مجدي خليل يكتب: الجمعة الحزينة....وغزو العرب لمصر الجمعة ٦ أبريل ٦٤١-الجمعة ٦ أبريل ٢٠١٨
يقول المؤرخ الشهير عزيز سوريال عطية: بينما كان يحتفل الأقباط بذكرى صلب المسيح يوم الجمعة الحزينة ٦ أبريل ٦٤١ سلم قيرس الذى يسميه العرب المقوقس مفاتيح حصن بابليون لعمرو بن العاص وبهذا سقطت مصر فى أيدى العرب الغزأة.
وبعد ذلك زحف العرب بسيوفهم فى العام التالى على الأسكندرية وانبهروا بالمدينة التى كان بها أربعة آلاف قصر وأربعة آلاف حمام، ومكتبة عظيمة، وتنوع اممى هائل، ونشاط ثقافى وعلمى لا مثيل له فى العالم كله وقتها.
تخيلوا الأسكندرية بعد ١٣٧٧ من الغزو العربى الإسلامى لها لم تصل لشئ مما كانت عليه عندما غزاها العرب عام ٦٤٢....مدينة الفكر والثقافة اليونانية الرفيعة والارستقراطية الدولية أصبحت مدينة إسلامية قبيحة تملأها اكواما من الزبالة ومرتعا لياسر برهامى ومن على شاكلته من الوهابيين الهمج .
منذ ذلك الحين تعاقب على مصر الامويين الهمج، وعام ٧٥١ استكمل العباسيون السفاحين مشوار الاحتلال، ومنذ عام ٨٥٦ دخلنا فى فترة أكثر وحشية، وهم الولاة السلاجقة، ثم ٩٦٩ جاءت فترة المغاربة الفاطميين وعلى رأسهم المجنون الحاكم بأمر الله، ثم فى عام ١١٧١ جاء الاكراد الايوبيين المتعصبين، ثم منذ عام ١٢٥٠ حكمنا العبيد المماليك، ثم ١٥١٧ جاء العثمانيين، والذين فاقوا الجميع فى همجيتهم، وظل المماليك يساعدون العثمانيين فى الحكم المحلى فى مصر،ثم منذ عام ١٩٥٢ رجعنا لعصر العسكر القوميين المستبدين الذين خلطوا القومية العربية بالإسلام كركيزة للحكم، والذى يشبه حكمهم بدرجة أو بأخرى حكم المماليك العبيد.
طوال هذا التاريخ الأسود لم تتخلله ومضات مضيئة سوى تحت الحكم الأنجليزى، وحكم بعض افراد أسرة محمد على وخاصة سعيد وإسماعيل وفاروق.
لقد تم صلب الأقباط مع مسيحهم منذ ذلك اليوم المشئوم وحتى الآن...إنه أطول إحتلال فى التاريخ والأكثر ظلاما وهمجية وتخلفا.
فى هذه المناسبة الحزينة ساقوم بتقديم حلقة تليفزيونية فى هذه الذكرى المؤلمة، كما أننى ساكتب بحثا طويلا مفصلا عن الأوجه المختلفة لهذا الإضطهاد الإسلامى للأقباط، شعب مصر الأصلى.
أسبوع الآلام هذا العام هو ذكرى حزينة لآلام دامت ١٣٧٧ عاما...ويوم الجمعة الحزينة فى ٦ أبريل ٢٠١٨ ستكون اطول جمعة حزينة فى تاريخ البشرية لأنها مستمرة من يوم ٦ ابريل ٦٤١ إلى ٦ ابريل ٢٠١٨.
انتظرونا فى تغطية شاملة وموسعة لهذه الذكرى المؤلمة.