”رضوان” حامل مفتاح فردوس سيده الأسقف
في كل إيبارشية لابد أن يوجد للأسقف شخص يكنى بــــ "رضوان" وهذا الإنسان هو عين وأذن ويمين الأسقف، فإن كان هذا الرضوان شخصية سوية، فستستقيم أمور الإيبارشية، وأما إن كان الرضوان شخص بلا ضمير -وهذا غالبا ما يحدث- فتكون البلية وما اشرها.
ورضوان كل إيبارشية يتم اختياره قبل سيامة الأسقف، وغالبا يكون بتوصية وكيل المطرانية ليضمن ولاء الرضوان لشخصه، والرضوان تجده دائما بجوار الأسقف يميل كل خمس دقائق على أذن الأسقف ليقول له معلومة، وغالبا المعلومة إما أن تكون وشاية بأحد الحضور الذي غالبا لا يعجب سموه أو اجتهاد شخصي بتلميع صورة أحد الأشخاص الذي قدم فروض الولاء والطاعة للرضوان.
وعندما تريد أن تقترب من الأسقف يجرى هذا الشخص ليحيل بينك وبين الأسقف تماما كما يفعل حارس ميسي الشخصي إذا اقترب منه أحد المعجبين، وويلا لكنيسة إذا كان رضوانها منفلت أخلاقيا، لان هذا يعنى أن كل الأسرار التي تقال أمامه وخصوصا الأسرار العائلية أو الشخصية التي تحدث ويسمع بها هذا الشخص عرضة للعامة وعلى الملأ، فما هي إلا ساعات ويعرف الجميع بقصتك أو بخلافاتك الزوجية.
ومن واقع ما أراه في كندا فالآن كل كنيسة يوجد فيها مثل هذه الشخصية والتي هي معروفة لدى الشعب ولكن لجهالة الرعية فهم يخافون من سطوته أو من رد فعل الأسقف نفسه يخشونه أو يوقرونه، ولكن السؤال الآن: هل يستمر مثل هذا التهريج والأسلوب العتيق لتخويف الناس؟ ألم يحين الوقت للتجديد وبناء الثقة بين الأسقف ورعيته؟! وان تكون هناك علاقة وشركة جديدة مبنية على المحبة والخضوع الذي في الرب بدلا من روح العبودية والتهديد.
إنها ساعة مهمة الآن لنستفيق ونطهر كنائسنا من كل "رضوان" حامل لمفتاح جنة الأسقف، ونستفيق من الجهل المقدس الذي دفنا فيه رؤوسنا بإرادتنا ونحن نقول العبارة الشهيرة الوارثة لعبودية الظلام (ابن الطاعة تحل علية البركة).
انه الوقت الذي نحاسب فيه ككنيسة مقدسة وكجسد للرأس الذي هو السيد المسيح انه لا سادة ولا عبيد ولا مرؤوسين فقط إخوة متساويين جالسين باتضاع عند قدمي الرب يسوع المسيح فلنرفض كل فكر عتيق وارث للعبودية، ولنحاسب كل "رضوان" يعتقد انه حامل مفتاح فردوس سيده الأسقف.