A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

دولا أندراوس تكتب: الولاء التام أو الموت الزؤام

لماذا تستمر محاولات إقحام الأقباط في صراع لا يخصهم بين السلطة والإخوان؟ ولماذا يتخلل خطاب الكنيسة إلى شعبها التلويح الدائم بنوايا الإخوان وغيرهم من جماعات الإسلام السياسي لإسقاط الدولة، وكأن عبء حماية الدولة من الانهيار يقع على عاتق المسيحيين وحدهم في الوقت الذي لا تحرك فيه الدولة ساكنا لاستمالتهم أو لرسم سياسة واضحة تجاه رعاياها من المسيحيين؟ وإن كانت الدولة تدرك أهمية الدور الذي يلعبه أقباط المهجر لصالحها في مقابل المؤامرات الغربية والمكائد الإخوانية التي تحاك ضدها، وإذا كانت تستفيد من خروجهم في مسيرات مؤيدة للرئيس كلما هم بزيارة الخارج، وإذا كانت تستفيد من نجاحاتهم في البلاد التي يقيمون فيها ومن علاقاتهم المتعددة مع الساسة والحقوقيين الغربيين، وإذا كانت تستفيد من تبرعاتهم الدولارية لصندوق تحيا مصر وغيره من أوجه التبرع، وإذا كانت تستفيد من استثماراتهم في مشاريع تساهم في تدوير عجلة الاقتصاد على أرض الوطن، فلماذا لم تفكر مرة في محاولة استرضائهم بطريقة مغايرة لطريقة الابتزاز والمساومات التي باتت تستخدمها لقرون؟ ربما لأنها سياسة تؤتي بثمارها في حين لا تكلفهم شيئا على الإطلاق؟ ربما لأنها تتعامل مع قيادات كنسية منبطحة أصبحت على غرار الفئة السلفية تستخدم آيات الإنجيل في التهديد والوعيد والتخويف من بعبع المؤامرة الذي يهدد أمن الوطن وسلامته. فتربت لدينا أجيال على طاعة أولي الأمر وتبنت شعار أن كلمة نعم تجلب النعم وأن البركة تحل فقط على أبناء الطاعة. الحق أقول لكم ان الدولة لن تغير من سياستها في التعامل مع الأقباط ولن تقوم بعمل إصلاحات حقيقية في الداخل ما دامت السياسة الحالية تؤتي ثمارها. سيظل المجني عليهم يعاقبون على الجرائم التي ترتكب ضدهم وستظل كفاءات الأقباط مقصاة عن التعيين في المناصب الرسمية وستظل المواد الدستورية والقوانين المعيبة تنضح بالتفرقة والتمييز، وسيظل خطاب الأغلبية الديني مليئا بالعنصرية والكراهية نحو الأقليات. ورغم أن خطوات الإصلاح بسيطة جدا وأساسية في أي بلد متحضر ورغم أن أي جزرة كافية لاسترضاء فصيلة لا يشك عاقل في وطنيتها ودورها الجوهري في دعم الدولة إلا أن سياسة المساومات تكفي مادامت تعمل. يكفي أن تعترف الدولة يوما بوطنية أقباط المهجر وفي اليوم الذي يليه تقوم بتخوينهم واتهامهم بالعمالة وكله بما لا يخالف مزاج السلطان ومباركة القيادات الدينية. لسنا طرفا من أطراف الصراع لذلك لن نقحم أنفسنا فيه لا بالدعم ولا بالمطالبة بالإسقاط. فأقباط المهجر ليسوا لعبة بالزمبلك تحركونها كيفما شئتم وهناك فارق كبير بين الوطنية والسذاجة السياسية. والفكرة هنا هي أن من يضمن ولاءك التام في جيبه لن يفعل لأجلك شيئا أبدا.