6 قضايا على مائدة قمة العشرين 2024 محمد صلاح عايش بكتالوجه عودة شركة النصر للسيارات المصرية للعمل من جديد ”أوروبا” إلى الجحيم‎ بالحق تقول معنى حُريَّة المرأة أسطورة الملك الإله‎ أنا طفل وعمري خمسة وثمانون عاماً! (2) قدّم سيرتك الذاتية لتأكلها.. أغلى وجبة في البلاد تثير ضجة منع استخدام كلمة التنمر في المدارس استثمار 100 مليار دولار في مجال الذكاء الاصطناعي تطوير أول حارس إنقاذ بالذكاء الاصطناعي في الأنهار

ابرام مقار يكتب: من أمن العقاب أساء للأقباط .. جداً!

لي صديق كان يسير علي طريق سريع بمقاطعة أونتاريو الكندية، وتجاوز السرعة القصوي للطريق بـ 30 كم/ساعة، فأستوقفه ضابط البوليس لمخالفته السرعة المقررة، وحاول صديقي أن يعتذر عن هذا الفعل، ويُقدم المبررات بأنه كان يجب أن يقود مسرعاً لكي يلحق عمله في أقرب وقت لأمر هام لا يجب معه التأخر، وقال للضابط، "هذه أول مرة أتجاوز السرعة بهذا الشكل"، وهنا نظر إليه ظابط الشرطة قائلاً: " لا تقلق فأنا أعدك أنها ستكون أخر مرة "، وبالفعل، فقد تم سحب السيارة منه لمدة أسبوع ، ودفع عدة ألاف كغرامة ، بجانب عدة ألاف أخري، نتيجة زيادة قيمة التأمين علي السيارة علي مدي سنوات. ومن وقتها وهو دائماً يسير بسرعة أقل من المقررة فضلاً عن أنه يتابع كل القوانين المرورية الصادرة حتي لا يقع في أي مخالفة جديدة، وتحقق قول الضابط له أنه لن يجعله يفعلها مرة أخري. تذكرت تلك الواقعة الدالة علي قوة القانون ودوره في الردع وأهميته في عدم تكرار الخطأ، وأنا أتابع هذا الكم الأخير من حوادث الإعتداءات علي الأقباط في أماكن متفرقة في مصر و بدواعي مختلفة، فمن إشاعة بناء كنيسة علي قطعة أرض يملكها القبطي كامل مرزوق سمعان بالزاوية الحمراء في يونيو 1981 إلي إشاعة بناء كنيسة بمنزل بالعامرية يملكها القبطي نعيم عزيز في يونيو 2016، 35 عاماً منذ خطاب السادات بالبرلمان وحتي خطاب السيسي بالسمرات ولم نسمع سوي كلاماً ، 35 عاماً لم يتغير شئ. المشهد كما هو تماماً، نفس الأعتداءات علي الأقباط، نفس الهتافات العنصرية ضدهم، نفس دور الشرطة المتواطئ، نفس الضغوط لإرغام الأقباط علي قبول الصلح رغم أنفهم، نفس رغبة الدولة في أقرار حالة "اللاقانون". حالة نعيشها علي مدي ثلاث عقود ونصف وصفها أسقف المنيا الشجاع، الأنبا مكاريوس، بأنه لا تمر 10 أيام دون إعتداءات علي الاقباط، سواء بشكل جماعي ، أو بشكل فردي كما في حالات الإختطاف المتكررة لبالغين وقاصرات. علي مدي 35 عام تعاقب علي البلاد، أربعة رؤساء و ثورتين و ثلاثة دساتير ، وأنظمة رحلت وأنظمة حلت ، وأجيال ذهبت وأجيال اتت، ومازالت هناك ذات الرغبة لإطلاق جاني دون عقاب، والتي لا تقود فقط لضياع حقوق الضحايا الأقباط وشيوع فوضي ظلم المستضعفين، ولكن تعطي حافز للأخرين لتكرار الأفعال وتنفيس الغضب في الأقباط دون مسائلة، وكما يقول المثل "من أمن العقاب، أساء الأدب"، فهؤلاء أمنوا العقاب جداً ، فأساؤا الأدب جداً جداً. مازال لدينا بصيص الأمل في مصر ما بعد 30 يونيو، ونحتاج أن نتأكد من ثمة تغيير في الأحوال وليس في الأشخاص فقط ، نحتاج أن نتأكد أن الصراع كان لصالح مصر المدنية الحديثة، ضد الدولة الدينية الرجعية ولم يكن صراع علي السلطة بين القوي. مازال لدينا أمل أن يتجاوز كل من في الحكم الأن معسول الكلام إلي معقول الفعل.