ابرام مقار يكتب: غادة ملك .. سينتصر الحق
في تقرير صدر في صحيفة الناشيونال بوست كتبه الصحفي "توم بلاكويل" تحت عنوان "بعد إنتهاء ترشحها بحزب المحافظين بمقاطعة أونتاريو بسبب تويتة عن الإسلام ، غادة ملك الأن مرشحة الحزب بالبرلمان الفيدرالي"، وأشار التقرير إلي أن غادة تم إستبعادها من ترشيحات حزب المحافظين بمقاطعة أونتاريو بسبب تويتة عن التطرف الإسلامي، وهي التويتة التي نشرتها غادة في أعقاب حكم الأخوان وتضامناً مع الإحتجاجات الشعبية ضد محمد مرسي، بالإضافة إلي أنه تحدث عن وصف غادة لإعلان عن الحجاب كان قد نشرته مجموعة تسمي الدائرة الإسلامية بأمريكا الشمالية علي أتوبيسات بمسيساجا بـ "المسئ" بسبب ما جاء بالمكتوب به بأن غطاء الرأس تكرم بالعذراء أم يسوع وتم إرتداءه من قبل المسلمات، وهو ما أشارت له غادة بأن الإستياء كان من أستغلال شخصية مسيحية رفيعة مثل العذراء مريم في الأعلان. وبعدها بأيام تصدر منظمة إسلامية تُدعي "المجلس الوطني للمسلمين الكنديين" بياناً نشرته "جلوبال نيوز"، تدعو فيه "غادة ملك" للتنحي بزعم تصريحات لها عن التطرف الإسلامي بل - ومن منطق دفاع تلك المنظمة الإسلامية عن المثليين جنسياً - زعمت أن "ملك" لها تصريحات ضد المثليين جنسياً، وأن غادة ربما لن تستطيع خدمة المواطنين الكنديين كافة في دائرتها.
الحقيقة أن غادة ستعبر كل تلك الأزمات الصغيرة والأتهامات الضعيفة، فالأمر لا يتعدي فقط محاولة لإستبعاد مرشح قوي من بين مرشحي حزب المحافظين، فالجميع يعرف الفرق بين الإسلامي والمسلم ، بين أن تنتقد المثليين جنسياً وأن تنتقد بعض ما جاء بمناهج الجنس والتي رفضها عشرات الألاف من الأباء بأونتاريو، يعرف أن الحديث عن التطرف الإسلامي ليس تخويفاً من المسلمين، وحينما تتحدث عن خطورة الإسلام السياسي فأنت لا تنشر الكراهية بل ترفع الوعي من مخاطر تلك التيارات وأجنداتها، تلك التيارات التي يرفضها مسلمين كثيرين قبل غيرهم. من يعرفون "غادة ملك" يعرفون أنها حالة إنسانية وشخصية جادة منفتحة علي الأخرين، وبدلاً من البحث عن تويتة هنا وهناك، فيمكنك أن تتصفح صفحة التواصل الإجتماعي الخاصة بها لتجد دعم الكثيرين لها، من مسيحي و مسلم و يهودي و هندوسي و بوذي ومن أي صاحب معتقد ودين وفكر، ستجد دعم سنة وشيعة وأقباط وكلدان وأرمن ودروز وأكراد وأمازيغ، ستجد تويتات داعمة لها من "أيريك لورينزن" الرئيس السابق لـ "LGBT" بحزب المحافظين ، وستجد دعم الشيخ الأمام محمد التوحيدي، ستجد دعم من سيدات مسلمات محجبات، ستجد دعم يدحض أي أتهامات مزعومة بأسلاموفوبيا أو هوموفوبيا.
أخيراً هناك تعليق طريف من أحد الكنديين علي تقرير الناشيونال بوست والذي كتب عن "غادة" يقول: "لا شك أن تلك الإبتسامة الرائعة ستجذب الكثير من الأصوات"