لسنا عربا... ولسنا قبائل
بعد أكثر من 7000 عام، تحولت مصر ذات الحضارة العريقة والأسرار التي لا يعلم عنها بشر إلى حضارة قبلية ليس فقط في الفنون واللغة والعادات والتقاليد والملبس والمأكل والمشرب فقط، إنما الآن في خطوة سياسية تفرضها ما يسمى بـــ "القبائل العربية" ورغم أن الدستور أكد على عدم تكون أحزاب دينية أو قبلية، ولكن لم يؤكد أنه لابد أن يحدث ذلك في الشكل والمضمون والنوايا أيضا.
فحزب "النور" استطاع خداع الدستور ولم يقدم أوراقه باعتباره حزب ديني حتى يستطيع أن يرى النور وأوراقه كافة لا تذكر ذلك، إنما توجهه وتوجه أعضاءه لا يختلف عليه اثنين انه فكر سلفي وتوجه إسلامي خالص.
وما نخشاه في الحزب المزمع إنشاءه قريبا ليست مخاوف دينية وإنما مخاوف على الهوية والأيديولوجية المصرية التي عاشت 7000 عام ومازال الكثير من أبناءها يدافعون عنها عن هوية أجدادهم الفراعنة عن المجد والحضارة والعلوم والفنون التي توارثها المصريين وتمشى في دمهم على استحياء نتيجة شعور متخبط لديهم مما تعلموه في مدارسهم من كره للفن والثقافة والعلوم وكره للأخر المختلف أيضا فأصبحت كلمة "حرام" متداولة بين الأوساط أكثر من كلمة "يا لجمال هذا الشيء".
نعود إلى الحزب المزمع إنشاءه قريبا هو يسلط الضوء على اتحاد القبائل العربية ذلك الكيان الذى ظهر من العدم للمواطن المصري، ويشاع أن القبائل العربية كان لها دور وطني في حماية مصر وكشف الأنفاق بين سيناء وحماس وهذا دور يشكرون عليه وان كان واجب على كل مصري الدفاع عن وطنه دون شكر، ولكن الشكر هنا جائز احيانا، ولكن أن يؤجرون الاستادات الكبرى في الكثير من المناسبات ويقومون بحشد المصريين وكأن لديهم ارضية شعبية من المواطنين تحت مسمى "اتحاد القبائل العربية" وعندما لفت ذلك المسمى عدد من الشخصيات ورفضوه ، ذلك لانه عندما يسمعه المصري الأصيل يقول باندهاش "وهو لديه كل الحق" لسنا بعرب... ولسنا بقبائل، فنحن شعب واحد نسيجه واحد وان تأثر بثقافات البلاد التي احتلته ولكنهم ذابوه فيه ولم يترك مصريته قط، ليأتي أي شخص و يجعل المصريين في تكتل قبلي عربي.
وعندما ضعفت تلك الحيلة ووجد نقدا لكيانه الوهمي قرر ضم عدد من الشخصيات التي كان لها أدوار سياسية مسبقة ليصنع كيانا أخر لها توجه سياسي يكفله الدستور وهو "إنشاء حزب" وان تغير مسمى "القبائل العربية" إلى أي مسمى أخر فيها كلمات وطنية بناءة...فالأهم من الاسم هو الفكر والتوجه الذي يدعو له هذا الحزب السياسي الجديد.. وهنا تسكت الكلمات ولننتظر ما يحدث في الأيام القادمة.