A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

جورج موسي يكتب : أنت مش عارف (أنا) أبن مين ؟!

أنت مش عارف أنا أبن مين ؟ أعتاد أن يري نفسه في مكانة مختلفة عن أقرانه ، لم يكن يفهم كلمة أن البشر سواسية ! إذ كيف يوضع هو و أبن حارس عقار أبيه كلاهما في جملة واحدة أو حتي يجمعهما سطر واحد بين دفتي نفس الكتاب ؟! قطعاً لم يكن ليري نفسه يوماً مثل باقي البشر فقد تربي وهو يري أبيه يُعَامل معاملة خاصة فهو لا تسري عليه القوانين التي تسري علي جميع الناس حتي جاء يوماً وهو صغير ظن أن نواميس الكون نفسها لا تسري علي أبيه فكان يراه غير قابل للموت أو المرض أو العجز ! وبدوره أعتاد أن يعامل الناس تماماً كما يفعل أبيه ، منذ طفولته و هو يسمع أبيه يردد جملة واحدة علي مسامع من يحدثه في الشارع أو علي الهاتف أو في المصعد ، كان يقول ( أنت مش عارف أنا مين ) ؟! جملة واحدة يقولها في كل مكان بكل صلف وكبرياء وتعالي ، جملة تختصر كل معاني الطبقية في مجتمع ظل يتباهي كاذباً علي نفسه بنفسه بأنه قضي علي الطبقية بعد الثورة الميمونة بينما الطبقية تجتاح جوانبه !! كان يتباهي بأنه يكسر القوانين ويهين البشر ولا يستطيع أحد محاسبته بل و يتمادي فيعاقب من يعترض مستهيناً بكرامة البشر وحياة الآخرين ، وبينما يكبر الأبن يصير هذا الشبل من ذاك الأسد فقد ورث جملة أبيه وظل يرددها علي كل من حوله ، رددها علي مدرسيه و علي شرطي المرور وعلي الجيران وعلي أصحابه وحتي في أحلامه فقد أيقظته أمه في أحد الأيام وهو يحلم وكان يصيح لمحدّثه في حلمه قائلاً ( أنت مش عارف أنا أبن مين) ؟! وبالقطع أمه لم تجد في ذلك أي غضاضة ! فقد أحبت هذا الشعور بالجبروت بين البشر و التعالي علي خلق الله ! بل علي العكس كثيراً ما كانت تغذي في ولدها هذا الشعور المحبب لها ! وفي أحد أيام الصيف وبينما تمضي الأسرة أجازتها في مدينة ساحلية تعرض الأب لحادث سير وأحتاج لنقل دم ولم يكن في المستشفي فصيلة دم الأب فعرض الأبن علي الطبيب أن يعطي دمه لأبيه و يكتشف الأبن الفاجعة التي هزت كيانه ومستقبله فقد ثبت من خلال فحص فصيلة دمه أستحالة نسبه لأبيه ففصيلة دمهما تثبت أنه من المستحيل أن يكون بينهما صلة الأب و الأبن ! ما أن علم ذلك حتي وقع مغشياً عليه في المستشفي ، وبعد أفاقته ظل صامتاً لا يتحدث مع أحد فاقداً للنطق و جاء تشخيص الأطباء بأنه تعرض لصدمة عصبية حادة أفقدته النطق ، كان يمضي الساعات في غرفته تتردد علي مسامعه تلك الجملة التي ظل يرددها متعالياً علي البشر ( أنت مش عارف أنا أبن مين ) ، تلك الجملة التي كانت مصدر العزة والفخار و الكبرياء بالنسبة له أصبحت هي نفسها مصدر عاره ! من اليوم لن يستطيع أن يقولها لأحد أو يسمعها من أحد ولو حدث يوماً وسألها لأحد لن تكون للفخار بل للأستفسار ! تمت رسالة إلي كل من يتعالي علي باقي البشر ويفتخر بتلك الجملة ، لا تقل تلك الجملة لأحد ، فأمك هي الشخص الوحيد التي ( ربما ) تعرف الجواب ! فأسأل أمك فهي تعلم أكثر !