دولا أندراوس تكتب: بين السلطة المطلقة والمعارضة
السلطة المطلقة مفسدة تامة .. وعلشان كدة الممارسة الديمقراطية السليمة بتتطلب وجود كتلة تحكم وكتلة تعارض.
المعارضة السليمة مش بيبقى همها تطالب بعزل الحكومة (إلا عن طريق تداول السلطة وبطرق سياسية مشروعة) لكن أكتر حاجة المعارضة السليمة بتركز عليها هي أنها تفضل تشير للأخطاء اللي بترتكبها الحكومة وتقدم اقتراحات إصلاحية وتفكر في آليات تساعد الحكومة على تنفيذ هذه المقترحات.(ودا شئ مطلوب جداً لان عدم وجود رقابة أو محاسبة معناه انتشار الفساد وكما يقول المثل المال السايب يعلم السرقة).
علشان كدة لما نقول إلي بيحصل ده غلط مش المفروض حد يرد يقول طب انتو شايفين مين البديل.. ما حدش طالب بعزل الرئيس ولا حد هنا مؤيد للفوضى ولا حد شجع النزول للشارع تاني.. إحنا بنطالب بتصحيح الأوضاع المغلوطة وده شئ مش بس مشروع لكنه مطلوب لو كنا عايزين إصلاح حقيقي.
الناس اللي عايشة برة متهمة بانها بعيدة عن مكان المعركة ومش شايفة الصورة بشكل واضح وعلشان كدة مش مفروض تدلي برأيها في الشأن الداخلي. أنا مش حاقدر أنفي الكلام ده بشكل قاطع لكن أحب أوضح موقفنا برضه.
في النظم السياسية المنغلقة شرعية النظام بتستند على مفاهيم القداسة والأبوة والأوامر الإلهية في حين أن النظم المنفتحة بتقوم على المؤسسات والقوانين. وبما أننا عشنا تحت الحكمين (وككتلة مصرية مهاجرة خارجة من الكتلة الأكبر المقيمة) فاحنا بنتمتع بميزات الحكم المنفتح وبنتمنى لكم نفس المصير.
بالإضافة لكدة فما حدش يقدر ينكر دورنا التأثيري في تحريك الأحداث في مواقف حرجة كتير يعني احنا مش مجرد منظرين ولا متفرجين. احنا شاركنا في ٢٥ يناير ونقلنا وجهه نظر الداخل برة واتكلمنا عن الاعتقالات والتعذيب وماسبيرو وست البنات وكشوف العذريه لغاية ما سقط مبارك وعملنا مظاهرات ضد الاخوان وشاركنا في تمرد وجمعنا آلاف التوقيعات اللي اتبعتت مصر، وشاركنا في مظاهرات 30/6 وعملنا لقاءات إعلامية في الاعلام الغربي علشان نؤكد للعالم انها كانت ثورة شعبية مش انقلاب.
بناء على كدة أحب ألفت الأنظار إلى إنه ساعات الشخص البعيد بيقدر يشوف الصورة بشكل أوضح.. يعني من غير تنظير ومن غير تنطيط ومن غير ادعاء لاحتكار الحقيقة كلنا لازم نتعامل مع بعض من منطلق اننا بنكمل بعض وإن كل هدفنا هو تحقيق المصلحة المشتركة