A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

ابرام مقار يكتب: وداعاً أخر الرجال المحترمين .. وداعاً وحيد حامد

أرى أن أجمل ما في مصر هم مُفكريها ومبدعيها٬ أجمل ما في مصر هم مُعتدليها٬ والذين لم يتأثروا بالمناخ الاستقطابي السلفي الطائفي الكاره للأخر وللحرية والحداثة٬ ولهذا أحرص في زياراتي للوطن الأم أن أفوز بمقابلة هؤلاء. وبالتأكيد أحد أفضل هؤلاء هو الكاتب والسيناريست العظيم وحيد حامد٬ هذا الذي لم نشاهد أفلامه فقط بل درسناها٬ ولم نسمع فقط حواراته بل حفظناها٬ دراما علمتنا و امتعتنا في الماضي وقرأنا بها المستقبل. وبالفعل ومن خلال صديق مشترك وهو العزيز الصحفي الكبير "سعيد شعيب" تم ترتيب هذا اللقاء٬ والذي لولا إشفاقي على ظروف الأستاذ وحيد الصحية لتجاوز الساعة إلي ساعات.

تحدثنا في أمور عدة٬ فسألته عن مسلسل أوان الورد وشرحت له سبب غضب بعض الأقباط من المسلسل -رغم إعلان ندم الزوجة المسيحية من الزواج من مسلم- هو يقين الأقباط أن الدراما تتناول زواج مسيحية بمسلم بينما لا يمكن أن تتناول العكس٬ أي زواج مسيحي من مسلمة٬ فقال أنه لم يقصد دين دون أخر بل لأنه شاهد تلك الحالة أمامه من خلال مونتيرة مسيحية تزوجت مسلم٬ فألهمته تلك الواقعة للإشارة لها بـ "أوان الورد". وكان اللقاء وقت حدوث أحد حوادث الاعتداءات المتكررة علي أقباط المنيا٬ وتحدث عنه الأستاذ وحيد بانفعال شديد وقال "لا أعلم لماذا تمر تلك الحوادث مرور الكرام؟ ٬ وأضاف٬ "لماذا لا تعاقب الدولة الجناة بالقانون أشد العقاب؟ ٬ لماذا لا تُطلق الشرطة النار نحو أي معتدي على كنيسة أو منزل جاره القبطي؟ .. وإذا حدث ذلك فوقتها لن تحدث حالة اعتداء طائفي ٬ ووقتها لن تسمع عن تلك الأمور مرة ثانية٬ تلك الحوادث التي تسئ جدا لمصر وسط صمت المسئولين" .. نصاً بحسب كلام وحيد حامد.

وفي الدراما تحدثنا عن رائعته فيلم "الارهاب والكباب" ٬ وعن مسلسل "بدون ذكر أسماء"٬ والذي كتبه بعد ثورة ٢٥ يناير مباشرة٬ ولم يخلو الحوار من الحديث عن الأخوان وما فعلوه بمصر في العقود الأخيرة. وقال لي الأستاذ وحيد حامد أن "الفوضى ليست في الشارع"٬ فأجبته على الفور٬ "الفوضى في العقول" ٬ فقال لي "أننا نفكر مثل بعضنا البعض"٬ وبالطبع اعتبرتها أرفع شهادة حصلت عليها٬ أن يقول لي قامة كبيرة مثل وحيد حامد أن تلميذ مثلي في مدرسته يفكر مثله. وتحدثنا عن مستقبل الليبرالية والعلمانية.. لقد كان وقت في سحاب الفكر ورحاب التنوير٬ كان وقت في أمتع أوقات حياتي مع أحد أعظم الشخصيات التي قابلتها.

لم يكن العام الجديد أسوأ من أن يحمل لنا خبر رحيلك في ثاني أيام العام٬ فوداعاً يا من أنرت عقولنا ٬ وداعاً يا نجيب محفوظ جيلنا ٬ وداعاً يا من تكرم مهرجان القاهرة السينمائي بتكريمه ٬ وداعاً يا أخر الرجال المحترمين ... ستبقي في القلب والعقل والوجدان ما حييت أنا وغيري٬ أستاذنا الكبير وحيد حامد.

[caption id="attachment_6537" align="aligncenter" width="300"]وحيد حامد و ابرام مقار وحيد حامد و ابرام مقار[/caption]