أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات اختفاء فيروسات قاتلة قد تكون أكثر فتكاً من كورونا

يخشون الإلحاد.. ولا يخشون البلطجة والفساد

كنت في تشوق لمشاهدة أحد إبداعات الكاتب إبراهيم عيسى وهو فيلم "الملحد"، ولم اندهش انه تم منع عرضه أو تأجيل عرضه – كما يقولون- رغم أن الفيلم تم إنتاجه منذ عامين.

الغريب أن الفكر السلفي يخشى "الالحاد" مع انه امر يخص الله وحده، فهذا الذنب – ان اعتبرناه ذنبا او خطيئة- فهو موجه لذات الله، والله جل جلاله لم يوكل محامين او وكلاء له على الأرض للدفاع عنه. ولا يخشى ذلك الفكر المتشدد من تأثير أفلام "البلطجة" مثل "إبراهيم الأبيض" أو سلسلة أفلام "أورد رزق" وغيره من الأفلام التي أصبحت منتشرة، والتي يحاول فيها المؤلف أو السيناريست فيها أن يوقعنا في التعاطف مع البطل البلطجي لمجرد انه صاحب صاحبه أو انه "جدع" او انه ضحية مجتمع، رغم انه بلا عمل وبلا دخل شريف وبلا مبادئ وهو السهل الممتنع الذي لجأت إليه معظم أفلام السينما وللأسف تجذب الكثير من الشباب، فيجدون قدوتهم في ذلك "البلطجي" الشارب للمخدرات أو مروجا لها.

بينما لو قارننا تلك الأفلام بأفلام الأبيض والأسود نجد دوما إننا ولد لدينا الكره او الاستنكار للشخصيات الدرامية التي تجسد الشرير مثل "زكي رستم" أو "محمود المليجي" فقد استطاع كتاب الماضي أن يجعلونا محبين للخير والعدل نافرين للظلم والشر، بعكس ما يحدث في تلك الأيام العصبية.

أما عن فيلم "الملحد" فانا بالطبع لم أشاهده لأنه لم يعرض ولم اقرأ السيناريو الخاص به ولكن بعض مقتطفات التتر وما قاله عن كاتبه ومخرجه، نستطيع أن نستنتج منه انه لا يروج لفكرة " الإلحاد" في حد ذاتها، ولكن يناقش الصراع العقلي الذي يدور - أو دار- في عقل كل إنسان ما بين التشدد الديني وبين الإلحاد، فكلهما خطا وعلى النقيض، بل التشدد الديني هو أحد اهم أسباب الإلحاد.

والإلحاد من وجهة نظري المتواضعة ليس بالضرورة نكران وجود الله، ولكنه قد يكون خاصة في أفكار مجتمعنا الشرقية التي أنجبت ابناءا بالفطرة يؤمنون بوجود الخالق، لتتجرف الفكرة إلى فكرة: "نعم الله الخالق موجود ولكن ليس لي به علاقة"، وهو حال أيضا الكثير منا ولكننا نخشى أن نطلق على أنفسنا "ملحدين" بينما قد نكون ذلك في حقيقة الأمر.

الإلحاد فكرة والإيمان فكرة والتشدد والإرهاب أيضا فكرة، والأفكار كالضوء لا يمكن إخفاءها، وكالصوت لا يمكن كتمانها، فاجعلوا الفيلم يخرج للنور ثم ناقشوه، فالمنع ليس هو الحل، أحيانا أن تطلق العصفور في الفضاء يكون افضل له ولنا من كونه محبوسا في قفص.