد مرارة النكسة وعزم الاستنزاف ومشاعر العبور ونضال المقاومة هقولك فيلم حكايات الغريب.. الغايب الحاضر هو "العنصر" عبد الرحمن أو زخاري أو عطية أو سعيد ...أو كلهم .. اللي بندور عليه طول الفيلم هو الغريب اللي جاي من مغاغة أو طنطا أو بورسعيد...أو الفيوم ..هو اللي في الصورة.. اكيد هو .. هو "العنصر" حنا اللي شارك في حفر البير اللي شرب منه اهل السويس بعد العدو ما قطع المية..هو "العنصر" ابراهيم اللي عمل الكمين للعدو عند شركة الكهربا وصفى مع زمايله في المقاومة 5 منهم ..هو "العنصر" مصطفى اللي راحت رجله في معركة عند قسم الاربعين ..وهو "العنصر" شحاتة اللي كان بيؤم المصلين لما إمام الجامع اتصاب بشظية.. وهو "العنصر" حسين اللي كان بيحفر الخنادق ويعمل المتاريس ورجع لبلده اسكندرية بعد فك الحصار..الغريب هو "العنصر" عبد القادر اللي استشهد وهو بيمنع كتيبة على أطراف البلد من دخول المدينة ، وهو "العنصر " صالح اللي بيعالج الجرحى في المستشفى على ضوء لمبات الجاز.. الغريب هو الإنسان، المواطن، العنصر اللي نفض غبار الهزيمة وقام وقاوم، وهو اللي عبر وانتصر واتنسى ومنتظرش يحصد الغنايم ويعلق النياشين..

الحقيقة إني بعترف إن قبل ما اتفرج على الفيلم، كان عندي غصة أو بعض من الضيق.. وكنت أتساءل مع السائلين، وأحيانا أصرخ مع الصارخين: عنصر!! ألا يستحق البطل مجرد ذكر اسمه، حتى يرى أهله وأصحابه وذويه إسم ابنهم الجندي مجند المصري يزين بيان مسئوليه مصحوبا بلقب شهيد الواجب والوطن؟

لكن بعد ما اتفرجت على الفيلم بقلبي قبل عيني، تأكدت أن كل ذلك لا يهم.. كل مجهول هو معلوم وعريس في السماء وشرف لأهله ومعارفه .. كلمة عنصر في حد ذاتها، معادش إحساسي بيها أنها للتجاهل أو التحقير.. فليس كل العناصر رخيصة أو دنيئة.. فالذهب عنصر.. ولكنه أرقى وأثمن العناصر.. لا بأس.. فليكن عبد الله رمضان، أو فلان الفلاني أعظم وأغلى العناصر في نظر كل العاشقين.. ولنردد كلنا آخر الكلمات التي قيلت في الفيلم قبل نزول كلمة النهاية ..

" أقر على مسئوليتي الشخصية أن "العنصر" عبد الله أو .... أياً كان اسمه قد منحنا شرفاً أرجو أن نستحقُه "