حضور كبير بمهرجان فنون الشرق الأوسط والبعض يصفه بـ ”الأروع على الإطلاق” غضب الشباب يتصاعد بتونس.. فهل يتكرر سيناريو ”ثورة الياسمين”؟ بطرس غالي من «الدفاتر القديمة» إلى المشهد الاقتصادي المصري التوتر مستمر مع مصر.. إثيوبيا تصعد بتحرك عسكري جديد في الصومال مرض أسوان الغامض.. تضارب في أرقام وزير الصحة ورئيس الوزراء.. والمحافظ: الأمور تحت السيطرة تعديلات على إجراءات منح الإقامة الدائمة في كندا إهانات بين بوليفير وسينغ في البرلمان ترودو يعين أنيتا أناند وزيرة للنقل المحافظون يفوزون بانتخابات شرق أونتاريو اعتماد تقنية أمنية جديدة في مطارات كندا ارتفاع معدلات الجريمة في أكبر مدن كندا خرافة التيجاني والعقل البتنجاني

خرافة التيجاني والعقل البتنجاني

هزت قضية الشيخ التيجاني أرجاء مصر المحروسة، ولكن جانب التحرش بالبنت التي اتهمت الشيخ هي التي استحوذت على الاهتمام الأعظم، وضاع الجانب الأهم والأخطر من وجهة نظري وهو جانب الهزيمة العقلية التي اكتشفناها واستيقظنا على آثارها الكارثية.

انكشف الغطاء فوجدنا مثقفين كبار انصاعوا وانسحقوا كمريدين لخرافات هذا الشيخ الذي اعتبروه إلهاً، واعتبروا كراماته ومعجزاته هي جواز مرورهم إلى النجاح، فباتوا يأخذون البركة منه على كل تحركاتهم ولفتاتهم!، وجدنا أكبر سيناريست مصري من مريديه ودراويشه، وفوجئنا بأكبر كاتب بيست سيللر من أتباعه، أما المصيبة الأعظم فهي أنني قد اكتشفت أن والد البنت التي اشتكت من التحرش وفتحت أبواب جهنم على الشيخ، هو أكبر جراح مخ وأعصاب للأطفال في مصر!!

هذا الطبيب الأسطورة في تخصصه هو جراح عالمي بكل معنى الكلمة، فهو خريج مدرسة الفرير بتفوق، ثم كان من أوائل كلية طب قصر العيني، ثم ذهب في بعثة للولايات المتحدة، وتخصص في فرع دقيق وصار من مراجع هذه الجراحة في العالم، إنها جراحات الأطفال الذين يولدون بجمجمة مستطيلة فيها عيب خلقي وهي أنها مغلقة لا تتمدد مع السن ومن الممكن أن يزيد معها الضغط داخل المخ، فابتكر هذا الجراح تقنية للتغلب على هذا العيب، وعندما بحثت في المجلات العلمية وجدته من كبار الجراحين في العالم الذين يرجع إليهم في هذه التقنية.

السؤال المؤرق، كيف لهذا العقل العلمي الذي تعلم منهج الطب القائم على الدليل أن يبيع هذا العقل ويؤجره مفروشاً لهذا الشيخ الذي لا يصدقه طفل في ثالثة ابتدائي؟!! إنها كارثة، ماذا جرى للعقل المصري؟، كيف يخلع الطبيب عقله مع البالطو في المعمل والعيادة، وبعد أن يخرج يقرأ الكف والفنجان ويسلم نفسه طواعية لشيخ طريقة ويتدروش؟!!، إجابة هذا السؤال وتشخيص ذلك المرض فيها مفتاح إنقاذ العقل المصري.