ابرام مقار يكتب: خطاب للمشير السيسي
سيادة المشير عبد الفتاح السيسي
تحية طيبة وبعد...
ونحن في الساعات الأخيرة من شهر فبراير والذي هو نهاية الشهر الثامن بعد ثورة الثلاثين من يونيو، والتي لولا وقوف الجيش بجوار الشعب ما نجحت تلك الثورة. ولربما تحولت مصر الي ايران او افغانستان او الي سوريا علي افضل حال، وكان امامكم الاختيار بأن تنحازوا للسلطة، ووقتها كنتم ستسمعون "تسلم الايادي" - بنفس اللحن والكلمات - علي السنة الاخوان وتياراتهم والموالين لهم، لكنكم اخترتم الإنحياز للشعب في مشهد لن ينساه لكم التاريخ
أكتب اليك ونحن يمر علي بلادنا الحبيبة كارثة دستورية ومؤسسية، فمصر الان ليس بها حكومة وليس بها برلمان والرئيس الحالي "مؤقت"، وليس مطلوب منه اكثر مما يفعله، فهو قبل الثالث من يوليو الماضي كان مواطن مثلنا، وفرضت عليه المرحلة تلك المهمة الشاقة
سيادة المشير .. لقد استيقظنا يوم الاثنين الماضي علي جريمة بشعة ومقتل سبعة شباب أقباط - إستكمالاً لفاتورة 30 يونيو التي يدفعها الاقباط - بعد خطفهم من قبل ملثمين وربط اياديهم واعدامهم بالرصاص بسبب خلفيتهم الدينية، في تحدي سافر للدولة المصرية ولجيشها. ولكننا لم نجد سلطة تنفيذية او تشريعية لنتحدث معهم او نطالبهم برد إعتبار وهيبة الدولة والرد علي هذه المذبحة لمواطنين مصريين
سيادة المشير .. قد طالب الكثيرين بالانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية وقد كان، ولسان حالهم أن "الرئاسية اولاً" اي "السيسي اولاً"، ومضت الايام والاسابيع ونحن في انتظار أن تُعلن ترشيحك لمنصب رئيس الجمهورية من عدمه. ولكن طال الانتظار وطال الاعلام في المبالغة وفي رفع سقف "أحلام" المصريين مع المشير السيسي، بينما "الواقع" غاية في الصعوبة
وصار المصريين عُرضة لمختلف الإشاعات من صحف هنا وهناك، فصحف "السياسة الكويتية" و "الحياة اللندنية" و "التايم الامريكية" تؤكد ترشيحكم ، وفي نفس الوقت "الجزيرة السعودية" و"سفير اللبنانية" و "رويترز" تؤكد عدم ترشيحكم، وبين الاثنين هناك 94 مليون مصري في انتظار قراركم النهائي في وطن لا يحتمل انتظار بلا رئيس او مؤسسات تشريعية ربما حتي من قبل 25 يناير
سيادة المشير .. ربما تكون اخذتم القرار بالترشح للإنتخابات الرئاسية بعدما تأكدتم من برنامج انتخابي سيجد حلول للخلل الامني والاقتصادي والخدمي الذي تمر به البلاد
او ربما تكون قد قررتم العزوف عن الترشح لمنصب الرئاسة خوفاً من رد فعل بعض القوي الغربية والمرتبطة بعلاقات مع الاخوان. او خوفاً من أن تدخل القوات المسلحة طرفاً في المعركة السياسية ، او الشعور بثقل المسئولية بسبب وضع الشارع المصري والملئ الان بأضرابات الاطباء وعمال النقل العام وعمال النسيج وامناء الشرطة ، بالاضافة للانهيار الحادث بملف الامن والسياحة
او ربما اتخذتم قراراً بالتراجع عن الترشيح لمنصب الرئاسة ولو عن الاربع سنوات القادمة وتفكر في دعم مرشح اخر تجد فيه من الكفاءة والوطنية ما يناسب هذا الوطن
او .... أو ....
سيادة المشير .. قل لنا ما تفكر فيه وما تنويه، فالوضع لا يحتمل انتظاراً اكثر من ذلك ، فمصر في اشد الحاجة الي رئيس كفئ وبرلمان محترم في اقرب وقت ..... أحسبها واعقلها وتوكل ، ومهما كان قراركم سنقبل به!