أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات اختفاء فيروسات قاتلة قد تكون أكثر فتكاً من كورونا

عبد المسيح يوسف يكتب: الأمل في القضاء علي كورونا .. والتروي في الحكم علي بايدن

أعلنت شركة فايزر الدوائية الأمريكية بعد أيام قليلة من إعلان نتيجة الانتخابات الأمريكية الرئاسية، وفوز المرشح الديمقراطي بها جو بايدن، عن التوصل إلي فاكسين  فاعليته 90% لعلاج فيروس كورونا علي لسان رئيسها ألبرت بورلا. وبمجرد إعلان فايزر عن نتائج المرحلة الثالثة لاختبار الفاكسين، بعد أن تم تجربته علي أكثر من 44 ألف شخص، وثبتت فاعليته، أعلن رئيس الشركة أنه بحلول نهاية شهر نوفمبر الجاري، سيتم تسجيل الفاكسين، والحصول علي الموافقات الفيدرالية الصحية الرسمية من الولايات المتحدة، لإنتاج  الفاكسين. لكنه أوضح أن الإنتاج في البداية سيكون محدودا ولألويات محددة يعلن عنها لاحقا. وبمجرد إعلان فايزر عن النتائج المفرحة للفاكسين، وفاعليته التي تصل إلي 90% لعلاج فيروس كورونا اللعين، تسابق مسؤولي الحكومات في الدول الغربية للترحيب وإعلان فرحتهم وتفاؤلهم بالفاكسين الجديد، وكان في مقدمة هذه التصريحات، تصريحات جو بايدن الرئيس المنتخب للولايات المتحدة، والرئيس ترامب المنتهية ولايته الرئاسية قريبا، ولكنه سيلجأ للقضاء للتشكيك في نتائج الانتخابات، بعدما أعلنها أكثر من مرة أن هناك مدن فاسدة يسيطر عليها الديمقراطيون قامت بتزوير الانتخابات. ولم يختلف الحال بالنسبة لتصريحات رئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو، ورئيس وزراء الكيبيك فرانسوا لوجو ورئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، الذين رحبوا كلهم بالفاكسين الجديد. وارتفعت التعاملات في أسواق المال العالمية بمعدلات كبيرة، بفضل التفاؤل الذي بدأ يلوح في الأفق، وهو ما يمثل دفعة اقتصادية قوية، لمختلف اقتصاديات العالم. لكن التساؤل الذي يفرض نفسه، لماذا تأخرت فايزر في الإعلان عن نتائج المرحلة الثالثة لما بعد الانتخابات الأمريكية، ولم تعلنها قبلها بأسبوعين أو 10 أيام، خاصة وأنه أحد التحليلات المؤدية لفشل ترامب في الاحتفاظ بمقعد الرئاسة الأمريكية، يتعلق بتأخره في علاج فيروس كورونا الذي دمر العالم، والمجتمع الأمريكي، كان من أكثر المجتمعات في أعداد المصابين، علي الرغم من أن هذه الأيام القليلة، التي تم الاعلان خلالها عن نجاح الفاكسين، كان ستؤثر بالايجاب علي موقف ترامب. هل هناك اتفاق خفي بين بعض الشركات متعددة الجنسية والديمقراطيين للايقاع بترامب؟ الملفت للنظر، أن هناك أنواع أخري من الفاكسين يتم اختبارها وهي في مراحلها السريرية الثالثة والأخيرة، والتي يتفاءل الباحثون والعلماء بصدد النتائج المرجوة منها، مما يعني أن الأمل وشعاع النور يقوي في القضاء علي هذا الفيروس اللعين. ولكن علي ما يبدو فإن الشركات المنتجة للفاكسين لها توازناتها السياسية مع رجال صنع القرار في دوائر السياسة العليا، علي المستوى الوطني والعالمي. كان نجاح جو بايدن في الفوز بانتخابات الرئاسة الأمريكية أم تتفاوت المواقف تجاهه، ما بين مرحب للغاية في المجتمعات الغربية، وبين تروي وجس نبض في مجتمعات الشرق الأوسط العربية. ونقطة التخوف الوحيدة في المجتمعات العربية من الديمقراطيين، تتعلق فقط بسجل الأسود في التحالف مع جماعات الإرهاب الديني، ممثلة صراحة في الإخوان المسلمين، أو بصورة خفية وضمية ممثلة في غض البصر عن همجية تنظيمات الدولة الإسلامية داعشية والحركات المرتبطة بها، وهذا ما يقلق العديد من الدول العربية، وفي مقدمتها مصر والسعودية والإمارات، والتي تعد من أهم وأقوى ثلاث دول عربية فاعلة في منطقة الشرق الأوسط. الديمقراطيون في أمريكا شأنهم شأن بقية التنظيمات السياسية ليسار الوسط أو اليسار الليبرالي، تقدم برنامج وقيم إنسانية، قد تتفق أو تختلف معها، ولكن لا يمكن أن يصل الخلاف إلي حد العداء، إلا بسبب سذاجتهم الغريبة، والتي تستغلها قيادات الحركات الإسلامية والارهابية، تحت مظلة فكرة حقوق الإنسان والأقليات، ولذا فإن التجمعات الإسلامية في الغربية في غالبها، التي تصوت وتؤيد الديمقراطيين والليبراليين في الغرب، من المستحيل أن تؤيد أو تعطي أصواتها لتيارات اليسار في مجتمعها الأم الشرق أوسط، إلا اذا كان الأمر لأغراض التوظيف السياسي، والتي يقف وراءها تمويلات كثيرة، مثلما كان الحال بين جماعة الإخوان المسلمين وتركيا وقطر وبعد تيارات اليسار، التي كان البعض يتوسم فيها الاستثنارة والتفتح ومواجهة الإرهاب والعنف، لكن بريق التمويلات وتأثير الأموال له فاعلية السحر. نعم بايدن، سيكون رئيس أكبر دولة مؤثرة في العالم، وعلي من الرشادة علي إدارته أن تعيد قراءة تطورات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط العربي، وأن دولا مثل السعودية والامارات ومصر تملك من التأثير السياسي في منطقة الشرق الأوسط، بل والاستثماري الاقتصادي داخل الاقتصاد الأمريكي نفسه، ما يجعل الإدارة الأمريكية بقيادة بايدن أن تعيد النظر في تحالفها المشبوه مع جماعات الإسلام السياسي، التي بدأها أوباما وهيلاري، وأدت إلي قطيعة بين واشنطن وأهم 3 دول عربية فاعلة في منطقة الشرق الأوسط، خاصة وأن جماعة الأخوان المسلمين، التي تنشئ أنصارها علي كراهية الغرب وأمريكا الكافرة، كانت أول من رحب بفوز بايدن، علي أمل أن يعيد صياغة التحالف مثلما بدأه المخرب أوباما معهم. وهذا ما يجعل بعض القيادات السياسية وملايين الشعوب في الشرق الأوسط وعدة آلاف بل وربما ملايين من أصول شرق أوسطية في أمريكا الشمالية، يشعرون بالتوجس والتروي في الحكم علي إدارة بايدن تجاه بلادنهم الأم في الدول العربية، التي لو حافظت علي رشادة الإدارة الأمريكية ومصالح أمريكا وشعوب منطقة الشرق الاوسط، سيكون هناك ترحيب حقيقي وفعلي بوصول بايدن لسدة الرئاسة في البيت الأبيض