ابرام مقار يكتب: الإضطهاد الديني .. قصص مؤلمة
هي فلاحة باكستانية مسيحية فقيرة وأم لخمسة أطفال، في عام 2009 كانت تعمل في الحقل مع مجموعة من النساء المسلمات، وحينما شعرت بالعطش مشت إلي البئر وأخذت كوب لتشرب، فإتهمتها أمرأة مسلمة من قريتها بـ "تدنيس البئر" كونها مسيحية قذرة - بحسب تعبيرها - فأضطرت الفلاحة المسيحية أن تدافع عن نفسها، وردت عليها بالقول "بأنها لا تعتقد أن النبي محمد يوافق علي رأيها"، لتتهمها المرأة المسلمة بأنها لفظت أسم النبي محمد ويثور غضب سكان القرية بأكملها ويتم القبض عليها بتهمة الكفر والتجديف بحسب المادة 295 من القانون الباكستاني ليُحكم عليها في نفس العام بالإعدام... صاحبة تلك القصة المأساوية هي الباكستانية، "أسيا بيبي"، والتي لاقت الأهوال هي وزوجها وأبنائها وشقيقتها ووالدتها لمدة 9 سنوات بسبب أنها ذكرت أسم نبي الإسلام. 9 سنوات عاشتها "أسيا" في زنزانة ضيقة لا يدخل إليها ضوء النهار بأقسي السجون بأقليم البنجاب في إنتظار قبول محكمة لاهور العليا نقض حكم الإعدام. زوجها ويدعي "أشعيا مسيح" ترك عمله بعد تهديدات بالقتل واضطر إلى التنقل من مكان لأخر خوفا على سلامته وسلامة أطفاله الخمسة، والدتها وشقيقتها تركوا بلدتهم بعد أن أساء سكان القرية معاملتهم. ولكن ظلم تلك الفقيرة لم يمنعها من رفض تلك الحكم، فقد قالت لصحفية من إسلام أباد، "أنا بريئة لم أكفر ولم أُجدف ولم أرتكب أي جرم .. أنا مسيحية أؤمن بربي وبحرية كل فرد بالإيمان بمن يريد ، أنا لم أقتل ولم أسرق ولكني في نظر العدالة في بلدي ارتكبت ما هو أخطر من ذلك وهو والتجديف". والألم والجنون لم ينتهي بما ذكرناه قبلاً، فقد تم إغتيال محافظ إقليم البنجاب ووزير الأقليات الدينية لمطالبتهم بتخفيف الحكم وإعتراضهما علي قانون التجديف الذي أدي لإعدام "بيبي". قضية "أسيا بيبي" والتي حركت العالم عبر تظاهرات في بريطانيا وعدد من العواصم الأوربية، وأحتجاجات من شخصيات كبري مثل البابا بنديكتوس السادس عشر، لم تنتهي بتبرأة المحكمة العليا بباكستان لأسيا من كل التهم في الحادي والثلاثين من أكتوبر الماضي، فقد قوبل حكم البراءة بكل غضب من الأحزاب الإسلامية بباكستان وأحتجاج ألاف الباكستانيين ضد هذا الحكم. غضب يجعل حياة "أسيا بيبي" وعائلتها بباكستان أمر مستحيل. وحسناً فعل حزب المحافظين الكندي بالضغط علي حكومة ترودو عبر عضو البرلمان "جارنيت جينس" والذي يكتب معنا بـ "جود نيوز" بالقسم الأنجليزي لقبول أسيا وعائلتها للهجرة والإقامة بكندا. أسيا قصة من ألاف القصص في عشرات الدول التي تضطهد أناساً فقط بسبب معتقدهم ، قصص مؤلمة لكنها تذكر وتوقظ العالم من وقت لأخر عما يتعرض له بشر في القرن الحادي والعشرين بسبب إيمانهم وكيف أن علينا الكثير لنفعله تجاه هؤلاء.