The Betrayal, How Politicians Lose Their Social Responsibility البدء في تطبيق قوانين العمل الجديدة في كندا حزب كتلة كيبيك يعلن عن دعمه لــ ”ترودو” والليبيراليين بعد الانسحاب من اتفاقية الثقة مع الليبيراليين …سينغ يجتمع مع حزبه لوضع خطة المرحلة المقبلة ترودو يواجه أعضاء حزبه لأول مرة في بريتش كولومبيا طيران كندا تستعد لتعليق عملياتها بسبب إضراب الطيارين رئيس وزراء فرنسا الجديد في ورطة وتهديدات برلمانية بسحب الثقة.. ماذا يحدث بباريس؟ الانتخابات الرئاسية في تونس: مرشحان فقط في مواجهة قيس سعيد... أحدهما مسجون مفاجأة: نتنياهو يرفض وساطة مصر في المفاوضات.. والقاهرة تدرس سحب سفيرها تعديلات قانون الإجراءات الجنائية يشعل الغضب في مصر أسلحة مصرية في الصومال... هل اقتربت المواجهة مع إثيوبيا؟ صيف 2024 كان الأكثر حرارة على الإطلاق على الأرض

دولا أندراوس تكتب: الكابوس

في منتصف الليل أيقظني شعور غامض بأن هناك من يراقبني...بصعوبة شديدة فتحت عيني لأرى في الظلام شبح ابنتي الصغيرة واقفه تجاهي تحملق فيّ في صمت. سألتها وكلي قلق: "ماذا جري هل بك شئ؟" فأجابت بوهن: "أنا خائفة!".. استجمعت قواي ونفضت عني الغطاء ناهضة معها في إستسلام موقنةً بأن الليلة ضربت ومودعةً حلم النوم الجميل. اصطحبتها إلى غرفتها وأنا أحاول أن أطمئنها بأنه ليس هناك ما يدعو للخوف فالعفاريت والأشباح لاتوجد إلا في الأفلام وخيال الأطفال الصغار. ولكن لم يبد عليها أنها كانت تسمع ما أقول أو تعبأ به، كان كل همها أن أبقي معها وألا أدع يدها الصغيرة تفلت من يدي ما اضطرني أخيراً لأن استسلم لرغبتها وأقضي الليلة معها عسي أن يُذهب ذلك من مخاوفها. دلفت معها إلى فرشها البارد، وأخذتها في حضني حتى شعرت بأنفاسها تلفح وجهي ثم أخذت أربت عليها في حنان إلي أن هدأت ونامت. حاولت أن أنام أنا أيضاً غير أني لم استطع فلقد داهمتني الأفكار كعادتها في الليالي الساهدة فأيقظت عقلي وجنحت به في كل إتجاه. وبطبيعة الحال كان الخوف هو أول ما انصب عليه تفكيري. الخوف شعور إيجابي في حياة الإنسان لأنه -حسب رأي خبراء الصحة النفسية- يعتبر صمام الأمان الذي يقوم بتحذير الإنسان من وجود خطر ما يهدد الجسم فيدفعه لأن يتجاوب بسلسلة من التغييرات الفسيولوجية التي من شأنها مساعدة الإنسان على التعامل مع الخطر الوشيك سواء بالهرب منه أو مواجهته. ونحن نتعلم مواجهة المخاوف بالخبرة ولذلك فإن الأطفال في سنوات الطفولة المبكرة وكنتيجة لخبرتهم الضئيلة في الحياة، يفزعون من كثير مما يدور حولهم. يخافون من الأصوات العالية، والرعد، والظلام، والحيوانات، والغول، والعفاريت، والأماكن المرتفعة والمستشفيات وضباط الشرطة ورجال الدين. وقد يكون من الطبيعي أن تتبدد هذه المخاوف مع التقدم في العمر واكتساب خبرة التعامل معها ومواجهتها ولكن من المؤسف حقا أن هذه الخبرات عادة ما تأتي بنتائج عكسية في مجتمعاتنا العربية وتتسبب في مضاعفة مخاوفنا بدلاً من ازالتها وتشتيتها. الدليل علي ذلك هو اننا مازلنا نخاف الاشياء عينها التي كنا نخافها ونحن صغار مع إختلاف الأسباب. نخاف الأماكن المرتفعة لانها قد تكون مغشوشة الأساس فتتهاوى بنا، ونخاف المستشفيات لأننا نخرج منها -إذا قدر لنا الخروج- أكثر علةً ومرضا مما دخلناها، ونخاف رجال الدين الذين لا هم لهم سوى إصدار الفتاوي التي توغر الصدور وتثير الكراهية والاحقاد، ونخاف ضباط الشرطة المرضى بشهوة الهيمنة والتسلط. ونخاف الاصوات العالية التي تعلو على صوت الحق وتشوش على العدالة، نخاف أناساً لم يحتفظوا من انسانيتهم سوى بالاجساد فشابهوا الحيوانات في الوحشية والهمجية، نخاف طيور الظلام وغول التعصب وعفاريت السلطة. فإن كنا نحن المسؤولين عن تبديد مخاوف أطفالنا وطمأنتهم، من أين لنا بمن يبدد مخاوفنا ويطمئننا.. لقد اختلفت الأعمار والخوف واحد.