جورج موسي يكتب : لن أكون راهبة أتعبد لك في مخدعك!
مر عام علي زواجهما و اليوم يحل عيد زواجهما الأول ، كان قد تحدث أليها أنهما سيحتفلان في أحد مطاعم العاصمة الفاخرة ، لم تكن المادة تعني له الكثير ، فهو رجل ميسور الحال وتستطيع أن تقول أنه من الأثرياء ، أعتاد أن يصطحبها إلي أفخم الأماكن ويشتري لها أفخر الثياب و سافرا معاً عشرات المرات والحق أنه لم يكن يبخل عليها بشئ ، بالنسبة لأي أنثي في مدينتها بل في بلدها كلها كان الزواج بهذا الرجل أكثر من حلم ، فهو رجل أعمال ثري وناجح و كريم ومن عائلة كريمة. أرتدت أجمل ثيابها وتزينت كعروس ليلة زفافها ولم تنطق بكلمة واحدة ، ظلت صامتة طول الطريق ، كان يشعر أن في عقلها شيئاً تريد أن تبوح به ولكنه ( لم يفهم ) صمتها ولم يسألها عنه ! كانت تجلس بجواره في السيارة تحدث نفسها وترد علي ما كان يجول بخاطره وتقول لنفسها (ولن تفهم) يا زوجي العزيز ، أستمرا علي هذا الحال ولم يقطع صمتهما سوي لحظة الوصول إلي المطعم الشهير ففتح لها باب السيارة وتأبطت ذراعه ودخلا سوياً في صمت غريب ! جلسا وبدأ هو الحديث قائلاً كل عام وأنتي .. لم يكن ليكمل جملته فقاطعته قائلة وأنا ماذا ؟! أجبني أنا ماذا؟ أتريد أن تقول وأنا طيبة ؟ لست طيبة ، لست بخير علي أي حال يا زوجي العزيز الكريم الثري الوسيم الرائع !! اليوم يمر عام علي زواجنا ، يا عزيزي تمزقت علي يديك ! ضاعت ملامح شخصيتي في بيتك ، أبحث عن ذاتي كل يوم ولا أجدها ، منذ عام وأنا أعيش كالظل ، أتعلم ظل من؟! ظلك أنت ، علي مدار عام أردتني أن أذوب فيك وأتماهي مع شخصيتك فأختفي كالسراب بين يدي حقيقتك ! لست ظلاً يا زوجي العزيز ولن أكون راهبة أتعبد لك في مخدعك ، ولن أخدعك ، لن أكمل معك طريقاً سأسير فيه ظلاً ، عام زواجك مزقني ، وعام آخر وسأعتاد الأمر وعام بعد عام سأكون مسخاً وربما سأحترف الشكوي وربما سأصمت وسأرضي بحالي لأستكمل رحلة الحياة في هدوء ! لا أعلم ، ولكن عندي يقين أن من يرضي بدور الظل اليوم هو مسخ الغد ، وأنا لا أجيد دور المسخ ولن أكونه ! سأرحل اليوم وهذه كلمتي الأخيرة ، أكمل طعامك وأتركني ، فعام زواجك مزقني!