ماجي ماجد الراهب تكتب: المنطقة الرمادية ...!
منذ عدة أيام كنت أستمع إلي تدريب عن تنمية المهارات البشريه وأثناء إصغائي لمراحل التدريب ترددت في ذهني صورة قد تكون واضحه في بعض الأحيان في حياتنا او غامضه فوجودها يتوقف علي مدي بعدنا أو اقترابنا من واقع كل إنسان منا علي حدي او علي المساحة المتاحة من المعايير التي يضعها المجتمع والعادات والتقاليد التي لايمكن ان نتنصل يضمن وجودها وان كانت في معظم الأحيان تُضيق علينا قدرتنا علي الحركة والأنطلاق .
عندما كنتُ في فترة الدراسة الجامعية كنتُ أدرس الفلسفة الأخلاقيه عبر العصور تكلم الفيلسوف العظيم عن قاعدة تدعي : الوسط الذهبي والتي تعتمد في فكرتها علي ان كل شيء يمتلك منطقة وسطيه معينه وعلي سبيل المثال أن الشجاعة وسط بين الجبن والتهور ولكن هناك نقطة أريد إيضاحها ليس ما أقصده هنا هو ان نمسك العصا من منتصفها إنما ما أريد إيضاحه ان كلاً منا يمتاز بمساحة رمادية خاصة به بمعني ادق انه من الممكن ان يكون الواقع والمجتمع محدد بأفكار معينه او مُسيج من خلال اعراف وتقاليد مختلفه فلايمكن ان تكون الحياة دائماً رقعة بيضاء وآخري سوداء هناك مساحة للحركة هناك مجال للتجدد خارج هذا الأطار ليست كل الأشياء يجب ان تتم داخل الصندوق .
ان حرية الوجود اولاً تبدا من تلك الرقعة الرماديه المختلفة والتي تكسر الروتين والحدود المتاحة فقط هي من تستطيع ان تخلق عالم موازي وليس مفارق فالعالم الموازي يستطيع ان يمد الواقع دائماً بالدماء الجديده وان يعطي مساحة للخروج بكل ما هو مغاير للروتين والتقليدي وحرية الواقع أيضاً تبدأ بأحترام تلك المساحه الخاصه بكل إنسان علي حدي التكيف ليس مسؤولية الفرد تجاه مجتمعه فحسب بل مسؤولية المجتمع تجاه الفرد ايضاً .
المنطقة الرمادية ليست دعوة للشيء الفاتر او الذي ليس له ماهيه او هوية بل علي العكس تماماً انها منطقة تبعث علي البحث عن امكانية الوجود الخلاق بكل ما يحمله من رقي وإبداع جاد فأحرصوا علي تلك المنطقة في حياتكم جيداً