الفنان اسماعيل البلبيسى صاحب اغنية الغربه يعود للغناء بعد غياب ٢٠ سنه إلغاء الفلسفة وعودة الكتاتيب شكرا ... لمن ماتوا عن العالم ... ليمنحونا الحياة (1) السيد المسيح … صديقي الذي أحببته كما أحبه التلاميذ‎ قصة ”غير المولود أعمى”! لسنا عربا... ولسنا قبائل عُمر خورشيد.. ملِك الجيتار الخالِد هل سيتخلى ”اليهود” عن دعمهم التاريخي للحزب الديمقراطي‎؟! سمع هُس!! بين منهج الروحانية المسيحية وبين الصوم في المسيحية سياحة في فكر طبيب العطايا ... وأسئلة محيرة

شكرا ... لمن ماتوا عن العالم ... ليمنحونا الحياة (1)

ربما تكون من المرات القليلة التي أكتب فيها في الأمور الدينية المسيحية، وأنا اعترف أن هذا واجب ورد ليس لمجرد جميل، ولكن لـ "جمايل" لمن رد لي الثقة في رجل الله، وكان بالنسبة لي حلم أن أتعامل معهم، خاصة وأنهم منذ الطفولة صورة نراهم من بعيد، ولكن لا نحتك بهم أو نتعرف عليهم عن قرب. من يتفضل ويقول لي لا تكتب عنهم لأنهم تركوا العالم وماتوا عنه، سأقول لهم نعم هم ماتوا عن العالم ليمنحونا الحياة، لذا برجاء، تنح جانبا بكل تقدير، واسمح لي بفرصة أن أعبر له كأب خادم ومتواضع أن أقول له شكرا علي طريقتي كصحفي، انطلاقا من الآية "اكرم أباك ..".

*** عند بداية مجيئه إلى إيبارشيتنا، كان عبارة عن شخصية دؤوبة تصلي وتعمل بكل اجتهاد وتواضع، يرتدي شبشبا، ويرحب بالجميع، مع مسحة من حدة الصحراء التي جاء منها، صحراء وادي النطرون، حيث دير البراموس العامر، الذي قدم إلينا منه، كهدية من السماء ومن الأب الأسقف الجزيل الاحترام. وكبداية أي شخص، حتى لو كان أب راهب وكاهن، تختلف الأقاويل والحكايات، لأن الغالبية لم تعرفه بعد، ولم تتح له الفرصة ليقدم أبوته وخدمته الباذلة من أجل صلاح والجميع.

*** كانت البداية في ترينتي سنتر في فال دي بوا الواقعة بين العاصمة الكندية أوتاوا ومدينة مونتريال رابع أكبر مدينة كندية. بدأ الأهالي يسمعون من أبنائهم وبناتهم الشباب عن أب راهب جديد، اسمه أبونا موسي البراموسي، قدمه أبونا الأسقف المحبوب وجزيل الاحترام الأنبا بولس، كهدية ثمينة، شأن كل ما يأتي من الصحراء وأديرتنا، عبارة عن كنوز. كثر حديث الشباب والخدام عن الراهب الجديد الذي يعمل بكد وجد في ترينتي والشباب والشابات ومعهم الخدام في المساهمة في تطوير ترنيتي سنتر، التي كانت هي الأخرى هدية ثمينة قدمها أبونا الأسقف الأنبا بولس للشعب للخلوة الروحية والترفيهية.

*** في البداية كانت الأقاويل، أن الراهب الجديد، أبونا موسي البراموسي، جاد لدرجة كبيرة، ولكن مع كثرة الرحلات والزيارات من قبل الكنائس لترينتي سينتر، وعظات أبونا موسي البراموسي في الشعب من مختلف الأعمار، ومحاولة الناس التقرب منه للتعرف عليه، اكتشفوا أن أبونا الأنبا بولس قدم للشعب هدية ثمينة، وكنز من كنور دير البراموس العامر، وهذا أمر طبيعي لأن دايما الآب يعطي أبنائه أفضل ما لديه، وأبونا الأنبا بولس لا يتأخر عن خدمة أبنائه وبناته من شعب الإيبارشية، وتقديم أثمن ما لديه لهم. تمر الأيام والشهور والسنين، عددها أربع سنوات، ويرتبط الكثيرون بالراهب، الذي لم يعد جديدا، بل أصبحا عضوا في عائلة كل أسرة تعرفت عليه.

*** أبوته وكهنوته وحسن صفاته، هذا الراهب القادم من الصحراء المباركة في وادي النطرون ودير البراموس العامر، جعلته محل ثقة كل عائلة وأسرة، قدم لها خدمة كأب جليل وراهب فاضل. كثير من الشباب الذين كانوا بعيدين عن الكنيسة جذبهم ثانية إلي نور الروح القدس وكلمة الله المقدسة. كان الشباب يلتفون حوله مثل الضالين للطريق حول شعاع نور يقودهم في طريق مظلم، حيث مجتمع المهجر المليء بالتحديات والمغريات، التي يمكن أن تخطف أي إنسان ضعيف عن حضن السيد المسيح. نجح هذا الراهب في أن يكسب ثقة الشباب، أعاد الكثيرين للكنيسة، بل وقدم واحدة ومن أجمل "القداسات" الممتعة روحيا والمتعبة جسدا، بأنه كان يحب صلاة قداسات تبدأ من الثانية صباحا لتنتهي في الرابعة صباحا، مثل آبائنا الرهبان الأجلاء.

*** تساؤلات الأهالي من الآباء والأمهات كثرت حول هذا الراهب الذي نجح أن يكسب ثقة الشباب، ويجعل من يرفضون الذهاب للقداسات الصباحية، يشاركون بكل حرارة في صلوات القداسات من بعد منتصف الليل إلى فجر اليوم الثاني. لم يكتف بذلك، بل ان العديد من الآباء والأمهات، الذين وجدوا أنه نجح أن يستحوذ على ثقة أبناءهم وبناتهم، بدأوا يتعاملون معه ويتقربون منه لأنه أصبح السبيل لتوعية وارشاد أولادهم، بل وانقاذهم من مغريات المجتمع الكندي. وكثيرا ما كان يغضب أبناء وبنات شباب ويتركون منازل أهاليهم، وكانت الأهالي تلجأ إليه، لإصلاح ما أفسده الآباء والأمهات والأبناء معا، بسبب شيطان العند والعناد.

*** أصبح هذا الراهب، طاقة نور، يثق فيه أبونا الأسقف جزيل الاحترام الأنبا بولس والآلاف من الشباب والعائلات وأولياء الأمور، لم يكتف بخدمة الشباب، بل أحب الكثيرون أن يتعاملوا معه ويقدم لهم خدمة، كانت القداسات الصباحية التي تبدأ من الخامسة للسابعة صباحا يومي الأربعاء والخميس، من أكثر القداسات التي يقبل عليها كبار السن، الرجال والنساء، والشباب، الذين كان الكثيرون منهم يحجم عن قداس الأحد الذي يبدا الثامنة صباحا. لم يعد أبونا موسي البراموسي مجر راهب أو أب كاهن، بل أصبح عضوا في عائلات الكثير من عائلات كنائس الإيبارشية، كانت رؤيته مصدر بهجة وسعادة للكبير والصغير على السواء. كان في القداسات يهتم بأن يرتدي كل من تمت رسامته شماما التونية، لتمجيد اسم رب المجد المسيح يسوع. كان صورة للسيد المسيح القابل للخطاة، المحبب للجميع في الكنيسة، وليس صورة للأب الكاهن المنفر من بيت الله.

*** كما علمنا أبونا الأسقف جزيل الاحترام الأنبا بولس أن الكنيسة سكني الله وسط شعبه، كان أبونا موسي البراموسي يطبق الوصية ويعلي من شأنه أبيه الروحي وأخيه في الرهبنة، أبونا الأسقف الأنبا بولس، الذي كان ولا يزال يدعمه ويسانده. نجح الراهب موسي البراموسي أن يكسب ثقة الكثيرين. وبصلوات ودعم أبونا الأسقف الأنبا بولس، وصلوات الشباب والعائلات وكل من أحب أبونا الراهب موسي البراموسي، تمت ترقيته علي يد أبونا الأسقف الأنبا أيسيذوروس رئيس دير البراموس العامر، إلي رتبة القمصية.

*** وعاد ليخدم أعداد أكثر وأكبر، من الشباب، والصغار، والكبار، وكان البعض يلفت نظره بأن هذه الخدمة الواسعة ستثير حفيظة عدو الغير، وتجلب الغيرة تجاه قدسه من قبل البعض. وكانت دائما كلمته "أنا بخدم أسم المسيح فيكم، أنا مت عن العالم ولا يفرق معي أي شكوي أو أي شئ، الله يري ما يخفيه الآخرين، وكل أموري أرفعها علي المذبح" . من الكلمات التي لا يناسها الكثيرون عند تدخله للصلح بين الآباء والأمهات وأولادهم، يقول "محدش يزعل العيال دي .. العيال دي مش عيالكم لوحدكم .. دول كمان عيالي". كان الجميع يسمع كلامه بمحبه واقتناع.

*** كانت اجتماعات الخدمة، وخاصة الشباب واعداد الخدام، يذهب اليها وحوله العديد من الشباب بسياراتهم، يجمعون بعضهم البعض فيها، وكانوا يعشقون بعد الاجتماع أن يجلسون مع قدسه يتسامرون معه في أمور العقيدة والحياة والدراسة. كان اب اعتراف للكثيرين، بل وكان أب اعتراف لعائلات بأكملها الزوج والزوجة والأبناء، وكان يهتم دائما كأب راهب جليل أن يأخذ اعتراف السيدات والشباب امام الهيكل عند خورس الشمامسة. كان يعيش في العالم ليخدم أبناء وبنات المسيح، ولكنه لم يتجاهل لطرفة عين أنه أب راهب جليل، لأن كل خطوة يخطوها ببركة ودعم أبونا الأسقف الأنبا بولس أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق كندا ...... مع حكايات أخري مع هذا الآب والراهب الجليل.