غضب الشباب يتصاعد بتونس.. فهل يتكرر سيناريو ”ثورة الياسمين”؟
في أجواء سياسية محتقنة، خرج بعض شباب تونس إلى الشوارع للاحتجاج على حملات قمع المعارضين، وسط شعور بخيبة أمل وميل إلى العزوف عن المشاركة السياسية والرغبة في الهجرة. فهل باتت تونس أمام سيناريوهات شبيهة بعامي 2019 و2011؟
وفي مظاهرة هي الأكبر منذ سنوات، وفق إعلام محلي، خرج الآلاف من الشباب إلى شوارع العاصمة تونس.
في انتخابات عام 2019، فاز أستاذ القانون السابق والمرشح المستقل آنذاك قيس سعيد بالانتخابات بعد حصوله على أغلبية بلغت 72 بالمئة من الأصوات. وعقب فوزه، تعهد سعيد بمعالجة الفساد وإصلاح البلاد وتوفير مستقبل أفضل للشباب.
بيد أنه عقب خمس سنوات من وصوله إلى الحكم، تنامى غضب الشباب التونسي ضد رئيسهم. وفي ذلك، قالت مي "معظم الشباب الذين صوتوا لصالح سعيد في عام 2019 يشعرون الآن بخيبة أمل شديدة. لقد انتخبوا رجلا قال إنه يؤمن بالشباب، لكن في النهاية وضع الشباب في السجن".
وعقب عامين على انتخابه، شرع قيس سعيد في تعزيز قبضته على السلطة؛ إذ كانت البداية عام 2021 مع تفكيك معظم المؤسسات الديمقراطية في البلاد، وسجن صحافيين ومحامين ومعارضين سياسيين.
فعلى سبيل المثال، جرى استبعاد 14 مرشحا من أصل 17 مرشحا رغبوا في خوض الغمار الانتخابي. وفي نهاية المطاف، قبلت الهيئة الانتخابية بترشح مرشحين اثنين فقط لمنافسة سعيد.
ومع ذلك، قضت محكمة جندوبة بسجن العياشي الزمال المترشح لانتخابات الرئاسية، لمدة عام وثمانية أشهر بتهمة "افتعال وثائق، وتدليس تزكيات شعبية" قبل نحو 3 أسابيع من الانتخابات.
تزامن هذا مع بيان صدر عن حزب النهضة الذي يشكل أكبر أحزاب المعارضة، أشار إلى أن أكثر من 90 من أعضائه جرى اعتقالهم، معتبرا موجة الاعتقالات بكونها "غير مسبوقة" وتمثل "انتهاكا لأبسط الحقوق التي يكفلها القانون ".