اضطراب التكدس القهري
هذا المرض أكثر انتشارا وأقل تشخيصا في بلدان العالم الثالث، وحيث يعتبره الكثيرون أسلوبا ونمطا في الحياة والمعيشة؛ بينما هو في الحقيقة مرض نفسي من فصيلة امراض الوسواس القهري.
التعريف: هو اضطراب عقلي يتميز بصعوبة مستمرة في:
١) التخلص من الأشياء.
٢) والانخراط في الشراء والاستحواذ المفرط وعدم التخلص من الأشياء غير اللازمة وغير المهمة.
وفي حالة عدم تتوفر مساحة للتخزين فان ذلك يؤدي إلى تقلص شديد في مساحات المعيشة لدرجة أن استخدام هذه الأماكن قد يصبح في بعض الأحيان خطرا وفي كثير من الأحوال ينتج عن ذلك اضطراب في الحياة الشخصية أو العائلية أو الاجتماعية أو التعليمية أو المهنية.
ومن المهم معرفة أن هذا المرض يتميز بصعوبة شديدة جدا في التخلص من هذه الممتلكات غير المهمة والضيق الشديد المرتبط بالتخلص منها لدرجة البكاء أحيانا إذا قام الآخرون بإلقائها بدون موافقة المريض؛ وحيث يعتبر المريض أن هذه الأشياء هي جزء منه وانه بفقدانها فكأنه يفقد جزء من جسده.
الأعراض:
١) الاستحواذ المفرط لأشياء وممتلكات كثيرة عديمة القيمة.
٢) تصور خاطئ لأهمية الاحتفاظ بتلك الأشياء
٣) والصعوبة المستمرة في التخلص من تلك الممتلكات، وبغض النظر عن قيمتها الفعلية، والرغبة الشديدة في الاحتفاظ بها والضيق الشديد جدا عند التخلص منها.
سن ظهور المرض:
تبدأ أعراض المرض في الظهور بين ١١ إلى ١٥ سنة وهو مرض مزمن
ويلاحظ أن الحالة تزداد بعد سن الخمسين بل وتتضاعف شدتها ثلاث مرات في المتوسط ويحدث ذلك غالبا بسبب ترك بقية أفراد الأسرة للمنزل والذين كانوا يقاومون ذلك التكدس وذلك إما بسبب تغيير مكان إقامتهم أو بسبب وفاة البعض الأخر.
معدل الانتشار: من 2٪ إلى 5٪ لدى البالغين في بلدان العالم الأول، ولكن ربما تصل نسبة المرض في بلدان العالم الثالث إلى 15% وذلك بسبب التقدير المبالغ فيه لقيمة الأشياء في العموم وذلك لصعوبة الحصول عليها في تلك البلدان.
ونسبة الإصابة في الذكور ضعف الإناث وان كانت معظم الدراسات العلمية تتناول الإناث وذلك لإنكار معظم الذكور لأصابتهم بالمرض وذلك على عكس الإناث.
الاضطرابات النفسية الأخرى المصاحبة للمرض: الاكتئاب والقلق، واضطرابات التغذية، واضطراب الوسواس القهري (OCD) واضطراب طيف التوحد (ASD) و/أو اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط ADHD. وإدمان الكحوليات وسمات جنون العظمة والفصام والتجنب.
الفرق بين التجميع للأشياء (مثال جامعي التحف أو العملات أو الطوابع) والتكدس:
قد يبدو التجميع والتكدس متشابهين، ولكن هناك خصائص متميزة تميز السلوكيات لكلا الحالتين. فالتجميع هو هواية غالبا ما تنطوي على البحث المستهدف واكتساب عناصر محددة تشكل - على الأقل من منظور المجتمع -
١) زيادة في قيمة الأشياء المجمعة خاصة عند دمجها مع عناصر أخرى مماثلة. وذلك على النقيض من التكدس فهو في العادة عشوائيا وينطوي على الحصول على أشياء شائعة وليس لها قيمة أو مغزى خاص للشخص الذي يجمع مثل هذه العناصر بكميات كبيرة.
٢) التجميع للأشياء يحرص على تنظيمها وعرضها بشكل جيد.
بينما التكدس يحدث بشكل غير منتظم وعشوائي.
ملاحظة: أحيانا وبسبب تقدم العمر أو ضعف الحالة العقلية أو اضطراب الشؤون المالية يؤدي ذلك سقوط بعض هواة التجميع في حالة التكدس القهري..
توجد مؤسسة خيرية في المملكة المتحدة تسمى Hoarding UK تؤكد على أن الناس لديهم أفكار مختلفة جدا حول ما يعنيه أن يكون لديك منزل مزدحم. فبالنسبة للبعض، تشكل كومة صغيرة من الأشياء في زاوية غرفة مرتبة جيدا فوضى خطيرة.
أما بالنسبة للآخرين، فهم لا يتنبهون للتكدس إلا عندما تكون المسارات في المنزل ضيقة وهناك صعوبة في المرور عبر الأروقة وفي داخل الغرف، وتقوم المؤسسة بتسجيل الفوضى. لضمان إحساس دقيق بمشكلة الفوضى وتشجيع الناس على الحصول على الدعم، يستخدم Hoarding صور الغرف في مراحل مختلفة من الفوضى - من خالية تماما من الفوضى إلى الفوضى الشديدة جدا
مشاكل ومضاعفات التكدس القهري:
١) يشكل التكدس خطرا على الصحة العامة لأنه يمثل وسطا ملائما لنمو الجراثيم بسبب سوء التهوية للأشياء.
٢) الأضرار بسلامة المكان فمثلا عند حدوث حرائق أو غمر بالمياه يصعب التعامل السريع مع الحدث وفي الحالات القصوى يصعب إخراج الأشخاص من وسط زحام الأشياء.
٣) كما انه المرض يقلل من مقدرة التواصل الاجتماعي مع الآخرين بسبب عدم ملائمة المكان للزيارات والخجل من استقدام أخرين.
ولقد أصبح موضوع التكدس القهري موضوعا هاما في وسائل الإعلام الغربية واليابانية. وفي اليابان تعرف بيوت التكدس "بقصور القمامة " .
ملحوظة هامة. برغم أن التكدس هو نوع من الوسواس القهري فإن غالبية المكتنزين لا تظهر عليهم أعراض الوسواس القهري. ولا يستجيبون للأولوية الخاصة بعلاج الوسواس القهري.
العلاج: العلاج الأساسي لهذا المرض هو تغيير الإدراك المعرفي CBT .
١) محاولة اكتشاف ما يدفع المريض على التكدس والتعامل مع تلك الأسباب ثم الاتفاق معه على الاحتفاظ بعدد محدود من كل نوع من الأشياء يقوم هو باختيارها مع التخلص التدريجي من الأشياء الزائدة بموافقة وليس بالإجبار وذلك هام جدا
وفي العموم فقد لوحظ أن التبرع بالأشياء الزائدة يكون أكثر راحة للمريض من مجرد التخلص من الأشياء المكدسة بإلقائها في سلال القمامة.
٢) تعلم المريض لتنظيم الممتلكات وترتيبها من أجل تحديد ما يجب التخلص منه.
٣) تطوير مهارات صنع القرار للمريض.
٤) التعود على ترتيب المنزل ويتم ذلك أثناء الزيارات المنزلية من قبل معالج أو منظم محترف.
٥) اكتساب مهارات الاسترخاء وتنفيذها.
٦) حضور العلاج العائلي و/أو الجماعي.
٧) أن يتقبل المريض تجربة الاستشفاء النفسي إذا كان التكدس خطيرا.
٨) القيام بزيارات واستشارات دورية للحفاظ على نمط حياة صحي.
