ملخص رحلة السائح ف مصر

يمر السائح المصري بالعديد من المواقف السخيفة والتي تجعله للأسف لا يكرر رحلته إلى مصر ثانية، والعجيب إن الكل يعلم ذلك، ومع ذلك لا حياة لمن تنادي، الحكومة على علم بكل السخافات التي بدورها تدفع السائح إلى عدم العودة إلى مصر ثانية وعدم ترشيح مصر لأصدقائه للزيارة.
وسأتناول في السطور القليلة القادمة بعض الأسباب في عجالة لإلقاء الضوء على تلك الأسباب، لعل وعسى من يلتفت إليهم، ويحاول تخليص السياحة في مصر من براثنهم.
أولا: المرشد السياحي والهداية
لا يكفي المرشد السياحي بالقيام بدوره الوظيفي من تعريف السائحين بتاريخ الآثار دون تعليق منه، ويراعي "لقمة عشه"، بل لابد أن يضيف البهارات إلى "الطبخة" بدعوتهم للإسلام.
فهل رأيت عزيزي القارئ شيئا مثل هذا؟ ... هل زرت في يوم برج إيفل أو قوس النصر بفرنسا أو متاحف لندن ودعاك أحدهم وبشرك بالمسيحية؟!، انه اقل ما يقال عنه انه "عبث ممنهج".
ليس ذلك فحسب فمن الممكن أن يجعل السائح يردد وراءه الشهادتين باللغة العربية التي لا يفهمها بالطبع، ويفهمه المرشد إنها جملة مشهورة في مصر أو جملة ترحيبية.. أو لها علاقة بالفراعنة.. فقط من أن اجل ينطقها ويصورها فيديو، ولا اعلم يبيع هذ الفيديو لمن، ولا استبعد بيعه لشيوخ الاسلمة.
ثانيا: التحرش بالسائحات
حدث ولا حرج عن المتحرشين بالمصريين بالسائحات، وكأنهن مستبيحات فقط لملابسهم القصيرة أو الضيقة من وجهة نظر المصريين.
الأمر لا يخلو من المعاكسات بالكلمات البذيئة والاقتراب جدا من الجسد، وهذا ما نشاهده دوما، على مسمع ومرأى وموافقة ضمنية من المرشد السياحي وأحيانا من عربة الشرطة التي تحرسهم، الجميع يسمح بذلك بسلبيته وكأنهم يقولون لهم "تستاهلوا"، بدلا من المحافظة عليهم لأنها من أساسيات المحافظة على لقمة عيشه.
انتهاءا بالتصريح العلني بالمعاشرة الجنسية التي رجت صفحات السوشيال ميديا من سائق اوبر الذي ساوم السائحة الأسيوية عن نفسها.
ثالثا: الشحاتين
ولن أطيل في السرد فالكل يعرف اللزوجة والإصرار الذين يمارسونه الشحاتون في مصر، رغم أن هناك آلاف الأسر المحتاجة التي تعف عن مد اليد.
وهؤلاء الشحاتون مختلفون قليلون فهم يرددون "جف مى وان دولار" أي اعطينى دولارا واحدا وهم يعلمون أن إلحاحهم سيأتي بنتائجه، فالإلحاح الواحد يعنى 50 جنيها في جيبه، ويقوم الشحات بغمز زميله الشحات الأخر أن هذا السائح أعطاني فيكرر نفس الأسطوانة ليأخذ منه هو الأخر دولار.. وهلم جرا... في استنزاف وقح لجيب السائح.
رابعا: المتاحف.. ووقت الصلاة
أيعقل أن يقف السائح طابورا طويلا ليقطع تذكرة زيارة للمتحف، وإن صادف ذلك وقت صلاة الظهر يقوم موظف الشباك بغلق شباك التذاكر في وجه السائحين وقت الصلاة وعليهم أن ينتظروه حتى ينهى صلاته ليعطيهم التذاكر، في صورة أقبح ما يكون ونافرة للسياحة، وإن ضغطت على هذا الموظف تجده يتعمد هذا النهج أيضا من باب الهداية وليس من باب الصلاة والتعبد، أو من باب انهم يزورون أصناما.
فإن كنت أيها الموظف لا تؤمن بأهمية المتحف الذي تعمل به بالنسبة لبلدك ولا تهتم بتاريخ بلادك العتيق الممتد لآلاف السنين، فلماذا تصر على العمل في هذا المكان وتخسرنا الكثير من السائحين بتلك التصرفات المشينة.
وأخيرا لكي الله يا مصر.. ففي ظل التغييرات والتحديات التي تواجهها مصر، لا يبقى لنا إلا السياحة فعلينا النظر إليها بعين أكثر اهتماما من ذلك... لكِ الله يا مصر!