ابرام مقار يكتب: عائد من القاهرة
قبل زيارة للقاهرة الشهر الماضي، قمت بالإتصال بأحدي الشركات الكندية للتأمين، للتأمين الطبي علي الأسرة خلال فترة وجودنا بمصر، وحينما علمت موظفة شركة التأمين بأن الدولة التي سأسافر لها هي "جمهورية مصر العربية"، قالت لي أنه طبقاً لموقع الحكومة الكندية، فأن مصر من بين الدول المحظور السفر لها إلا في حالات الضرورة القصوي، وينبغي الإحتياط أثناء الوجود بمناطق ساحل البحرالأحمر وسيناء. وأضافت موظفة شركة التأمين بأنه بناء علي ذلك فأن التأمين لن يُغطي أية إصابة ناتجة عن محاولة سطو أو محاولة قتل لإحتمال حدوثها. ووسط مشاعر حزن من أن تري كيف يري العالم مصر الأن، تذكرت حينما جاءت وزيرة الهجرة المصرية، "نبيلة مكرم عبد الشهيد" في قاعة "Le Park"، بتورنتو للترويج للشهادات الدولارية للمصريين في الخارج في أبريل عام 2016، وقتها قام رجل من خبراء السياحة في كندا وأكد علي خطورة وجود مصر بتلك القائمة، ووأشار للوزيرة وللسفير المصري، "معتز زهران" والذي كان يجلس بجوارها، عن أن هناك حلول تحتاج بعض العمل من وزارة الهجرة والسفارة المصرية بكندا، لحذف مصر من تلك القائمة المسيئة، وللأسف لم تعره الوزيرة أو السفير أي أهتمام ولم يسألا حتي عن ما يجب عمله. الطريف أنه بعد وصولي لمصر وجدت الوزيرة مستمرة علي رأس تلك الوزراة في حكومة مدبولي الجديدة.
المشكلة الأكبر التي لاحظتها في تلك الرحلة، ما حدث للصناعة المصرية الأهم والتي لم يعد يعيرها أحد إهتماماً وهي "السياحة"، فالمشكلة لم تعد في وجود مصر بين الدول التي يُرجي عدم السفر إلا في الضرورة القصوي، أو التأثير المباشر للعمليات الإرهابية أو الطائرة الروسية التي سقطت في جنوب العريش قبل ثلاث أعوام، فقد لاحظت عودة السياحة بشكل أفضل عن ذي سبق ، وكان هناك عدد جيد من السائحين يقضون أجازتهم بمصر، ولكن المشكلة هو التأثير الغير مباشر لهذا الإرهاب وواقعة سقوط الطائرة، فقد أضطر معظم الدارسين والمؤهلين والمحترفين بالقطاع السياحي إلي هجر هذا القطاع الغير مستقر وبحثوا عن أعمال أخري، تاركين هذا القطاع إلي عديمي الخبرة وغير الدراسين وأصحاب مؤهلات أقل ومن هم لا علاقة لهم بالسياحة. وفي غياب أي تدريب لهؤلاء العاملين الجديد تري العجب، تري عامل بالفندق يطلب من زائر إطفاء السيجارة لأنه - أي العامل - صائماً ولا يحتمل دخان السيجارة!. وهذا يتهكم علي السائحين باللغة العربية التي لا يفهمونها ، وجوه العاملين تعمل بلا إبتسامة ولا تحمل نظرات ترحيب تجاه السائحين أو زوار المنتجعات والفنادق السياحية ، كذلك مازال تقديم الخمور والكحوليات يتم علي غير إرتياح للعاملين بالمناطق السياحية المصرية، ولا أعلم إن كان هذا الأمر مرتبط بشهر رمضان فقط أم حالة مستمرة باقي العام ، كما أن ضيافة السائحين والزوار ليست علي المستوي المطلوب، المستوي الذي يدفع السائح للعودة إلي مصر مرة ثانية أو يجعله ينصح الأخرين ببلده للقدوم إلي مصر. إخفاقات وخلل في القطاع السياحي لا تسقط فيه دولاً أقل من مصر بكثير، وليس لديها ما تملكه مصر ولهذا تنجح تلك الدول أكثر من دولتنا التي تملك بطبيعتها كل عناصر جذب السائح، وكان من المفترض أن تكون وجهة السائحين الأولي بالعالم، ولكن للأسف ضعف الإحترافية وغياب الإعداد والصبغة الدينية لمن يعملون به سواءً من القطاع الخاص أو من قبل المسئولين الحكوميين، أضاف للقطاع السياحي أزمات جديدة، ولكي الله يا مصر