A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

ابرام مقار يكتب: أحمد و مريم

"أحمد محمد الحسن" .. أمريكي من أصل سوداني، طالب بمدرسة "ماك أرثر"، بمدينة أير فنج، بولاية تكساس الأمريكية، أثناء جلوسه بالفصل الدراسي، رن جرس الساعة فجأة وهي داخل حقيبته، فأقبلت إليه مُعلمته لتري مصدر الرنين، وهالها شكل الساعة وما فيها من أشرطة ووصلات، فشكت أن تكون قنبلة من التي يُحزم الأنتحاريون بها أنفسهم، فجريت مسرعةً وأخبرت إدارة المدرسة، ليأتي رجال مكافحة الأرهاب ويتم إستجواب "أحمد" وتفتيش أغراضه والتحقق من بصماته وغيرها من الأجراءات، لمدة 5 ساعات بأحدي غرف المدرسة حتي تم التأكد من أنها ساعة أخترعها هذا الطالب ، وتم الأفراج عنه بعدما تأكدوا من برائته ... والأهم هو ما حدث بعد ذلك، حيث إنتفض المجتمع الأمريكي بأكمله من أجل هذا المخترع الصغير حينما شعروا أنه تعرض لظلم، وتم تدشين هاشتاج علي مواقع التواصل الإجتماعي، "أنا أتضامن مع أحمد" ، "#IStandwithAhmed" والذي أكتظ بأكثر من مليون تغريدة علي تويتر فقط خلال ساعات ، وكتب الرئيس الأمريكي علي صفحته يقول : "ساعة رائعة يا أحمد ، هل ترغب بإحضارها إلي البيت الأبيض؟ علينا تشجيع المزيد من الأطفال أمثالك علي حب العلم، هذا ما يجعل أمريكا عظيمة"، بينما كتبت مرشحة الرئاسة "هيلاري كلينتون" : "الأفتراضات والمخاوف لن تجعلنا أمنين بل بالعكس ، يا أحمد، أبق علي حب الأستطلاع وواصل البناء" ، وأيد الملياردير الشاب، "مارك زوكربيرج" مؤسس فيسبوك الطالب أحمد، ووجه له دعوة لزيارة الشركة بسان فرانسيسكو، حيث كتب يقول : "“إن إمتلاكك الموهبة والطموح لبناء شيء جيد، يستحق التصفيق وليس القبض كالمجرمين. فالمستقبل هو ملك لمن هم مثل أحمد .. أحمد، إذا كنت تريد في أي وقت المجيء إلي فيسبوك، فسأكون مرحباً بلقائك، استمر في البناء". وإستكمالاً للحملة التضامنية، خرج "جوش ارنست" ليقول للاعلام أن "أحمد" سيشارك علماء ورواد فضاء في زيارة للبيت الأبيض من خلال دعوة من الرئيس الأمريكي له الشهر القادم. كما وجه موقع "جوجل"، الدعوة للطالب ليشارك في أحد معارضه الهامة، وارسلت إليه شركة "ميكروسوفت" مجموعة من الهدايا القيمةً تعبيراً عن تضامنهم معه ... "مريم ملاك ذكري" .. مصرية أباً عن جد، طالبة بمدرسة "صفط الخمار" بقرية صفط الشرقية، محافظة المنيا، طالبة متفوقة، حصلت علي 96 بالمائة في الصف الأول الثانوي ، وحصلت علي 98 بالمائة في الصف الثاني الثانوي ، وحصلت علي "صفر" في الصف الثالث الثانوي في مشهد غريب وغير معقول، وحينما أشتكت الطالبة المتفوقة ، وطعنت في الأوراق المنسوبة إليها، خرج وزير التعليم بعد تقديم الشكوي بساعات ليقول : أنه تم التأكد من مشابهة خط مريم للخط الموجود في أوراق امتحاناتها ، وأنه من المستحيل أن يتم تبديل أوراق الاجابة الخاصة بطالب بأوراق اجابة طالب اخر ، كذلك من المستحيل التلاعب في أوراق الاجابة ، وانه سوف يتم اتخاذ اجراءات قانونية تجاه الطالبة للتشكيك بأمانة الكنترول والمصححين !!. رئيس الوزراء قابلها ولم يفعل أي شي !! ، رئيس الدولة لم يقل ولم يفعل !! ، أشهر جريدة مصرية كتبت مانشيت رئيسي بصفحتها الأولي "مريم مريضة نفسياً" !!.... هذا هو الفرق بين تلك البقعتين من العالم في الشرق والغرب ، هذا هو الفرق بين مجتمع يعرف قيمة العلم والعدل ، وأخر لا يعرف قيمة لهذا ولا ذاك، ، هذا هو الفرق بين مجتمع ودولة أنتفضت لطالب قضي خمس ساعات رهن التحقيق ، وأخر يصمت علي ظلم فتاة كانت تذاكر 15 ساعة يومياً علي مدي عام .. غداً تلحق مريم بمن سبقوها ، غدأ تنجح في مكان خارج حدود الوطن يُقدر تفوقها ، غداً نترجي زيارتها لمصر لساعات لتجري عمليات دقيقة نادرة .. وسيظل السؤال، لماذا نفعل بمريم هكذا ،، وبأنفسنا؟