جورج موسي يكتب : هل أغلقت الكنيسة ملف مقتل الأنبا ”أبيفانيوس” قبل الأجابة علي هذه ألأسئلة ؟
بقلم: جورج موسي
أيدت محكمة النقض في مطلع الشهر الماضي الحكم بأعدام الراهب السابق "أشعياء المقاري" وتخفيف الحكم إلي المؤبد علي الراهب "فلتاؤووس المقاري" في قضية مقتل الأنبا "أبيفانيوس" أسقف ورئيس دير القديس "أبو مقار" بوادي النطرون . بهذا الحكم يُسدَل الستار علي أغرب جريمة حدثت داخل الأديرة المصرية في العصر الحديث ، وإلي الآن لا يصدق غالبية الشعب القبطي الرواية الرسمية عن هذه القضية ، وبالطبع لا تعليق علي أحكام القضاء ، فالقضاء يحكم بما لديه من أوراق قدمتها له النيابة العامه بناء علي تحريات المباحث و أعترافات المتهمين ، ولكن أنا هنا كباقي الأقباط أنتظر ردود الكنيسة علي بعض الأسئلة التي تدور داخل العقل القبطي . فمثلاً ما حقيقة الخطاب الذي تم نشره والمنسوب للراهب "فلتاؤوس المقاري" من داخل سجن برج العرب و الموجه إلي نيافة الأنبا كيرلس أسقف ورئيس دير الشهيد "مارمينا" العامر والذي جاء فيه نقاط لا يجب أن تمر مرور الكرام دون التوقف عنها ، فهل حقاً تمت مقايضة الراهب "فلتاؤوس" ليغيّر دينه مقابل تبرئته من القضية ؟ و ما حقيقة تعرض الراهب " فلتاؤوس" للأهانة و للتعذيب والتنكيل به من قبل أفراد من الأمن وعمال النظافة وترك جسده لطلبة كلية الطب للتدريب عليه وعلي حد قوله تقطيع لحمه كما جاء في الخطاب المنسوب له ؟ لماذا يُحرَم الراهب " فلتاؤوس" من التناول ومن زيارة أحد الآباء الكهنة لشهور حتي لو كان مذنباً ، أليس من حقه الزيارة الرعوية تنفيذاً لقول السيد المسيح كنت مسجوناً فزرتموني ( ولم يحدد السيد المسيح ما إذا كان المسجون مذنباً أم بريئاً) . هل تقتنع الكنيسة حقاً بدافع القتل عند الراهب "فلتاؤوس"؟ هل يقتنع قادة الكنيسة بأن "فلتاؤوس" أضمر الضغينة للأنبا "أبيفانيوس" لمدة خمس سنوات كاملة يتحين فيها الفرصة للأنتقام من الأنبا "أبيفانيوس" لمجرد أنه طلب منه الغاء مذبح أعلي قلايته كان يتم الصلاة عليه علي فترات والغريب في الأمر أن الراهب "فلتاؤوس" أمتثل حينها للأمر دون أدني مشكلة وسلمه أواني المذبح واللوح المقدس بهدوء عكس ما فعله آخرون؟ ألا تري الكنيسة أن هناك ثمة تناقض بين سيناريو الجريمة و علاقة الود والمحبة التي كانت تسود بين الراهب فلتاؤوس ورئيس ديره التي جعلت الأنبا "أبيفانيوس" يقدم ويراجع مؤلفات الراهب "فلتاؤوس" عن تاريخ الكنيسة وسير القديسين ، بل ويقدم له في الكلية الأكليريكية أيضاً ؟ ما حقيقة أن رجال المباحث قاموا بأستجواب الراهب السابق "أشعياء المقاري" داخل الدير لمدة ٤٨ ساعه متواصلة دون رحمة وسبه وأهانته بأفظع الشتائم و ضربه بل وعدم السماح له بالدخول لدورة المياه طوال هذه المده حتي أنه تبول وتبرز علي نفسه ( يوجد فيديو مصّور داخل المحكمة لشهادة الراهب يوساب المقاري يتحدث فيه عن التحقيق لمدة ٤٨ ساعه مستمرة مع الراهب أشعياء) . ما حقيقة وضع أجهزة تعذيب كهربائية داخل مناطق حساسة في جسد الراهب السابق "أشعياء المقاري" حتي يعترف بالجريمة ويعترف علي الراهب "فلتاؤؤس" كشريك معه ؟ ما حقيقة ترك الراهب السابق "أشعياء المقاري" عارياً أثناء التحقيق معه وأهانته وأنتهاكه نفسياً وجسدياً ؟ لماذا لا تصدق الكنيسة رواية الراهب "فلتاؤوس" أنه حينما سمع ورأي ما يفعله رجال الأمن من أنتهاكات في ألراهب "أشعياء" و حين قالوا له أنه سيتعرض لنفس الشئ ، أقدم علي الأنتحار خوفاً وقهراً؟ هل يدرك الذين يعولون علي أعتراف الراهب السابق "أشعياء" بالجريمة أمام رجال المباحث أن هذا القدر من التعذيب (لو صدقت روايته) كان كفيلاً بأن يجعله يعترف بأنه قاتل "أنور السادات" الذي قُتل قبل أن يولد ؟! ولماذا حُرما الراهبين من حقهما القانوني في وجود محامي أثناء التحقيق معهما ؟ هل تشعر الكنيسة أنها مطمئنة الضمير وأنها قامت بدورها كاملاً بعدما أُسدل الستار علي الجريمة بهذا الحكم النهائي البات علي راهبي دير أبو مقار ؟ سؤال آخر ، ما مدي مسؤلية الكنيسة عن الراهب ؟ ما أعلمة أن الراهب بعد رهبنته تصبح الكنيسة مسؤولة عنه في كل شئ ، فمثلاً لو أحتاج لعملية جراحية تتكفل به ، فلماذا تترك الراهب "فلتاؤوس" دون الأهتمام به و توكيل محامي للدفاع عنه وزيارته من أجل أعادته إلي الطريق السليم بأفتراض أنه مخطئ خصوصاً بعد تردي وضعه الصحي لدرجة كبيره ؟ هل تتواصل الكنيسة مع أخته الوحيدة لترعاها وتقف بجانبها بينما أخته هذه تقف وحدها تحاول مساعدة أخوها الوحيد (الراهب المتهم) بالزيارة وتوكيل المحامين وما إلي ذلك؟ أخيراً ما حقيقة ما يتداوله البعض في فيديوهات علي اليوتيوب عن التنازل عن جزء من أراضي وأملاك دير "أبو مقار" بعد مقتل الأنبا "أبيفانيوس" ؟ كل هذه أسئلة يتداولها المجتمع القبطي و السكوت عنها ليس حلاً بل سيزيد من التساؤلات و التكهنات ، رسالتي إلي كنيستي وأنا أحد أبنائها الذين يعشقونها ، أعلنوا الحقائق كاملة حتي يرتاح الجميع.