ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة!
كلما انتقدنا تسليم سوريا إلى الإسلاميين، خرج علينا البعض ومنهم كبار المثقفين السوريين بمقولة "إحنا ما شفناش م الاسلاميين حاجة وحشة، نصرة الشام وتحرير الشام وجميع الفصائل بيتعاملوا معانا بكل أدب وبيضحكوا في وشنا"، هذا الكلام ذكرني باليساريين في ميدان التحرير في ٢٠١١ لما كانوا بينتقدوا خوفي وتوجسي من ركوب التيار الإسلامي لمظاهرات يناير، كان هناك رد جاهز واكليشيه منهم كالأسطوانة المشروخة، كانوا يقولون "البلتاجي كان بيبتسم لنا وبيجيب لنا ساندوتشات من كنتاكي"!!
نفس النظرة الساذجة التي تفتقد لرؤية زرقاء اليمامة ولا تنظر أبعد من الأنف، نظرة لا تفرق بين التكتيك الذي يعتمد على التقية والخداع، والاستراتيجية التي لا مفر من التمكين كهدف أصيل لها، والخلافة كمستقبل بديل عن فكرة الوطن، أذكر السوريين بالشيخ القرضاوي الذي صعد على منصة التحرير وأعطى وائل غنيم والشباب وقتها "كتف غير قانوني". أذكرهم بالخميني الذي صعد على أكتاف اليسار الإيراني مفجر الثورة الحقيقي، وبعد التمكين اشتغلت مقصلة الملالي والإعدامات الشرعية!
أذكرهم بالكلام المعسول من الإخوان حول الأقباط شركاء الوطن وعند الجد منعوهم من التصويت وأحرقوا لهم أكثر من سبعين كنيسة!، أذكرهم بالكلام المعسول عن الحريات ثم بعدها انطلقت جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكلنا نتذكر الشاب الذي تم طعنه بسكين في السويس لأنه كان يمشي على الكورنيش مع خطيبته! أذكرهم بجملة مشاركة لا مغالبة واجتماع الفيرمونت ثم التهامهم للكعكة كلها!!
التجربة المصرية معهم مريرة فلابد أن ننقلها لكم وتقرأوها جيداً، ولابد أن تعرفوا أن فصائلكم الإسلامية وان خرجت من رحم الإخوان إلا أنهم أشد فتكاً وقسوة، فإعدامات الميادين العامة وحرق مقبرة الرئيس لم يفعلها الإخوان عندنا برغم شراستهم !، إلا أننا شاهدناها في سوريا من تلك الفصائل، تذكروا أن شعارهم اتمسكن لحد ما تتمكن.
وتذكروا أن الجولاني موافق على اقتحام إسرائيل للجولان بمسافة ٢٤٠ كم وتوسيع المستوطنات!! ألا يثير ذلك الريبة؟!، ألا يثير الريبة الدعم الأمريكي لمن كانت منذ أسابيع تطلب رأسه وتضع مكافأة عشرة ملايين دولار ثم الآن تستضيفه في السي ان ان !!، ثم تدعم عملته لتكون أول مرة في التاريخ وفي ظل تلك الفوضى أن تزيد عملة البلد ٤٠٪ أمام الدولار!! ألم ترتابوا في الدور التركي الذي يريد التهام سوريا، تلك الفصائل تعطيهم أصبعك ببراءة يأكلون ذراعك ببراعة.