د. ناجي إسكندر يكتب: عفوا قداسة البابا تواضروس الثاني نستسمحك عذرا في مراجعة قرارك
وصل إلي علمي أنه في لقاء خاص لقناة اكسترا نيوز مساء السبت الماضي، وحول إستخدام الماستير في التناول قال قداسة البابا تواضروس الثاني : نحن نمارس صلواتنا بكل أدوات المذبح ولو هناك حالة مرض فلن يستخدم الكاهن الماستير ثم أكمل قائلا الوضع الطبيعي طبيعي وحينما نرجع لقداساتنا سنرجع كما كنا.
وحول مشاركة المتناولين إستخدام الماستير فالرأي العلمي الصحي السليم أن ذلك سيؤدي بالقطع - وكما وضحنا في مقال سابق - لإختلاط لعاب المتناولين وهذا يؤدي إلي إنتقال وتفشي أي عدوي تنفسية ومنها فيروس وباء كوفيد ١٩ الحادث الان. هذا بالإضافة أن الطقس التقليدي للتناول بصورته الحالية لا يحرص علي تباعد المتناولين عن بعضهم البعض وعن الاب الكاهن مما سيزيد بالقطع من فرصة إنتشار هذا الوباء.
والحقيقة فان الإصرار علي إستخدام الماستير من قبل بعض القيادات الكنسية تحت معتقدات إيمانية بعدم إمكانية أن يؤدي طقس التناول وباي صورة إلي نشر أي عدوي فقد خصصنا لذلك مقالا كاملا لشرح الفرق بين الطقس - طريقة التناول - والعقيدة - الإيمان بتناول الجسد المقدس والدم الكريم - وشرحنا الأسس السبعة الكتابية التي تتيح تغيير الطقس للصورة الأفضل والأنسب والأكثر أمانا وكيف نغير هذا الطقس بالفعل الان وذلك في حالة مناولة المرضي؟ وكيف تم تغيير هذا الطقس عما كان يحدث في الكنيسة الأولي - وهو ما لا يعلمه الكثيرون إن لم يكن المعظم - . ثم خصصنا مقالا أخر يشرح بمثال سهل وهو أن طريقة وأدوات تناول الطعام لا يؤثر في نوع وأهمية الطعام الذي نتناوله، وأنه بالقياس فأن طريقة أي طقس التناول وأدواته لا تغير من حقيقة أننا نتناول الجسد المقدس والدم الكريم للمسيح يسوع ربنا. وقدمنا في مقال ثالث إقتراح بطريقة مثالية للتناول تضمن الحفاظ علي التباعد البدني بين المتناولين بعضهم البعض وعن الاب الكاهن، وأيضا عدم مشاركة أي أدوات بين المتناولين وأهمها الماستير. وقد تم تقديم هذا الإقتراح السلطات الكندية والتي وافقت عليه وصرحت باعادة فتح الكنائس وقد تم تطبيق ذلك الإقتراح كما هو من قبل الكثير من الكنائس القبطية بكندا وبتغيرات غير مؤثرة في بقية الكنائس أما عن الكنائس والتي أصرت علي إستخدام الماستير فقد صدر قرار بإغلاقها من قبل السلطات الكندية لخطورة ذلك علي الصحة العامة. وإعتقدنا ساعتها جميعا أن القيادات الكنسية القبطية بمصر ستأخذ أيضا بالأدلة العلمية القاطعة واليقينية وبالمقترحات التي تم إتباعها بكندا وليس بالإعتقادات الإيمانية الغيبة عن إستحالة أن يؤدي التناول إلي إنتقال العدوي وانتشار الوباء ؛ خاصة مع الخلفية الطبية لقداسة البابا تواضروس الثاني والذي نكن له كل محبة وتقدير. ولكني لم أفهم ما نسب لقداسته عن عبارة أن الوضع الطبيعي طبيعي وذلك لاننا لا يمكن أن نكون الان في وضع طبيعي لاننا علي العكس فنحن في وضع عالمي مأسوي والأ فلماذا تم إغلاق العالم كله بكل التبعيات القاسية لذلك ؟ أما عن تطبيق طقس خاص بالمناولة فقط في حالة ثبوت المرض فنحن بذلك نتجاهل قاعدتين علميتين ثابتتين عن هذا الوباء. أولهما : وجود حالات مرضية معدية ولكن لا تظهر علي الشخص المصاب أية أعراض أو يعاني من أعراض طفيفة لم تسترعي إنتباه وعليه لا تمنعه من التقدم للتناول. وثانيهما وهو الأهم : أن خطورة هذا الفيروس أن الشخص الحامل للفيروس يبدأ في نشره لمدة يومين قبل ظهور أية أعراض أي وهو معافي تماما. وعليه فان الرأي العلمي الصحي والصحيح والذي أتفقت عليه كل الهيئات الطبية المعتبرة وتم الأخذ به في كل العالم هو أن يتم إعتبار كل شخص -وأكرر عبارة كل شخص -:حامل للفيروس وعليه فقد تقر التباعد البدني ولبس الكمامات الواقية خاصة في الاماكن المغلقة (ومنها دور العبادة ) وعدم مشاركة أي أدوات مع الأخرين والغسل المتكرر لليدين وعدم ملامسة الوجه الا بعد غسل اليدين الخ.
الخلاصة : قرار قداسة البابا : باننا سنرجع لقداساتنا كما كنا لان الوضع الطبيعي طبيعي هو قرار وأعتذر عن قولي ذلك هو قرار علمي لم يجانبه الصواب وعليه نسأل قداسة البابا وبدالة الأبناء العالمين بخطورة الوضع وبحكم خلفيتي العلمية لكوني أستاذا بكليات الطب وأيضا لحبنا ولحرصنا علي شعب وأباء كنيسة المسيح التي أحبها وأسلم نفسه من أجلها أن يتراجع عن هذا القرار ويأخذ بالاقتراح الأمثل والذي أقرته السلطات المحلية الصحية بكندا وتم الأخذ باساسياته بكنائسه القبطية بكندا والتي تتضمن الحفاظ علي عقيدة مشاركة الجسد المقدس والدم الكريم بين الجميع وذلك دون مشاركة أدوات التناول وضمنها الماستير كما تحقق التباعد البدني.
ولا أَجِد لانهي مقالي هذا بكلمات أوجهها لقداسته أفضل من كلمات الكتاب المقدس وعلي لسان معلمنا بولس الرسول : رو 15: 14 وأنا نفسي متيقن من جهتكم يا أخواتي أنكم أنتم مشحونون صلاحا ومملؤون كل علم قادرون أن ينذر بعضكم بعضا.