2025: Reclaiming the Canada We Once Knew أول اتصال رسمي بين القاهرة والإدارة الجديدة في دمشق حضر هشام طلعت وعز.. وغاب ساويرس.. ما الذي جاء في لقاء مدبولي برجال الأعمال؟ مصر.. خلاف بين نقابة الأطباء والحكومة المصرية بسبب ”المسؤولية الطبية” بينهم مصري هارب.. تعيينات لمقاتلين عرب وأجانب في الجيش السوري الجديد قانون الإجراءات الجنائية.. البرلمان المصري يوافق على حالات تفتيش المنازل دون إذن هل السرطان عقاب إلهي؟ من يحدد مستقبل سورية: إعادة الإعمار واللاجئين والديمقراطية؟ ثقيلة هي ثياب الحملان! حلقة 2 هواجس بالية!! قصة التقويم الميلادي البراح العقلية الدينية المصرية المتحجرة‎

ايفت صموئيل تكتب: بلوغ سنّ التقاعُد .. و لا انتظاره

أكتب في توقيت يفصلني عن سنّ التقاعد .. أيام . أعترف أني من فترة ليست بالقصيرة ، كنت مشغولة بالأمر ، متهيّبة اللحظة ، يمر أمامي شريط الذكريات .. حلوها و مُرّها . المشوار طويل و المحطات كثيرة ... وددتُ أن أشارككم بعضها في مجال حياتي العملية . كان أولها ، قبولي العمل بعد تخرجي 1978 ، كــ مُدرِّسة ابتدائي بالثانوية العامة في احدى قرى المنيا ، براتب صافي 13,5 جنيه .. علماً بأن المواصلة الوحيدة للقرية كانت سيارات الـ 1/2 نقل .. متخيلين ؟؟ و لأن ربنا كريم .. كريم قووووي ، تم تسويتنا بمؤهلاتنا بعد 3 شهور فقط و قفز الراتب الصافي إلى 27 جنيه . بكل المعايير ، كان عملي في جمعية الصعيد للتربية و التنمية ، فاتحة خير ، التدريس بحد ذاته ، مُتعة . التعامل مع أطفال الريف و اكتشاف تميز الكثيرين منهم رغم محدودية الفرص .. أضاف لي الكثير . غير أن الفرصة الأعظم كانت حين رشّحنى رئيس مجلس إدارة الجمعية فى نهاية العام الأول لعمل دبلوما في التربية . و دراسة العلوم الإنسانية ممتعة و كاشفة للنفس و الآخر ، خاصة إذا كان للدارس فضول و حب للمعرفة و قوة ملاحظة للسلوك الانساني .. و قدرة على التحليل و الربط . كانت الثانية ، حينما اخترت آسفةً عام 1982 ، تسلّم قرار تعييني بالقوى العاملة كـ مهندسة ، حيث المواعيد أكثر انتظاما و ملاءمة لسيدة تنتظر طفلها الأول . و بدأت معاناتي ، مهندسة صيانة بين مجموعة من الرجال ، عمال و فنيين . و لكم أن تتخيلوا ، معنى أن تترأس إمرأة فريق عمل رجالي 100 % في الصعيد . صعب جدا أن يعاملك الآخرون بحسب جنسك لا بحسب تخصصك أو حتى بوصفك إنسان تصادف كونه أنثى . أعرف أني بحكم تربيتي و تكويني ، مختلفة عن النموذج النسائي السائد .. و للاختلاف رافضيه و على المختلف ضريبة مستحقة . على سبيل المثال ، بطبيعتي مرِحة دون القبول بتجاوز .. جادة في عملي دون تعسف . و لم نعتد أن تجتمع الصفتان المرح و الجِديّة ، فما بالك ان اجتمعا في امرأة .. صعيدية ؟؟ لم أعط طوال حياتي العملية الممتدة طوال 38 عام ، جزاءا لأيٍ من العاملين معى .. و مع هذا حاسبت كل من حاول التجاوز في العلاقة الشخصية أو العمل .. اختلفنا و تشاكسنا ، انما حرصي على عدم الاضرار بأي منهم ، ساعد على نمو ارتباطنا في الاتجاه الايجابي ، خاصة و قد حرصت من الوهلة الأولى على تقوية علاقاتي العائلية مع معظمهم . المحطة الثالثة ، كانت في بداية السنوات العشر الأخيرة . تجرأت و رفضت إمرار تجاوزات رئيسي المباشر لصالح أحد المقاولين بشكل فجّ غير قانوني . رفعت الأمر لرئيس مجلس الإدارة .. فما كان منه إلا أن أصدر أمراً بنقلي من عمل استمر 25 عاما ، لموقع و نوعية عمل جديدين تماما . الشكل العام كان يشي بأنه عقاب / نقل تعسفي . قاومت بكل الطرق القانونية ، و كانت الإجابة النهائية ، نفذّي و بعد شهر ارجعي . و حدث . و مرة آخرى ، و بعد تجاوز الأزمة نفسياً .. بدأت أفحص عملي الجديد بعين الموضوعية .. كان بالفعل نقلة نوعية متميزة ، أضافت لي الكثير ، حتى أنه بعد شهور و في مناسبة خروج رئيس مجلس الإدارة للتقاعد ، دعاني مشكوراً لمكتبه و عرض عليّ إمكانية العودة لمكاني القديم إذا كنت مازلت راغبة في العودة . شكرته و اعترفت بأني أفضِّل موقعي الأخير . أمام شريط الذكريات ، اكتشفت اني استعرضه بسعادة بالغة ، رغم عثرات الطريق . حتى عثراته ، كانت محطات تهدئة لانطلاقة جديد و انجاز مُضاف . أشعر بالرضا و بإشباع نفسي لا سقف له رغم بعض المعاناة . أدين بالفضل لكثيرين فيما بلغت و أنجزت ، في مقدمتهم والداي ، راهبات القديس يوسف حيث كانت مرحلتي الابتدائية ، دير الآباء اليسوعيين بالمنيا .. بيتي التاني الذي عايشته مستفيدة من تعليمه و خدماته ثم مشاركة في تقديم التعليم و الخدمات . أشخاص ما أن يمروا بخاطري ، حتى يتجسد حضورهم أمامي و تتسلسل في ذهني نقاشاتنا و اختلافاتنا و ما طبعناه من أثر .. كلٍ منا في الآخر . أكنّ احتراماً و تقديراً خاصين لزوجي شريك المشوار ، لابني و ابنتي ، لمشاركتهم الواعية و تحملّهم ، كانوا بحق عند حسن الظنّ فيهم ، دعموني باجتهادهم بل بتفوّقهم .. أسرح و أنا أتخيّل ، لو أنهم خانوا توقّعي منهم و تعثروا دراسيا أو أخلاقياً .. ما كنت تحملت إخفاقات لم يخلُ طريقي منها ، ما كنت شعرت بمذاق لنجاحات الطريق مهما تعددت ، نجاحهم كان سر سعادتي و قوتي الدافعة لمزيد من النجاح . ألطف ما في الموضوع ، انه بتقدُّم العمر ، نمَت فيّ القُدرة على الهضم . صحيح ، لا تنقطع الأماني و الأحلام .. لكن لم تعُد آمالي مُعلَّقة على انتظارات ، قد تأتي و قد لا تأتي . ازرعُ وِدّاً حيثما حللتُ ، أحبُّ من كل قلبي ، أجنِّب نفسي مرارة الكُره أو الحقد قدر الاستطاعة ، اجتهد بقدر الإمكان ، أتواصل مع شرائح مجتمعية متنوعة ، أطرح أو أشارك في مبادرات جادة مهما بدت صغيرة و محدودة ، أستمتع باللحظة في حجمها ، لا أنتظر شيئاً ، لا أنتظر أحداً ، ما و من يأتي ، أهلاً به و مرحباً .. و ما و من لا يأت .. فلا غضب ، لا غِصّة أو مرارة .... في الحياة ما يستحقّ أن يُعاش دون تعقيدات . أشكر ربنا على كل ما و من مرّوا بي أو مررتُ بهم في رحلتي .