”روبرتو باچيو” الرجل الذي مات واقفا ... دون داعي!
في نهائي كأس العالم عام 1994، أضاع روبرتو باچيو أشهر لاعب في إيطاليا والعالم آنذاك ضربة جزاء كانت كفيلة بأن تربح البرازيل كأس العالم! يومها ظل باچيو واقفاً حزيناً مكانه دون حراك وما حدث له بعد ذلك كان كفيلاً أن تكتب عنه الصحافة أنه الرجل الذي مات واقفاً! آنذاك كان باچيو أشهر لاعب في إيطاليا والعالم وكان محبوب الجماهير، كان لاعباً فذاً ذو كاريزما وشخصية ميزته فجعلته محبوب الجماهير، ولكن يومها لم يسامحه أحد من جماهير إيطاليا لدرجة أنهم كتبوا على جدران روما والفاتيكان (يغفر الله للجميع ما عدا باچيو) لم يسامحه أحد ولكن ما يهمني هنا أنه لم يسامح نفسه.
تقول ابنته أن أباها لم يعد كما كان بعد نهائي كأس العالم، أنكسر شيئاً ما بداخله، إلى الآن يعتذر باچيو للجماهير، باچيو لم يسامح نفسه على هذا الذنب وحمل نفسه ضياع حلم جماهير بلده ولكن هل حقاً باچيو أضاع كأس العالم؟! الإجابة: لا!
باچيو لم يضيع كأس العالم لأن يومها بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل، وحسب قوانين كأس العالم بلعب الفريقين خمس ضربات ترجيحية من نقطة الجزاء لتحديد الفائز بكأس العالم، يومها لعبت إيطاليا خمس ضربات جزاء أضاع ثلاثة لاعبين ثلاثة ضربات ترجيحية وباچيو كان أحدهم ولو سجل باچيو ضربة الجزاء ثم سجلت البرازيل الضربة التالية لربحت البرازيل أيضاً ولم يكن ليتغير شيئاً ولكن لأن الجميع يبحث عن كبش فداء عند أي فشل أو هزيمة فحملوها لباچيو. باچيو الأيقونة واللاعب الذي يندر أن يجود الزمان بمثله، باچيو الذي طالما أمتع بموهبته ليس فقط جماهير إيطاليا بل جماهير كرة القدم حول العالم أجمع.
ما أود أن أقوله يا عزيزي من هذه القصة أنه يبحث الجميع عن شماعة للأخطاء، عن شخص يحملونه الفشل، وربما يحملك أنت يا عزيزي البعض خطأ أو ذنب، ليس هذا هو المهم! فتلك الحياة وهؤلاء هم الناس! ولكن ما يهم أن تترفق أنت بنفسك! فربما كنت أنت الضحية فعلى الأقل إذا ظلمك الآخرون أرفق أنت بنفسك! أرجع برأسك إلى الوراء وفكر قليلاً وإذا كنت قد أخطأت فعلاً فأعتذر وحاول تصحيح الخطأ بقدر الإمكان، وإن كنت لم تخطئ فواجه الجميع رافضاً أن تتحمل خطأ ليس لك يد فيه وفي كلا الحالتين لا تحاول أن تجلد ذاتك مرات ومرات، جلد الذات يا عزيزي يترك في النفس مرارة لا يتحملها بشر ويترك على نفسك ندبات ليس من السهل أن تعالجها! أرفق بنفسك يا عزيزي لأنه لو لم ترفق أنت على ذاتك فلا تتوقع رفقاً من الآخرين.