2025: Reclaiming the Canada We Once Knew أول اتصال رسمي بين القاهرة والإدارة الجديدة في دمشق حضر هشام طلعت وعز.. وغاب ساويرس.. ما الذي جاء في لقاء مدبولي برجال الأعمال؟ مصر.. خلاف بين نقابة الأطباء والحكومة المصرية بسبب ”المسؤولية الطبية” بينهم مصري هارب.. تعيينات لمقاتلين عرب وأجانب في الجيش السوري الجديد قانون الإجراءات الجنائية.. البرلمان المصري يوافق على حالات تفتيش المنازل دون إذن هل السرطان عقاب إلهي؟ من يحدد مستقبل سورية: إعادة الإعمار واللاجئين والديمقراطية؟ ثقيلة هي ثياب الحملان! حلقة 2 هواجس بالية!! قصة التقويم الميلادي البراح العقلية الدينية المصرية المتحجرة‎

أيفت صموئيل تكتب: الدين و الدولة

أولاً ، الجانب المفاهيمي • بداية ، لنا أن نُعرِّف " الدين " لغةً و اصطلاحاً " الدين فى اللغة يُطلق على عدّة معان . الأول : المُلك و السلطان ، كما في قوله تعالى : " ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك " } يوسف : 76 { أي في مُلكِه و سُلطانه . الثاني : الطريقة ، كما في قوله تعالى : " لكم دينكم و لي دين " } الكافرون : 6 { . الثالث : الحكم ، كما في قوله تعالى : " و قاتلوهم حتى لا يكون فتنة و يكون الدين كله لله " } الأنفال : 39 { . الرابع : القانون الذي ارتضاه الله لعباده ، كما في قوله تعالى : " شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً " } الشورى : 13 { . الخامس : الذلّ و الخضوع ، يُقال : دان فلان لفلان أي خضع له و ذلّ . السادس : الجزاء ، كما في قوله تعالى : " مالك يوم الدين " أي يوم الجزاء . الدين اصطلاحاً : هو ما شرعه الله لعباده من أحكام . و الدين بالمعنى الشائع و المألوف هو جملة التشريعات الأدبية و الأخلاقية المُنظِّمة لعلاقة الإنسان بالإنسان و علاقته بالخالق . • الدولة استطاع د. طعيمة الجرف أن يحصي 145 تعريفاً مختلفاً للدولة ، أشهرها تعريف Kaplen & Lesswell الدولة هي جماعة اقليمية ذات سيادة و هو تعريف يبين أركان الدولة : شعب ، إقليم / أرض ، حكومة ذات سيادة داخلية و خارجية ، مُستمدّة من عقد اجتماعي بين مواطنيها . من ثمّ ، الدولة كائن اعتباري لا دين له .. جمعي يسع مواطنيه جميعاًعلى اختلافهم و تنوّعهم ، يتعامل معهم على أرضية المواطنة غير المنقوصة . بين الدين و الدولة مُفارقات شتى . للوهلة الأولي ، الدين و من ثمّ اعتناقه و الإيمان بمقتضاه ليس إلا علاقة شخصية ، شديدة الخصوصية بين المؤمن و ربّه . ينطبق هذا على كل الأديان ، ابراهيمية أو وضعية .. إلا أني سأخصّص حديثي هنا عن الابراهيمية منها ، أولاً لأنها الأكثر ذيوعاً فى منطقتنا ، و ثانياً ، لأنها الأكثر حساسيةً و إثارة للخصومة ، سواء بين مذاهب الواحد منها ، أو بين معتنقي إحدها و من سواهم . تتسّم الأديان بالطابع الاستعلائي بل الإقصائي ، و من ثمّ يتسم أتباعها بـ " انتفاخ الذات و رفض التعددية " . و يكفي أن نتذكَّر : شعب الله المختار ، من آمن و اعتمد خلُصَ و من لم يؤمن يُدن ، و من يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبَل منه و هو في الآخرة من الخاسرين . فيما طابع الدولة جماعي أو هكذا ما ينبغي أن يكون . الدين / الإيمان ، تسليم بما هو خارج نطاق العقل و الإدراك ، مُترجَم لممارسات طقسية من صلاة و صوم و .. إلخ ، و أفعال خيّرة فى طبيعتها . نصوصه ماضوية مقدّسة سواء مع فكرة التنزيل ( القرآن الكريم ) أو الكتابة بالوحي الالهي ( الكتاب المقدس ) . بينما الدولة ، مسيرة ممتدة فى التاريخ ، متغيّرة ، تنتهج الأسلوب العلمي و تعتمد نتائجه و تتعدّل وفقاً للتغيرات المعرفية . في الدين ، ليس فقط النصّ مقدّس ، بل أيضاً اجتهادات فقهية لأشخاص عاشوا زماناً و ثقافة مغايرة ، تفصلنا عنهم قروناً .. و كأن الزمان توقف عندهم ... فى الدين و به قُسِّمت الناس إلى مؤمن و كافر و الكافر ليس منا ، أو يهتدي ، أو نُذهبه للنار .. سادت عصمة العقيدة وهي في حقيقة الأمر عصمة القابضين عليها . هذا ، بالرغم من أن في المعتقد الواحد و المذهب الواحد ، اتفق الشيخ محمد بن عبد الوهاب مع الإمام أحمد ابن حنبل السابق له بـ تسعة قرون تقريباً .. في الزهد السياسي ، و اختلف معه في علاقة رجل الدين أو الفقيه بالسلطة . و اختلفت رؤية الإمام الشافعي و إطروحاته فى العراق عنها حين قدم لمصر . فالاختلاف ليس بين الأفراد بعضهم مع بعض فحسب ، و انما اختلاف البيئة و الظرف و التجربة يطوّر من رؤية الفرد ذاته و قراءته لذات النصوص ... نختلف أيضا في رؤانا طبقاً لمرجعيتنا الذهنية ، دينية صرف أم علمية صرف أم مزيج منهما يميل للتوفيق بين الرؤيتين . الدين في مجتمعاتنا إرث مُلزِم ، تبديله قد يكلّف المرء حياته .. و الاستغراق في القديم يمنع الجديد و التجديد بل و يستبيح دماء من يجرؤ على المحاولة . من ثمّ لا حديث هنا عن اعمال العقل أو ممارسة حرية الاعتقاد .. الدين في ثقافتنا ، و دون أدنى مواربة ، شكل فجّ من أشكال العبودية القائمة على الخوف و الترهيب .. لا يخلو من أمثولات سحرية ، تفترض قدرته على الردّ على كل التساؤلات و حلّ جميع المشكلات . لذا فصباغة الدولة باللون الديني يطرح تساؤلاً .. هل نحن أمام شريعة تخصّ أم قانون يعُمّ ؟؟ الدين باعتباره علاقة المخلوق بالخالق ، غير قابل للمأسسة و ان كان فى مجتمعاتنا ليس هكذا. بعكس الدولة القائمة على النظام المؤسسي . لا يغيب عن الأذهان ان كثير من أنظمة الحكم مارست مأسسة الدين و استندت اليه كنوع من الهندسة الاجتماعية للتقسيم و التصنيف و لاقى هذا ارتياحا و ترحيبا من محبي السلطة و الساعين لها . من يؤسس الدولة على الدين يؤسس لحروب طويلة الأمد ، مستترة أو ظاهرة ، بينما من يبني الدولة على المواطن الفرد يوفر امكانية أن تصير الدولة مُحرّرة من كل ما يعيقها . فى الدول ذات الدين الفردي ، يرتقي الانسان مراحل متقدمة عن تلك التى تعتمد منظور " الدين الجماعي " . يتطلب الأمر إذن عقدا اجتماعيا لبناء الدولة مؤسساً على المواطن الفرد و الدولة دون وساطة بينهما ، يعتمد الأمر على وعي غير السائد ، يتطلب هذا بالقطع جهداً و نضالاً يبدأ بالنخب الثقافية و السياسية . المطلوب أيضاً ليس قهر الأقليات أو الفئات المهمشة أو تذويبها و انما تحويل الأكثرية و الأقلية إلى مواطنين أفراد لا حواجز بينهم و بين الدولة .. وقتها فقط ، يتساوى الجميع فى الحقوق و الواجبات . البعض قد يرى أن هذا الأمر ممكناً بالقوة .. قوة الدولة .. لكن ظنّي انه من غير المستساغ و إلا عدنا للمربع صفر . يلزمنا وقتاً أطول و لكن من الجيد أن يتم هذا بمسيرة لإذكاء الوعي و تعديل فى سياسة الدولة و الفرد معا . نحتاج لكثير من الابداع و تجاوز ما بلى من السائد .. و لا خوف من اسقاط الدين من الهوية الجماعية للدولة ، هذا ان اعترفنا أولاً .. بأن الدين بالأساس تجربة فردية و إذا كان سعينا الدءووب صوب "الايمان الحقيقي و ليس الإتباع الناجم عن الإرث العقائدي المُلزِم "