قرار الفيزا وسحابة الصيف التي ولت Canada’s New Immigration ... A Miscalculated Crisis بعد لاس فيغاس.. أبوظبي تبني ثاني مجسم عملاق للكرة الأرضية مواطنون يرسلون حيواناتهم الأليفة للعمل في المقاهي جدري القردة يودي بحياة أكثر من ألف شخص الجلوس الخاطئ في السيارة قد يهدد حياتك! ما هي ”نظرية أكتوبر” التي تساعد على تنظيم حياتك؟ شخصان يتواصلان في الأحلام.. فيلم ”إنسيبشن” يتحول لحقيقة نصائح مثالية لمواجهة مخاطر المعاملات المصرفية عبر الإنترنت تسلا تقدم طلب تسجيل ”روبوت تاكسي” علامة تجارية حصرية فوبيا ”الشَعر” ... وفوبيا الحياة هل تفكر مصر في تصنيع السيارة الكهربائية؟

العرب.. والجدل حولَ نتائج ”نوبل”

مع إعلان نبأ فوز الفائزة بجائزة "نوبل" للآداب عام 2024م؛ ضجَّت وسائل التواصُل الاجتماعي العربيَّة بالآراء الناقِمة المُحتجَّة على عدم فوز أديبٍ عربيٍ بتلك الجائزة، بل والأكثر لفتًا لاهتمام المُتابعين وجود أشخاص ناقمين لعدم فوز ادباء من بلدهم حصرًا بالجائزة! وهي ظاهرةٌ عجيبةٌ لم نلحظها إلا هذا العام، وفوق هذا لا تتفق مع المنطق ولا تتفق معها العقول الرشيدة! ما يجعلُ المرء يتفكّر في حجم الضغوطات النفسيَّة التي وصلت بالإنسان العربي – وإن كان مُثقفًا- إلى هذه المرحلة من تجاوز الرؤية المنطقيَّة للأمور!

لنكُن موضوعيينَ قليلاً في نظرتنا للواقع الأدبي والثقافي على أرض منطقتنا العربيَّة خلال العصر الحاضِر، هل يبدو أن هذا الواقِع يستحق تشريفهُ بجائزة عالميَّة بمستوى "نوبل"؟ دعونا نُناقش بعض مظاهره المُخجِلة لعل أولئك الذين يتصرَّفون تصرُّف طالب لم يحصل على الدرجة التي يحلم بها في إحدى المواد أو تصرُّف موظفٍ تقليدي لم يحظَ بترقية يظن أنه أكثر استحقاقًا لها من زُملائه يعودون إلى رُشدهم قليلاً: أولاً: نحنُ أمام أزمة نشرٍ تسوء يومًا بعد آخر، فالنشرُ ليسَ للمُبدعين ولا للموهوبين بل لمن يستطيعون تحمُّل تكاليفه الماديَّة المُرتفعة، ومن يتحمَّل تكاليف نشر إحدى مخطوطاته عامًا فلن يتمكَّن من تحمُّلها العام القادم وإن كان من بلدٍ يُصنَّف باعتباره مُستقرًا اقتصاديًا مثل بُلدان الخليجي، فحتى الأديب الخليجي العادي من الطبقة المتوسطة بحاجة إلى إنفاق كُل دخله أو مُعظمه ليعيش في ظل الغلاء المعيشي العالمي، والمخطوطات التي تبقى حبيسة أدراج مؤلفيها حالها حال البويضة حبيسة رحمٍ دون زواج؛ لا يمكنها إنجاب جوائز!

ثانيًا: حتى ترجمة الأعمال العربيَّة أكثرها يتم بمجهودٍ ذاتي للمؤلّف؛ إن لم يكُن مجهودًا ماديًا فبمجهودٍ معنوي شاق.. كيف يُمكن الوصول إلى العالم دون مُخاطبته ببعض لُغاته الحيَّة الأخرى؟ ثالثًا: النُّتاج العربيُّ خلال هذه المرحلة هو النُّتاج الأقل صدقًا في الطرح بسبب انعدام "حُريَّة التعبير"؛ فحتى إن سمحت القوانين بالتعبير الحُر تجاه بعض القضايا يخشى المؤلّف بطشَ المُجتمع، أو نِقمة جيرانه وأفراد أُسرته.. في عالمنا العربيُّ آلاف الأنوف تحشر نفسها حشرًا في النص الذي تكتبه مُتبعًا سبيل "اللف والدوران" خوفًا من أن يكتشفوا حقيقة ما تقصد فيُحاربوكَ مُتسببين بهلاكك!

رابعًا: الكتابة الأدبيَّة الجادَّة تتطلّبُ تفرُّغًا مع اكتفاءٍ مادي، أو – على الأقل- وظيفة هادئة ذات حدٍ أدنى من المُنافسة والصراعات والمُتطلّبات تنتهي علاقة المُبدع الموظف بها بعد الظهر ليجد الوقت الذي وجده الأديب "نجيب محفوظ" كي يُبدِع، وفي ظل جنون العصر الحديث الذي يتطلَّب من الموظف صب كُل تركيزه وطاقة عقله وجسده من باكر الصباح حتى قُبيل المغرب – وربما بعده أحيانًا!- على وظيفةٍ مُنهِكةٍ تستنزفهُ استنزافًا؛ متى سيجد المُبدعُ وقتًا أو طاقةً لتحويل ملكاته الإبداعيَّة إلى مُنجزٍ مكتوب؟

خامسًا: في هذه البيئة التي يكره فيها الأديب زميله، ويرى في أعماله محض "قُمامة" لا تستحق النشر، ويُحاربه، ويحفر له، ويشوّه سُمعته، هل يبدو لكم أن أفرادًا من هؤلاء الأنانيين يستحقون "نوبل"؟