ابرام مقار يكتب: هل ينام شيخ الأزهر مطمئناً ؟!
في كندا وبحصولك علي شهادة الهندسة، ولقب مهندس محترف، "Professional Engineer" يصبح لديك التزام نحو سلامة الأفراد والمجتمع من حولك، لديك دور بما تحمله من علم في التقويم وإصلاح الأخطاء وفي التوعية لضمان سلامة الانسان وما يحيطه، تذكرت هذا الدور وأهميته حينما شاهدت وقرأت عن الحادث المروع أثناء إحتفال المسيحيين بعيد القيامة للغربيين في مارس الماضي بمتنزه "غولشان إقبال" بمدينة لاهور الباكستانية، مئات من القتلي والجرحي معظمهم من النساء والأطفال،، وأطفال يبحثون عن أبائهم ، ومشاهد اشلاء علي جدران المباني من حولها. ومع إعلان "جماعة الاحرار" التابعة لحركة طالبان الإسلامية، مسئوليتها عن هذا الهجوم الإنتحاري واقرارهم بأن المسيحيون كانوا الهدف، يصبح التساؤل ... "هل ينام شيخ الأزهر مطمئناً؟"، بماذا يشعر وهو يري أنتحاريون ومجرمون وقتلة، يرهقون أرواح أطفال ونساء وأبرياء إمتثالاً لنصوص وأحكام وقراءات، يُشرف الأزهر علي تدريسها في مصر وفي باكستان، ومن يذهب لباكستان يعرف حجم وقوة الأزهر هناك وتأثيره فيما تقوم بتعليمه، "المدارس" - وهو لفظ يُطلق في باكستان علي المؤسسات التعليمية التي تقوم بتعليم اللغة العربية والأحكام الشرعية - ، تلك المدراس التي تعتبرها الحكومة الباكستانية نفسها، المكان الرئيسي لقيادات التطرف والإرهاب، ومصدر لتفريخ المسلحين والمقاتلين، ومكاناً لنشر الأفكار والأيدولوجيات المتطرفة، بل وجدران تلك المدراس تحمل صوراً لقادة جماعة "طالبان" الإرهابيين ، وصوراً لـ "بن لادن". "هل ينام شيخ الأزهر مطمئناً ؟ ، وهو يعلم أن عمر عبد الرحمن والمسئول عن تفجيرات نيويورك، - والتي حصدت قتلي وجرجي قرابة الألف شخص، عام 1993 - والسجين الأن، هو أحد علماء الأزهر بعد أن إجتاز دراسته الثانوية وكلية أصول الدين وشهادة الماجستير بالأزهر. كذلك أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، كل معرفته عن الإسلام جاءت عبر جده "ربيع الظواهري"، والذي كان شيخ الجامع الأزهر لسنوات، هل يعلم شيخ الأزهر، أن جماعة "بوكو حرام" الإرهابية الوحشية والتي تخطف الفتيات الصغار من أهالهم وتقتل وتذبح وتحرق الجثث والأحياء، هل يعلم أن زعيمها هو الإرهابي، "أبو بكر شيكاو"، والذي أعلن مبايعته لأبي بكر البغدادي زعيم تنظيم "داعش"، هذا الإرهابي هو أحد خريجي جامعة الأزهر. بل حتي مؤسس جماعة الأخوان بنيجيريا، هو "أدم عبدالله الالوري"، والذي كان دارساً بالأزهر عام 1944 وكان تلميذ "حسن البنا" النجيب.
كفي دماء وقتل وارواح ودمار، وعلي شيخ الأزهر أن يقوم بدوره، بالفعل وليس بالكلام ، الأن وليس غداً ، وأن يراجع كل المصادر والتعليم والمعرفة التي تتلقاها تلك العقول، وكفي تعليماً عن قتل المختلف وبتر الأطراف ، وشواء العدو.