The Betrayal, How Politicians Lose Their Social Responsibility البدء في تطبيق قوانين العمل الجديدة في كندا حزب كتلة كيبيك يعلن عن دعمه لــ ”ترودو” والليبيراليين بعد الانسحاب من اتفاقية الثقة مع الليبيراليين …سينغ يجتمع مع حزبه لوضع خطة المرحلة المقبلة ترودو يواجه أعضاء حزبه لأول مرة في بريتش كولومبيا طيران كندا تستعد لتعليق عملياتها بسبب إضراب الطيارين رئيس وزراء فرنسا الجديد في ورطة وتهديدات برلمانية بسحب الثقة.. ماذا يحدث بباريس؟ الانتخابات الرئاسية في تونس: مرشحان فقط في مواجهة قيس سعيد... أحدهما مسجون مفاجأة: نتنياهو يرفض وساطة مصر في المفاوضات.. والقاهرة تدرس سحب سفيرها تعديلات قانون الإجراءات الجنائية يشعل الغضب في مصر أسلحة مصرية في الصومال... هل اقتربت المواجهة مع إثيوبيا؟ صيف 2024 كان الأكثر حرارة على الإطلاق على الأرض

ابرام مقار يكتب: تجديد الخطاب الديني بين مصر و المغرب

رحلة طويلة من المطالبات بتجديد الخطاب الديني بدأها السيسي في أول إحتفال بـ "المولد النبوي" في مدة ولايته، في يناير 2015 حيث حمل الأزهر مسؤولية تجديد الخطاب الديني وتصحيح الأفكار والمفاهيم التى ليست من ثوابت الدين، مطالبًا بثورة دينية لتغيير المفاهيم الخاطئة. وفي نفس الشهر والعام وخلال كلمته بمنتدى دافوس الاقتصادي، قال إنه يريد تنقية الخطاب الديني من الأفكار المغلوطة التي أدت إلى التطرف والإرهاب، وفي ابريل من نفس العام أكد في حديثه لطلاب الكلية الحربية، علي مواجهة الفكر المتطرف بكل قوة، وإن الفكر الخاطىء ليس له مكان على أرض مصر. وظل أمر ضرورة تصويب الخطاب الديني و نشر التسامح وقبول الأخر في خطابات رئيس الجمهورية في كل إحتفاليات "المولد النبوي" و "ليلة القدر" عبر العامين 2015 - 2016. وفي لقاء مع الدارسين بالخارج في يوليو من العام الماضي أكد علي أن مصر ستقود تغيير الخطاب الديني في العالم. وفي ديسمبر الماضي طالب الرئيس من وزير الأوقاف، بمراجعة خطب الجمعة. مشيراً علي أن صياغة الفهم الديني للدولة لا يمكن أن تترك أبدًا لاجتهاد خطيب المسجد. وأخيراً وفي الإحتفال بعيد الشرطة قبل أسبوعين، وفي معرض حديث السيسي عن انتشار حالات الطلاق في مصر، طالب شيخ الأزهر - علي إستحياء - بالقول "هل نحن يا فضيلة الإمام بحاجة إلى قانون يُنظم الطلاق بدل الطلاق الشفوي، لكى يكون أمام المأذون، حتى نعطي للناس فرصة تراجع نفسها، ونحمي الأمة بدل تحولها لأطفال في الشوارع بسلوكيات غير منضبطة"، وبلطف مازح رئيس الجمهورية شيخ الأزهر بالقول "تعبتني يا فضيلة الإمام". والطريف أنه رغم كل هذا الإستحياء واللطف من أعلي سلطة تنفيذية بالبلاد إلا أن هيئة كبار العلماء بالأزهر رفضت طلب الرئيس. وربما هذا هو السبب في فشل كل تلك الرحلة الكلامية ، وكل هذه المطالبات من قبل رئيس الدولة بتجديد الخطاب الديني ولم تجد من يتحرك أو يبالي بها أحد. فالرئيس، وأعلي سلطة تنفيذية بالبلاد يتحدث لـ مؤسسة تابعة له بالقانون، وعلي رأسها موظف تابع له بالقانون، أن يُغير وأن يحذف علي سبيل الرجاء وربما الأستعطاف. وللأسف تلك واحدةٌ من أخطاء حكم ما بعد الثلاثين من يونيو، أنه بدلاً من السير في طريق الدولة المدنية الذي خرجنا من أجلها في تلك الثورة، أبتلعت الدولة "الطُعم"، وأحتضنت مؤسسة الأزهر والتيار السلفي لأثبات أن معركتهم ضد الأخوان وليست ضد الدين، فتغول الأزهر علي الدولة - بحسب تعبير إسلام البحيري - وأصبح الأزهر بعد الثلاثين من يونيو أقوي من عهد الأخوان وما قبلها بمراحل. وأصبحت أحاديث الرئيس عن هذا التجديد في الخطاب الديني تنتقص منه كثيراً لانها تخلو من أي فعل بالواقع. فلنترك النموذج المصري، ولنذهب إلي دولة عربية إسلامية في الجوار وهي المغرب، والتي لم يُناجي الملك الحسن أحد ولم يستعطف أحداً ، وبين ليلة وضحاها صرحت وزارة التربية الوطنية عن تغيير مادة "التربية الإسلامية" إلي "التربية الدينية"، وعن تغييرات بتلك المناهج عبر حذف الأيات التي تدعو إلي الجهاد و النفير و القتال و الغنائم و إستبدالها بأيات تدعو إلي التزكية و الأقتداء و القسط و الحكمة. والأهم في الأمر هو ما ذكرته الوزارة عن أسباب تلك التغييرات، وذلك لإحتواء كل الأديان وللتأكيد علي فكرة التعددية الدينية، وللرقي بوعي التلاميذ ، وجعلهم منفتحين علي الديانات السماوية الأخري ، وأحترام معتقدات الأخر ونبذ ثقافة الكراهية أخيراً .. تجديد الخطاب الديني وارساء قيم التسامح وقبول الأخر يحتاج عمل جاد وأرادة قوية وليس أستعطاف أناساً ومؤسسات هم أنفسهم يحتاجون إلي التغيير