أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات اختفاء فيروسات قاتلة قد تكون أكثر فتكاً من كورونا

عبد المسيح يوسف يكتب: الكنيسة القبطية وقربان الوطنية المصرية

أثارت قضية السيدة سعاد ثابت بمحافظة المنيا، استياء كل إنسان، يتمتع بمواصفات الإنسان، لما مثله ما أفعال بعض البشر غير المسؤولين المتطرفين، من تجريس لها، وانتهاك لآدميتها. وكان لموقف نيافة الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا، الرافض للجلسات العرفية المنتهكة لحقوق الأقباط، تقدير كبير في مختلف الأوساط القبطية والمستنيرة المصرية، في ظل مطالبته بضرورة إعمال القانون، ليكون كل المصريين أمام سواء في الثواب والعقاب، رغم تهديدات قيادات محلية علي الأقباط للقبول بالجلسة العرفية. وهنا نوجه الشكر للسيدة عنايات، التي ساعدت الست سعاد ثابت، في ظل تجاذل رجال كثيرين. في هذا السياق، يتلمس المرء، في ظل الموقف الشجاع والوطني للأنبا مكاريوس، أن الكنيسة تلعب دورا محوريا في حياتنا روحيا ومعنويا. ولهذا تبرز أهمية الدور الإيجابي للكنيسة، وأهمية التوثيق الإعلامي لهذا الدور الإيجابي. وفي هذا المقام أشير إلى كاتدرائية سان مارك في مونتريال، والدور الكبير الذي تقوم به لتحقيق التوازن الروحي والمعنوي للعائلات القبطية، شأنها شأن بقية كنائسنا القبطية في المهجر. وتأسست عام 1967 في عهد قداسة البابا كيرلس السادس، وهي ثاني كنيسة قبطية في كندا أول كنيسة في الكيبيك. وجددت عام 1989 في عهد مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث. وهنا أشير إلى آباء الكاتدرائية، ومنهم أبونا بيشوي سعد، الذي يشعرك في كل سلوكياته، بأنه أحد الملائكة الحارسة لكاتدرائيتنا. أما أبونا ميخائيل عزيز، فهو تجسيد حقيقي لعقل الحكمة مخافة الله، فعنده تجد النصيحة الحياتية، وقبلها الإرشاد الروحي. أول من يستقبلك في المطار بنفسه، ويشعرك بأنك إبنه. تشكو إليه ضيقاتك، فيعضدك ويقويك، سواء كنت مهاجرا جديدا، أو لك سنوات طوال هنا. دائما وجهه منير وبشوش، يتعامل مع الجميع بأبوة حانية، وناصحة. أبونا فيكور نصر، هو القلب الحقيقي النابض بالحياة والإرشاد، أب روحي رزين، وصديق وقور للجميع. دينامو لا يتوقف عن التجوال وصنع الخيرات، يتعامل مع الجميع باحترام وأبوة، لا يتوان عن تنفيذ أي طلب يحتاج إليه أحد أبناء الكنيسة، وجوده يشعر الجميع بالارتياح، وتنفيذا للآية، أخرون يكونون أولون، فإن قدوم نيافة الأنبا إكلمندس، أسقف مونتريال وأوتاوا وشرق كندا، أثلج القلوب، وخفف من الأعباء الملقاة علي عاتق الآباء الكهنة، بعد أن أصبح لهم ولنا جميعا، آبا روحيا، يمنحنا جميعا الثقة والأمان في رشادة كل ما يتخذ من خطوات وقرارات، خاصة وأن مونتريال شرفت بأنها مقر نيافته. ونيافته أحد رهبان دير مار مينا العامر في صحراء مريوط. ويعرف عن نيافته المحبة الباذلة والتخطيط العملي انطلاقا من تكوينه الهندسي فضلا عن خدمته المثمرة في مدينة ليون الفرنسية. نجحت كاتدرائية مار مرقس في أن تقوم بتجديد طريقة التعامل مع أبنائها من الشعب، في مختلف المراحل العمرية، وأصبحت مار مرقس -في مدينة مونتريال أحد أهم مدن العالم المتقدم- ملجأَ لأبنائنا، يحققون فيها ذواتهم، ويستمتعون بحياتهم الروحية وتكوين الصداقات الإيجابية، في رعاية وإرشاد ورشادة مسؤولة من قبل الآباء الكهنة وأسرة الخدام. نعم نحن الآباء والأمهات، نشعر بالثقة والارتياح مع عشق أولادنا للكنيسة، لأنهم تمنحهم الثقة ونضج الشخصية. هذه الكنيسة المتجددة، المحافظة علي أسس المسيحية الأرثوذكسية، والمدعمة بالانفتاح المسؤول علي الحياة، لتنشئ جيلا مسؤولا وناجحا، مندمجا في مجتمعه الكندي والكيبيكي، وهو واقف علي الصخر. والكنيسة المصرية، تعد إحدى أقدم المؤسسات في الدولة المصرية، ومن أكثرها تماسكا وتناسقا. ولا يختلف الحال كثيرا بالنسبة للكنيسة المصرية هنا في كندا، التي تتنشر فيها بكثرة الكنائس، ولكنها كنائس تبحث عن شعب، في ظل هيمنة العلمانية علي الكنديين، بعد أن عانوا من ضغوط الكنيسة الكاثوليكية، وقيام الكيبيكيين بثورة الصمت La Révolution du silence، في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، حيث غلبت العلمانية على حضور الكنيسة الكاثوليكية، خلال تلك الحقبة، بسبب قيود فرضتها الكنيسة الكاثوليكية علي الأمة الكيبيكية، كان من بينها ضرورة الإنجاب بكثرة للأطفال بغض النظر عن الحالة الصحية للأم أو المستوى المعيشي للأسرة، لتحمل نفقات القادمين الجدد من الأطفال. ولأسباب عدة كانت النتيجة الشعور بالنفور. أما الكنيسة القبطية في كندا، وكذا كاتدرائية سان مارك في مونتريال، فإن كل يوم، وخاصة يوم الأحد تشعر أن الشعب القبطي يتهافت علي الذهاب للكنيسة، للحصول علي الراحة والطمأنينة، ولشحن بطارية الاحتياجات الروحية والمعنوية للأسبوع التالي، في سفينه يقودها مجموعة من الآباء الكهنة، يتمتعون بدرجة عالية من الأبوة الحانية والرشيدة. فعندما تكون في الكنيسة فأنت في بيتك، تجد آباء روحانيين ومحبين، وتجد المعارف والأصدقاء، فالكنيسة هنا مجال للثقة والإطمئنان والاقترا ب من الله، والأهم من ذلك مجال لتنشئة جيل المستقبل علي قيم الإيمان الصحيح والاندماج في المجمتع الكندي مع التأكيد علي أصالة الوطنية المصرية. هذا وطبيعة المجتمع الكندي السوية سياسيا وثقافيا ومجتمعيا، تساعد علي أن تلعب الكنيسة هذا الدور الجوهري. كانت الكنيسة دائما حصن أمان وإطمئنان لكل من يلجأ إليها في أدق اللحظات وأكثرها حرجا. وهذا هو حال 99% من المهاجرين الجدد. فالكنيسة بالنسبة لهم، هي فلك الخلاص، تقدم كل شئ، ولا تتنظر شئ، تنفيذا لوصية السيد المسيح من سألك فأعطه ولا ترده. ويتأكد هذا في كل المناسبات التي تحتاج فيها مصر لدعم الأقباط في بلاد المهجر ومنها كندا، فهم دائما يقفون خلف مصر، ويحملون شعار "تحيا مصر"، من أجل مصر لكل المصريين. ولهذا كان طبيعيا أن بوركت كندا بزيارة مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث وقداسة البابا تواضروس الثاني. ولأن الجالية القبطية في كندا، تعد إحدى أهم الجاليات وأكبرها في كندا بعد الصينيين والإيطاليين والإسبان القادمين من أمريكا اللاتينية، لذا فليس من المستغرب أن تكون مناسبات عيد الميلاد والقيامة، مناسبات يشارك فيها سفير وقنصل مصر في مونتريال وأوتاوا أو من يمثلهما علي المستوى الدبلوماسي للتأكيد علي تقدير مصر الرسمي، للدور الوطني للأقباط في المهجر، مثلما لا يتأخر أقباط مصر في كندا والمهجر عن دعم مصر. علي يقين من أن الدور العظيم الذي تقوم به كاتدرائية مار مرقس في مونتريال، يناظره أدوار كنائس سان جورج في الويست آيلند، وسانت ماري في لافال، وبقية كنائسنا القبطية في كل مدن كندا (أوتاوا وتورنتو ومسيسوجا وإمنتون وكالجاري وفانكوفر وغيرها من مدن كندا وبلاد المهجر، ولذا ولأننا لا نستطيع أن نشكر كل كنيسة على حدة، وكل آب كاهن علي حدة، فإننا نقول شكرا .. مار مرقس .. كاروز الديار المصرية، الذي نشر رسالة السيد المسيح في قلوبنا ووعقولنا ووجداننا.