أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات اختفاء فيروسات قاتلة قد تكون أكثر فتكاً من كورونا

ايفت صموئيل تكتب: سامح الله من أرضعنا ثقافة الاستعلاء و الاقصاء و هدانا جميعا سواء السبيل

شذرات حياتية سامح الله من أرضعنا ثقافة الاستعلاء و الاقصاء و هدانا جميعا سواء السبيل بحكم عمري الزمنى و تنوع اهتماماتي ، عشت خبرات عديدة ، بعضها سلبي و بعضها ليس فقط ايجابياً بل أيضا رائعاً فى تأثيره على شخصي و من اقتسمت معهم الخبرة على نحو ضاعف من تعرّفنا على بعضنا البعض و أضاف لحِرصنا على دوام التواصل . لكن اسمحوا لى أن أقصّ عليكم خبرتين لم يبرحا ذهني . الأولى : في عملي كمهندسة ، قدم علينا زميل فاضل من " الإسكان " ، ما لبث أن أصبح رئيسي المباشر . كان يمر علينا كل صباح رغم تباعُد مقار عملنا . بدأ بتوجيه النصح لي ألا أتناول طعام الافطار مع زملائي من الفنيين و العمال و هي عادة حرصت عليها بعد أن توثقت علاقتي بهم مهنيا و عائليا . لم أضجر منه .. لكنى استمريت . بعد فترة قصيرة ، بدأ يأتينى كل خميس بجريدة " عقيدتي " المعروفة بتوجُّهها التصنييفي .. و يطلب منى قراءة مقالات محددة لا تخلو من تجريح في المسيحيين و عقيدتهم ، و يأتي بعدها بنظرات المنتصر ليسألني عن انطباعي ، لم أغضب عليه يوما ، لكني أيضا لم أكتمه انطباعاتي و نقدي بموضوعية جمّة . تطور الأمر و بات زميلي هذا حريصاً على اعارتي الكتاب الشهري لمجمع البحوث الاسلامية و مراجعتى فيما قرأته .. و لاحت مشكلة د . نصر حامد أبو زيد و ارتفعت حرارة مناقشتنا حول آرائه ، فما كان منه إلا أن أحضر لي كتيب " الرد على مطاعن حامد أبو زيد " انتاج الأزهر ، و عاد ملتمساً اقتناعي بما جاء به .. أيضا ناقشته بكل صدق و موضوعية .. و كانت نهاية المطاف أن حضر يوماً يُعلِن اعجابه بمنطق تفكيري مُعلِّقاً " كل شئ فيكي جميل يا باشمهندسة ، إلا كونك مسيحية ، مش بتفكّري فى التحوّل للإسلام " ؟؟ ضحكت عالياً ، لا استخفافاً و انما اندهاشاً من جرأته و ما ذهب اليه , و رددت عليه : هل يستحقوا من ربّوني لأكون بشكل مثير لإعجابك .. أن أتحوّل عنهم ؟؟ صمت و ابتسم و انصرف .. و ظللنا ليس فقط زملاء و انما أصدقاء .. هو المهندس اسماعيل أحمد محمد رئيس الجمعيات الشرعية على مستوى محافظة المنيا و عددها 79 جمعية . كان كل قلقي دائماً ، مَن فِكره هكذا ، كيف يُربّي أجيالاً و يُشكِّل فكراً ؟؟ و ماذا نتوقع مِن المُنتَج ؟؟ التانية : صديق عزيز ، قال مُعبِّراً عن احترامه و تقديره و بنبرة لا تخلو من صدقٍ ، كيف لكي سيدتي ؟؟ تجمعين بين شكل المرأة و عقل الرجل .. أنتي رائعة حقاً . الحقيقة تألمت لكن لم أغضب منه ، هي ثقافتنا جميعا ، رجال و نساء .. قلت يا عزيزي ، أعرف أن الصورة النمطية عن المرأة فى الأذهان ، ليست فى صالح كلينا ، الرجل و المرأة .. ما أعرفه أيضا أن لكل منا بصمتِه الفكرية تماماً كبصمة أصابعنا .. تتميز مهما تشابهت .. لا الموضوع رجل أو امرأة و انما نشأة و تكوين و ممارسة و عيش خبرات و استخلاص تجارب . لماذا الآن أتذكر هذا و قد مرّ الزمان ؟؟ الحقيقة ، ظنّي ان هنا جِذر مُشكلتنا الحقيقية ، ثقافة الاستعلاء ، المسلم أفضل من المسيحي ، المسلم السُني أفضل من نظيره الشيعي ، المسيحي الأرثوذكسي أفضل من نظيره الكاثوليكي أو البروتستانتي ، الديني أفضل من اللاديني ، الرجل أفضل من المرأة ، الكبار أفضل من الشباب ، الثائر أفضل المصريين ... الخ لك أن تشعر أنك أفضل ، لكن حاذِر يا عزيزي / عزيزتي ، أن تشعر بأنك " الأفضل " ... و تظلّ رحلة التعلُّم مستمرة .