6 قضايا على مائدة قمة العشرين 2024 محمد صلاح عايش بكتالوجه عودة شركة النصر للسيارات المصرية للعمل من جديد ”أوروبا” إلى الجحيم‎ بالحق تقول معنى حُريَّة المرأة أسطورة الملك الإله‎ أنا طفل وعمري خمسة وثمانون عاماً! (2) قدّم سيرتك الذاتية لتأكلها.. أغلى وجبة في البلاد تثير ضجة منع استخدام كلمة التنمر في المدارس استثمار 100 مليار دولار في مجال الذكاء الاصطناعي تطوير أول حارس إنقاذ بالذكاء الاصطناعي في الأنهار

جورج موسي يكتب : نعم نحن جيل يعاني من متلازمة ”مبارك” فعالجونا إن استطعتم ...

أنا من هذا الجيل الذي لم يري رئيساً غير "مبارك" حتي أتممت الثلاثين من عمري ، تشّكل وعيي وشخصيتي في هذا الزمن وما تبقي لأكتمالها بعد ذلك كان رتوش ، محض رتوش بسيطة ، كفاكم هجوماً علينا ووصفنا بالشيزوفرينيا لأن منّا من خرج عليه ثم بكاه عند موته ، لا تهاجمونا نحن الضحية ، فنحن جيل مجني عليه بالكلية ، جيل تأرجح كل سني حياته بين الشئ ونقيضه ، جيل عشق الحياه وكرهها ، جيل تخبط بين الأمل واليأس ، بين حب التغيير والخوف منه ، بين الولع بالحريه والخوف لدرجة الهلع من التخلي عن ثوابت الحلال والحرام والعيب والذي لا يصح ، نعم كبرنا مع مبارك وأعلام مبارك وفن مبارك وأقلام صحفيي مبارك وأوبريتات مبارك وكباري مبارك ونكات مبارك ، وخطب مبارك ، أليس من المنطقي أن يشّكلنا مبارك ؟ نعم شّكلنا مبارك ، فنحن جيل بطئ تماماً كأيقاع خطبه التي طالما أنتظرنا فيها كلمه أو كلمتين بالعاميه حتي نفهم ما يقول وإلي الآن لا أعلم لماذا أصر مبارك علي أستخدام الفصحي في خطاباته الموجهه لشعب لا يجيدها ولا يستخدمها و أغلبه لا يفهمها!! . وجدنا أنفسنا جيلاً لم يكن يعنيه ما يقال حوله لأنه أيقن أن ما يقال له (إن فهمه) فهي ليست الحقيقه وحتي إن قيلت له الحقيقه فما يقال هو أنصافها ، نعم صدقوني نحن جيل أنصاف الحقائق في أحسن الأحوال ، جيل القصه الغير مكتملة ، جيل الشعارات و الهتافات الجوفاء ، جيل بالروح بالدم نفديك يا مبارك ، وأنت قائدنا وأحنا وراك و يا مبارك لا تهتم ..عمال مصر وراك بالدم ، كنا نسمع ونردد ولا نفهم ، نحن جيل رددنا أخترناه أختارناه ونحن نعلم أنه لا نحن ولا آباؤنا ولا حتي أبناؤنا سيكون لهم حق الأختيار ، نحن جيل آمن أنه متخلف فأحترف التخلف وأحبه وأصدر النكات علي تخلفه ، نحن جيل رجع بظهره إلي الخلف وتمني الماضي عساه أن يعود وهو يعلم أن الماضي لن يعود ، بل وزيفنا الماضي عن عمد حتي نجعل منه جنة عدن كي ما نتباكي عليه ولا تعجب سيدي أننا بكيناه بحرقة المسكين الذي يترجي خبزة في يوم شتاء ، أما مبارك فلم أجد إلي الآن نقداً موضوعياً لفترة حكمه ، فالبعض يكاد يقدسه ويرفعه إلي عنان السماء والبعض ألآخر يشيطنه ويهبط به إلي أسفل سافلين ، ومبارك لا هو هذا ولا ذاك ، فلا هو ملاكاً فقطعاً لا يوجد حاكم جيد يجلس علي كرسي الحكم ثلاثون عاماً حتي يصل إلي سن الثمانين ويرفض التقاعد ولكنه أيضاً ليس شيطاناً نحمله كل مشاكل مصر منذ عصر البطالمه حتي الآن، فعلي أقل تقدير واقع مبارك كان أفصل بكثير من واقعنا ألآن ، و لكننا شعب أحترف اللعب في منطقتين أثنتين ونسينا المنطقة الثالثه ، نحن أحترفنا اللعب في منطقتي الهجوم والدفاع أما الوسط فلا يعنينا ، بل ان بعضنا يدافع ويهاجم علي كلا المرميين . رسالتي إلي الأجيال التي قبلنا و اللذين يهاجمون جيلي لأن منّا من خرج علي مبارك والآن يبكيه ، أقول لكم أجيبوني ماذا صنعتم أنتم ؟ وإلي الجيل اللاحق أقول لهم الساحة مفتوحه أمامكم لتلحقوا بالنمور الأسيويه ولتصبحوا فهد الفهود الأفريقيه إن أستطعتم فأفعلوا ولا تضيعوا الوقت وتتباكوا علي ماضٍ لن يعود ، وأخيراً إلي الذين أتهموا جيلي بأنه كمن يعاني من متلازمة ستوكهولم ( متلازمة نفسية يتعاطف فيها الأنسان مع عدوه أو مع من أساء اليه) لا يا سيدي ، نحن لا نعاني من متلازمة "ستوكهولم" ، نحن نعاني من متلازمة الرجل الذي لازمنا ثلاثون عاماً من عمرنا ، نحن نعاني من متلازمة " مبارك" فعالجونا إن أستطعتم.