The Fine Line Between Democracy and Social Disorder البابا تواضروس بعد ١٢ عام من رئاسته للكنيسة 6 قضايا على مائدة قمة العشرين 2024 محمد صلاح عايش بكتالوجه عودة شركة النصر للسيارات المصرية للعمل من جديد ”أوروبا” إلى الجحيم‎ بالحق تقول معنى حُريَّة المرأة أسطورة الملك الإله‎ أنا طفل وعمري خمسة وثمانون عاماً! (2) قدّم سيرتك الذاتية لتأكلها.. أغلى وجبة في البلاد تثير ضجة منع استخدام كلمة التنمر في المدارس

مجدي حنين يكتب : الملك فاروق والهوس الديني

منذ قيام مصر الحديثة على يد محمد على باشا وجميع حكامها بدأً من محمد على نفسة مروراً بالخديوى اسماعيل والخديوى توفيق، وهم يطبقون المناهج العلمية الحديثة للنهوض بالبلاد من حماءة طين الجهل والعبودية لرجال الدين، وبدأ حكام مصر يخلعون عباءة الدينى ويتجهون بسرعة إلى الحضارة والمدنية. ويعتبر الخديوى اسماعيل أبو التجديد والحداثة فى مصر الجديدة ، ومع توالى إرسال البعثات إلى اوروبا ظهر فى الافق التنويريين المصريين مثل الأمام محمد عبده وجمال الدين الافغانى ومصطفى الرافعى ولطفى السيد وفى أوائل القرن الماضى ظهر طة حسين الذى أصدر كتاب الشعر الجاهلى والذى كان الصدام الاول لة مع السلفيين الاصوليين. ومنذ نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين أحتضنت مصر كثير من الشعراء والادباء ورواد المسرح والتمثيل الذين أنطلقوا بالفكر المصرى إلى أفاق التحضر والأستنارة وما لبست ثورة التنويريين تؤتى ثمارها حتى أصطدمت بعنف مع السلفيين  السوريين الذين أيضا أحتضنتهم مصر تقريباً فى تلك الفترة ، مثال رشيد رضا السورى الذى اسس جريدة المنار وأيضاً محب الدين الخطيب وهو أيضاً سورى والذى أسس بدورة جريدة الفتح وكان من ناتج هاتين الجريدتين السلفيتين السوريتين الاصل والمصريتين المنشأ تكوين العمود الفقري للاخوان المسلمين فى عقلية حسن البنا المقرب من الجريدتين، حتى انة قام بإصدار مجلة المنار بعد وفاة صاحبها وقتل بعد خروجة من جريدة الفتح بدقائق قليلة. وترجع قصة الملك فاروق ومحاولتة الحكم الثيوقراطى الى عهد والدة الملك فؤاد فبعد سقوط الدولة العثمانية دولة الخلافة أراد الملك فؤاد أن يعين نفسة  خليفة للمسلمين وأن تكون مصر هي دولة الخلافة ولكنة اصطدم بعائقين الاول هو حزب الوفد وخوفه من تغول سلطات الملك على سلطات الدولة المدنية إذا أصبح خليفة للمسلمين ، والثانى كتاب ألفة الشيخ على عبد الرزاق بعنوان الاسلام وأصول الحكم الذى هاجم فية فكرة الخلافة واثبت بالبراهين القطعية من القرآن والسنة وهمية فكرة الخلافة وكان من نتيجة ذلك عزلة من منصبة كقاضى شرعى إنتقاما من الملك فؤاد. وابتدأت من هذا التوقيت الحرب على التنوريين الذين لم يجدوا دعماً أو مساندة حتى من الليبراليين او الوفديين الذين وقفوا بمفردهم يواجهون الثور الاخوانى السلفى الهائج فى عقول الطبقة المتوسطة المصرية المتعلمة. أما قصة الهوس الدينى مع الملك فاروق فكانت منذ يوم تتويجه بالعرش عندما أراد الشيخ المراغى وهو شيخ الأزهر فى ذلك الوقت أن يتم تنصيب الملك فاروق بالطريقة الشرعية الاسلامية كاملك وخليفة للمسلمين ولكن كان لمصطفى النحاس باشا رأى اخر واصر ان يكون تتويج الملك فاروق دستوريا امام البرلمان للمحافظة على مدنية الدولة وهذا ماتم بالفعل. وخلال فترة حكم الملك فاروق التى استمرت ستة عشر سنة احاطت فيها كمية من المشاكل بالملك الشاب الذى توج وسنة لم يكمل الثمانية عشر سنة مخالفاً الدستور المصرى بفتوى من الشيخ المراغى وهو أن يكون سن الملك ثمانية عشر سنة هجرية وليست ميلادية وهكذا بدا لفاروق أن كل شىء ممكن تحقيقه طالما يمتلك عصا الأزهر السحرية والتى حاول أن يستخدمها مرارا وعلى سبيل المثال اراد ان يستخرج فتوى بحرمانية زواج طليقتة الاولى وام بناتة بعد طلاقها منة. وعندما اشتدت المشاكل حول الملك قليل الخبرة في الحياة والمتمثلة في مشاكل عائلته ومشاكل زوجتة الاولى ومشاكل القصر وخوفة  المتنامى من الشيوعيين وكرهة للانجليز واحساسة بكرة الشعب لة وعدم إنجابة لولى العهد ، وخضوعة لنزواتة وعلاقاته النسائية ، واحساسة بعدم ولاء الجيش والداخلية لة، وعدم قدرتة على التحكم في الأحداث جعلتة يطرق باب الدين، وهذة المرة من زاوية الاخوان المسلمين الذين كانت علاقتهم بالقصر متذبذبة والذين كانوا يريدون أن يكون الملك فاروق خليفة للمسلمين فأستراقت لة الفكرة لكى  يهرب من مشاكلة كمن يهرب من تعاطى الاقراص المخدرة بتعاطى الماريجوانا و بدأ يسوق نفسة على أنة خليفة للمسلمين ولتحقيق ذلك يجب أن يسيطر على الاماكن الإسلامية المقدسة فأستضاف ملك السعودية وأستقبلة استقبال أسطورى كما أنة أرسل يخته الخاص"، المحروسة" ليُحضرة إلى مصر كما ذهب لمقابلة الملك عبد العزيز فى السعودية بالقرب من جبل رضوى وأستقبل هناك أستقبال غير مسبوق، وكان من نتيجة اللقاء موافقة المملكة على فكرة إنشاء الجامعة العربية وبداية عهد جديد مع مصر ونسيان صراعات الماضى. ونتيجة لما فعلة فاروق فقد تحسنت صورتة في عين الشعب المصرى كثيراً ولكن دائما تأتى الخيانة من الاخوان من خلال تنظيم الضباط الأحرار الذين لم يرحموا فاروق بل أزالوة إلى الأبد. نفس الهوس الدينى حدث مع السادات الذى حاول أن يضرب الشيوعيين بعصا الدين متمثل في الاخوان فخانوة وأزاحوة إلى الأبد. مما سبق يتضح أن الحاكم الفاشل بدل من أن يُحسن من الوضع المتردى لشعبة وإزالة المظالم والعمل على ضمان الحق والعدل وتوفير فرص العيش الكريم للناس يلجىء إلى الحكم الثيوقراطى والأستعانة برجال الدين فيسقط وليس من مقيم... حفظ اللة مصر من الاخوان ورجال الدين والسلفيين السوريين