الفنان اسماعيل البلبيسى صاحب اغنية الغربه يعود للغناء بعد غياب ٢٠ سنه إلغاء الفلسفة وعودة الكتاتيب شكرا ... لمن ماتوا عن العالم ... ليمنحونا الحياة (1) السيد المسيح … صديقي الذي أحببته كما أحبه التلاميذ‎ قصة ”غير المولود أعمى”! لسنا عربا... ولسنا قبائل عُمر خورشيد.. ملِك الجيتار الخالِد هل سيتخلى ”اليهود” عن دعمهم التاريخي للحزب الديمقراطي‎؟! سمع هُس!! بين منهج الروحانية المسيحية وبين الصوم في المسيحية سياحة في فكر طبيب العطايا ... وأسئلة محيرة

نسرين عيسي تكتب: راسم السعادة

  أحياناً تقف أمام لوحة جميلة فيجذبك فيها خطوط الرسم وبراعته وأحياناً فكرة اللوحة وألوانها أو تتخيلها فى ركن من أركان بيتك لتضيف له قيمة وجمال ، ولكن عندما تؤثر فيك اللوحة المرسومه بشكل آخر وتجد نفسك دون أن تشعر تغوص معها فى عالمها الخاص وتفصلك عن واقعك المحيط بك وتنقلك لعالم من الضوء والألوان الزاهية ، والزهور وتبعث فيك إحساس غريب من الراحة والهدوء النفسى ، وترى النساء فيها والأطفال وكأنهم فاكهة وأزهاراً فى جنة الفردوس فأعلم وقتها أنك تقف أمام لوحة للفنان الفرنسي "أوجست رينوار " رائد المدرسة الأنطباعية . أجمل شئ فى الكاتبة والتحدث عن " رينوار" هو التفاؤل الذى تشعر به و تنقلك إليه رسوماته والتى تعكس شخصيته المتفائلة طوال الوقت على مدار حياته ، حتى فى أوقات ازماته لم يغضب لم ييأس لم يحزن فكان للحياة صاحب بمعنى الكلمة فسمى برسام السعادة. عاش رينوار حياة بوهيمية ، كأغلب فنانى عصره ولم تأتى له الثروة والشهرة إلا فى السنوات الآخيرة من عمره ، و فى بدايته لم يكن يستطيع مادياً شراء الفرش والألوان ، وكان يعمل رساماً فى مصنع للخزف وهو فى الثالثة عشر يرسم فوق الأواني الزهور و كان عمله هذا له فضل كبير فى إكتسابه خبره فى الضوء والألوان الزاهية التحق بعد ذلك بمدرسة الفنون وكان وقتها مذهب (المدرسة الواقعية ) هو المذهب السائد وكان طبيعياً ان يتبعه "رينوار" فى بداية حياته غير انه ما لبث أن أعلن تمرده عليه و قرر أن يعبر عن نفسه بطريقته من خلال فنه . إذا قررت أن تفهم وتتقرب لرسومات "رينوار " الخاصة بالمرأة ، فيجب عليك أولاً ان تغير نظرتك الدنيويه لجسدها والتى تتصارع الدراما التليفزيونية و السينمائية لتظهره بهذا الشكل الغرائزي ، وتبدأ فى استشعار الجمال والإحساس بقدرة الخالق فى إبداع هذا الجسد وأن ترقى بمشاعرك الدنيوية إلى مشاعر أسمى ، إذا وصلت إلى هذه المرحلة سوف تستمع برسومات "رينوار " الذى كان يعترف بحبه للجسد الأنثوي ورسمه ، ولا يعنى هذا انه كان يوما زئر نساء او مراوغاً ، وإنما يدرك جمال المرأة المجرد من أى غرائز ، متى وصلت لهذا المستوى من الشعور وقتها ستفهم وتشعر فوراً بضرباته الناعمة للفرشاة ولمحات شاعرية رقيقة أنيقة تفيض بحب مبدعها الجارف للحياة ولكل ماهو جميل بها والتى يمكن ان تراه بوضوح فى واحدة من اجمل اللوحات التى تعبر عن الجمال الأنثوي بكامل صوره وهى لوحة " المستحمات" من روائعه الفنية . كان " رينوار" ينفر من توظيف الفن لأغراض سياسية وأيدولوجية و حس بقوة أن الرسم ليس إلا للمتعة والنشوة . من أشهر رسوماته لوحة " الشقيقتان" التى أشاد بها النقاد ، و "رقصة الريف " وتقدر بما يزيد عن ١٠٠ مليون يورو اما لوحة "رقص فى مولان " التى كانت تقتنيها "بيتسى روزفلت " وهى الزوجة السابقة لأبن الرائيس الأمريكى الراحل "فرانكلين روزفلت" ،والتى كانت يقدر سعرها الأصلى بحوالي ٧٨٠١ مليون دولار وقامت ببيعها لأحد محبى اقتناء لوحات "رينوار "و يدعى "ايوى سايتو " بمبلغ ١٤٣٠٣ مليون دولار فى سنوات "رينوار " الآخيرة أصيب بالشلل ولازم كرسيه المتحرك و فى شيخوخته عجز عن الأمساك بالفرشاه فكان يثبتها فى معصم يده بشريط لاصق و يواصل الرسم بنهم وهو يشكر ربه لأنه لم يفقد بصره ، قمة فى التفاؤل حقاً ! وظل يرسم و لا يرسم غير السعادة ، وتوفى سنه ١٩١٩ وكان عمره ٧٩ سنه وكانت آخر كلمات قالها وهو ينظر إلى لوحة رسمها لباقة من شقائق النعمان : " الآن بدأت أفهم شئ ما " unnamed مجموعه من اعمال الفنان رينوار http://youtu.be/csKGPk_5EAI