A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

جورج موسي يكتب : ربما يكون بينهم ( قصة قصيرة)

كانت جميلة رقيقة مع كل من حولها ، مع الأهل و الأصحاب والمعارف ، كانت هكذا مع كل من في محيطها ومن في مجتمعها ، ولكنها كانت تحمل قلباً قاسياً حين يتعلق ألأمر بفقير يطلب حاجه أو حتي بطفل صغير رث الثياب يقترب من سيارتها طالباً مساعدة أو طالباً حتي قطعة خبز يسد بها جوعه ، كانت تغلق الزجاج في ضجر وغضب يصحبه أشمئزاز حين يقترب طفل من سيارتها  ليبيع لها الورود أو المناديل أو يطلب شيئاً من مساعدة ، كانت تضع النذور والعشور والبكور  في صندوق العطايا و بالنسبة لها هذا يكفي ، فلا حاجه لتتعرف علي أحد هؤلاء المحتاجون أو تتحدث أليهم ، فإذا جاء أحدهم يسأل حاجه لا تعيره أهتماما بالكلية . زوجها لم يكن كذلك كان عطوفاً مع المحتاجين وكم حدثها في ذلك ، كان يقول لها لا يكفي أن نضع العشور في الصندوق ، يجب أن ندخل إلي الصندوق ونتحدث مع أصحابه ونسمع منهم ونقترب منهم فهم منّا ونحن منهم وكلنا من نفس التراب . أما هي فكانت لا تكترث بكلامه ، كان تكتفي ببضع مال في الصندوق وكفي . مضت بضع سنون علي زواجهما بدون أنجاب أطفال ، بعد محاولات كثيرة رزقت بطفلها الوحيد ، كان كل حياتها ، أعطته كل حبها وكل أهتمامها ، كان رضيعاً حين ذهبت لمدينة ساحلية في أحد شهور الصيف بصحبة زوجها ، وعندما حان وقت العودة للقاهرة ، شيئاً ما حدث في السيارة ، ولأن لديها موعداً هاما في العمل بالقاهره ، تركت زوجها يحاول أصلاح السياره و أضطرت أن تذهب إلي موقف أتوبيس لحجز بطاقه للعودة للقاهرة ، أخذت طفلها معها ، كان شباك التذاكر مزدحما جداً ، أقتربت منها  سيدة خمسينية أنيقة جداً ترتدي أفخر الثياب وتتحدث بلباقة وعرضت عليها بلطف شديد أن تحمل لها الطفل حتي تفرغ من حجز التذكرة ، حجزت التذكرة وعادت ولم تجد لا السيدة ولا الطفل !!!!! ، بحثت في كل مكان . بحث زوجها وألأقارب و الشرطة ، فعلت كل شئ !!! لا أثر لا للسيدة ولا للطفل ، رفضت العودة للقاهرة و ظلت هناك لا تريد العودة، بعد ضغط من العائلة عادت للقاهرة مرة أخري ولكنها لم تحتمل ، فعادت أدراجها مره أخري لموقف الاتوبيس في المدينة الساحلية ، شهوراً طويلة تبحث عن وجه السيدة ، شهوراً طويلة تبحث عن وجه طفلها ، وفي نهاية المطاف أعتادت أن تذهب كل نهاية أسبوع لموقف الأتوبيس في المدينه الساحليه ، كانت تشتري كل ما يحتاجه الأطفال من مأكل وملبس ولعب أطفال وتذهب تجلس مع أطفال الشوارع الذين ينتشرون عند محطة الأتوبيس تلعب معهم وتهتم بهم ، لم تعد تشمئز أو تنفر منهم و لا من ملابسهم البالية ولا من رائحتهم ، فجأة تحولت إلي أم  لهم وكانوا ينتظروها كل أسبوع ، حتي أنها كانت حينما تسير بسيارتها في الشوارع تتوقف إذا وجدت طفلاً يستعطي أو يبيع الورود وتحتضنه وتعطيه كل ما لديها ، وفي أحد الأيام وهي هناك تجلس عند موقف الأتوبيس في المدينة الساحلية  تلاطف ألأطفال جاء زوجها وجلس علي الأرض بجانبها وهي تحتضن الأطفال هناك ، نظر أليها و قد أنهمرت الدموع من عينيهما بينما ينظران لبعضهما البعض ثم قال لها تغيرتي !!! تغيرتي  كثيراً!!!! وكأن هذا الأبن أتي وذهب فقط كي تتغيري ولكن لماذا؟!!! لماذا تأتي كل أسبوع هنا رغم مشقة السفر !!! لماذا لا تفعلي هذا هناك في القاهرة ؟!!! نظرت أليه وقد غلبتها دموعها  وقالت له : ربما يكون بينهم يا عزيزي....ربما يكون بينهم. تمت