The Parallel Societies Within... A Threat to Canada’s Unity المقاطعة... وجهاد الشيبسي كواليس ما قبل يوم الانتخابات الأمريكية من أنت لتحمى إيمان القوية الأرثوذكسية‎؟! متى جاء ابن الإنسان….!!! ابن الطاعة تحل عليه البركة القط... ذلكَ المخلوق المحبوب! ولكنها اختيارات إجبارية أنا طفل وعمري خمسة وثمانون عاماً!! هذا هو موعد تلقي إعانة الطفل الكندية القادمة حاكمة نيو برونزويك الليبيرالية هولت تؤدي اليمين الدستورية التحقيق في استخدام الذكاء الاصطناعي لزيادة أسعار الإيجار في كندا

دولا أندراوس تكتب: أزمة ثقة

لـ أبقراط -الملقب بأبي الطب- مقولة في تفسير الانفعال مفادها أن البشر لا ينزعجون من الأحداث ذاتها ولكن من تفسيراتهم لهذه الأحداث.. بمعني أن تحليلك لدوافع الحدث والقصد منه والنتائج المترتبة عليه هو ما قد يفزعك أو يسعدك أو يثير غضبك أو يحرك انفعالك لا الحدث نفسه. أما الحدث في حد ذاته فقد لا يعني لك أي شيء إذا قمت بتفسيره في ضوء ملابسات مغايرة. أسوق مثالا على كلامي الموقف الذي أثار حفيظة الكثيرين مؤخراً في ملتقى الشباب المسلم والمسيحي عندما أجبرت الفتيات المسيحيات المشاركات في المحاضرة الختامية التي يلقيها شيخ الأزهر على تغطية شعورهن. قوبل هذا الخبر برد فعل شعبي غاضب ومستاء لدرجة أن الجريدة التي نشرته قامت بحذفه على الفور من كل المواقع. فإذا قمنا بعقد مقارنة بسيطة بين هذا الموقف وموقف مشابه وليكن مثلاً زيارة الفاتيكان حيث يطلب من الزوار ارتداء قمصان طويلة الأكمام وزوج من السراويل الطويلة كدليل على احترام المكان ويكون على من أغفل الاستعداد ونسي أن يرتدي الزي المناسب، أن يقوم بشراء عباءة بلاستيكية تباع بالمزار ليفلها حول نفسه لتغطية الركبتين والكتفين. ولكن الناس الذين أغضبهم طلب الأزهر قد لا يجدون غضاضة في الاستجابة للشروط التي وضعتها إدارة السياحة في الفاتيكان. فما الذي أدى إلى هذا التباين الحاد في ردود الفعل تجاه الموقفين مع انهما يتشابهان إلى حد كبير؟ الإجابة  بمنتهي البساطة هي تباين رؤيتنا وتفسيرنا للحدثين. فالمسيحي العادي لا يخامره أدنى شك في أن السبب الحقيقي وراء الاجراء الفاتيكاني هو نفس السبب الذي تعلنه إدارة السياحة وهو احترام المعالم الدينية. أما بالنسبة للأزهر فالأمر يختلف، فبعد سنوات من العلاقات المتوترة بين الجانبين والاحتقان الطائفي الذي يغذيه الأزهر بشكل مباشر وغير مباشر سواء عن طريق مناهج تحض على العنف والطائفية، أو عن طريق اعتماد وجهات نظر تكفر غير المسلم وتنشر الكراهية وتبرر الطائفية وأعمال العنف ضد شركاء الوطن، أو عن طريق تخريج شيوخ يبثوا الكراهية والعنصرية على شاشات الفضائيات ومنابر الجوامع، بعد هذا التاريخ الطويل من نشر الكراهية والعنصرية، لم يعد المسيحيون يتوسمون خيرا في النوايا غير الطيبة للشيخ الطيب وأصبح هناك شك  في أن الأسباب الحقيقية وراء المواقف التي يتخذها الأزهر تختلف تماما عن الأسباب المعلنة. ولربما كان السبب الحقيقي وراء هذا الطلب هو إذلال المسيحي والاستعلاء الديني وفرض مناخ الوصاية وممارسة السيطرة الدينية والعقائدية على المجتمع. هناك أزمة ثقة حقيقية بين الطرفين حيث أصبحت تكفي المعلومات المجتزأة والانطباعات المسبقة لكي تشعل الفتن وتبذر الكراهية وتهدر الدماء. أزمة عمل على ترسيخها خطاب الكراهية الذي يبثه الأزهر من جانب وسياسات الكنيسة التي تتسم بالخضوع والانصياع والممالأة من الجانب الآخر وعمقها تجاهل الدولة وتواطؤها وتعاميها عن خطورة اللعب -مجددا وفي هذه الظروف الحرجة- مع الإسلام السياسي على حساب تحقيق الأمان والاستقرار الوطني. أعتقد أن الأزمة عميقة وخطيرة بحيث لم يعد يجدي معها حوار ديني/مجتمعي ولا أية محاولة لاستعادة الثقة المفقودة. لم يعد امامنا سوى إقامة الدولة العلمانية لتكون الأولوية فيها لترسيخ سيادة القانون وإعلاء حقوق المواطنة وتنحية المفاضلات الدينية جانبا.